ارتفع الجنيه الإسترليني، اليوم الجمعة، إلى أعلى مستوى له أمام الدولار الأميركي في أسبوعين وأمام اليورو في عامين، فيما حققت الأسهم الأوروبية ارتفاعات مدعومة بمكاسب السوق البريطانية بعدما رفض الناخبون الإسكتلنديون انفصال بلادهم عن المملكة المتحدة.
وفي تصريحات لوكالة "رويترز"، قال مينوري أوتشيدا، كبير محللي أسواق الصرف لدى بنك طوكيو-ميتسوبيشي يو.اف.جيه: "كانت السوق متوترة بسبب الاستفتاء، لكن في النهاية كان معسكر "لا" قويا"، متوقعا أن "تهدأ الأسواق وتعاود التركيز على التوقعات الاقتصادية".

وصعد الإسترليني نحو 0.8% إلى 1.6525 دولار في المعاملات الآسيوية اليوم الجمعة، مسجلا أعلى مستوى له منذ الثاني من سبتمبر/أيلول الجاري في وقت كانت فيه النتائج الأولية لاستفتاء اسكتلندا تفيد بتقدم معارضي الانفصال.

وسجل الاسترليني أعلى سعر له في عامين أمام اليورو عند 78.12 بنس لليورو، فيما حقق أعلى مستوى له ستة أعوام مقابل الين الياباني عند 180.66 ين.

وكانت التوقعات تشير إلى أن الإسترليني قد يفقد 10% من قيمته على الأقل في حال استقلت إسكتلندا عن التاج البريطاني.

إلى ذلك، ارتفعت الأسهم الأوروبية، اليوم الجمعة، مدعومة بمكاسب السوق البريطانية بعد تصويت الإسكتلنديين بـ"لا" على الانفصال عن المملكة المتحدة.
وارتفع مؤشر فايننشال تايمز 100 للأسهم البريطانية 0.7 %.

وكانت أسهم الشركات، التي مقرها إسكتلندا، مثل رويال بنك أوف سكوتلند واس.اس.إي للمرافق من أكبر الرابحين بصعودها 3.2 و3.3% على الترتيب.

وتفوق فايننشال تايمز على مؤشري داكس الألماني وكاك 40 الفرنسي اللذين صعدا 0.5%، وذلك بعد أداء دون المستوى للمؤشر البريطاني قبيل الاستفتاء الأسكتلندي.

كما ارتفع مؤشر يوروفرست 300 الأوروبي 0.8% إلى 1409.36 نقطة.
واختار الإسكتلنديون البقاء ضمن المملكة المتحدة، في الاستفتاء التاريخي الذي نظم، أمس الخميس.
وبلغ عدد الأصوات المؤيدة للبقاء ضمن المملكة المتحدة، بين الأصوات التي تم فرزها حتى الآن، مليون و877 ألف صوت، وهو ما يتجاوز عدد الأصوات اللازمة لترجيح إحدى الكفتين والبالغ مليون و852 ألف صوت.
فيما بلغ عدد الأصوات الداعمة للانفصال عن المملكة المتحدة، التي تم فرزها حتى الآن مليوناً ونصف صوت.
ولا تزال عملية فرز الأصوات مستمرة، إلا أن النتيجة النهائية لن تتأثر بالأصوات التي لم يتم فرزها بعد.
وتقدر نسبة المشاركين في الاستفتاء بـ 80% من عدد الناخبين في اسكتلندا، التي يبلغ عدد سكانها 5.3 مليون نسمة.
وسمح بالتصويت في الاستفتاء للبالغين من العمر 16 عاما على الأقل.
ومن المتوقع أن تصدر الملكة إليزابيث الثانية، ملكة إنجلترا، بيانا حول نتائج الاستفتاء ظهر اليوم الجمعة، في حين من المنتظر أن يدلي رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون"، بتصريح حول نتائج الاستفتاء.
وهنأ كاميرون في تغريدة له على موقع تويتر، "أليستار دارلنغ"، المسؤول على حملة "نحن معا أفضل"، المعارضة لانفصال اسكتلندا، على نتائج الاستفتاء.
وكانت مراكز الاقتراع قد فتحت أبوابها في اسكتلندا أمس من السابعة صباحا وحتى العاشرة مساءً بالتوقيت المحلي.
ويعد هذا الاستفتاء محاولة الاستقلال الأكثر جرأة في تاريخ اسكتلندا منذ إعلان الارتباط بين غلاسكو ولندن في العام 1707.