مشاهدة النسخة كاملة : السيسي يحرض الغرب ضد "مَن يساندون قوى التطرف" في ليبيا


نعمة حكيم
09-17-2014, 12:32 AM
طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، في القاهرة، المجتمع الدولي برسالة ضد من "يساندون قوى التطرف والإرهاب الساعية لفرض الأمر الواقع بقوة السلاح في ليبيا".

واستقبل السيسي، اليوم، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة (شرقي القاهرة)، جان إيف لودريان. وقال إيهاب بدوي، المُتحدث الرسمي باِسم الرئاسة المصرية في بيان عقب اللقاء إن السيسي أشار خلاله إلى "أهمية مساندة الحكومة الجديدة برئاسة عبد الله الثني والبرلمان الليبي المنتخب المعبر عن إرادة الشعب الليبي".
كما دعا إلى "العمل الجدي نحو بناء مؤسسات دستورية تساعد البلاد على النهوض من كبوتها، والتي تسببت في استنزاف قدرات البلاد، في إطار سعيها لفرض واقع جديد بالقوة على الأرض يخالف إرادة وطموحات الشعب الليبي الشقيق".

كما شدد السيسي، بحسب المتحدث، على "أهمية أن يصدر عن المجتمع الدولي رسالة تأييد واضحة لإرادة الشعب الليبي وأخرى لا تقل وضوحاً إزاء من يساندون قوى التطرف والإرهاب الساعية لفرض الأمر الواقع بقوة السلاح في ليبيا".

وجاء لقاء السيسي ووزير الدفاع الفرنسي بعد أيام من تصريح الأخير في حوار أجراه مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية ألمح فيه إلى "إمكانية توجيه القوة العسكرية الفرنسية التي تتخذ من تشاد مقرا لها نحو الحدود الليبية بالتنسيق مع الجزائر، ولكن الأخيرة سارعت على الفور ونفت عزمها مشاركة فرنسا في تدخل عسكري بليبيا.

وطالبت الجزائر، فرنسا، بضمانات تتمثل في عدم استهداف المدنيين ووضع قوة قادرة على حفظ الأمن بليبيا في حال تدخل الغرب عسكريا في هذا البلد الذي يشهد اضطرابات منذ انهيار نظام معمر القذافي في عام 2011، بحسب مصدر دبلوماسي جزائري في تصريح سابق للأناضول.

وتشهد ليبيا منذ أكثر من 3 سنوات انقساماً سياسياً بين تيار محسوب على الليبراليين وتيار آخر محسوب على الإسلام السياسي زادت حدته مؤخراً وانزلق إلى اقتتال دموي.
وأفرز هذا الانقسام جناحين للسلطة في ليبيا لكل منه مؤسساته، الأول: البرلمان الجديد المنعقد في مدينة طبرق وحكومة الثني، ورئيس أركان الجيش عبد الرزاق الناظوري، وهو جناح يوصف بجناح الانقلابيين الساعين لوأد الثورة الليبية ومكتسباتها. والثاني: المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته الشهر الماضي) ومعه رئيس الحكومة، عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي، وهو الجناح المدافع عن الثورة الليبية، وينضوي تحته كتائب الثوار.

وحذر السيسي، بحسب البيان، من مخاطر انتشار النزاعات المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط وكذلك في أفريقيا، والتي "ستمتد لا محالة إلى أوروبا، وخاصة دول شمال المتوسط".

وأضاف البيان على لسان السيسي: "ومن هنا تأتي أهمية تضافر الجهود المصرية الفرنسية، في إطار تكاتف جهود المجتمع الدولي، لدحر الإرهاب واجتثاث هذه الظاهرة من جذورها".
وأشار المُتحدث باسم الرئاسة المصرية إلى أن السيسي طلب من لودريان نقل تحياته للرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند وتطلعه للقائه المرتقب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل.

وأشار البيان إلى أهمية وجود تحالف دولي شامل لمكافحة الإرهاب، لافتا في هذا الصدد إلى البيان الذي صدر أمس عن مؤتمر باريس بشأن العراق، والذي قال إيهاب بدوي إنه "أظهر جلياً صحة الرؤية المصرية لمسألة التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب".
وأشار بدوي إلى أن السيسي، نوه إلى "ضرورة عدم اقتصار المواجهة على تنظيم بعينه أو القضاء على بؤرة إرهابية بذاتها، ولكن من الأهمية بمكان أن يمتد ليشمل كافة البؤر الإرهابية سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في أفريقيا، في إطار إستراتيجية شاملة".

ونقل البيان عن الوزير الفرنسي "تقدير بلاده للجهود المصرية في التوصل للهدنة الأخيرة في غزة، مثمناً الدور المصري الهام والتقليدي في الإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة".