مشاهدة النسخة كاملة : ان مع العسر يسرا فلا تيأس


نعمة حكيم
12-25-2014, 01:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لا تيأس مهما اشتدت عليك الدنيا لا تيأس ,
مهما اجتمعت عليك الهموم لا تيأس ,
مهما اشتدت أوجاعك لا تيأس ,
لا تيأس لان فيك حياة والحياة نعمة , مدام قلبك ينبض بذكر الله فأنت حي فأنت في نعم فلا تيأس ,
إن كنت تشعر بالغربة وبالوحدة في وطن ليس بوطنك وفي أرض ليست أرضك وبين أناس ليسوا بأهلك ,ومهما بعد عليك الأهل والأحباب لا تيأس ,
ألم تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم غادر مكة إلى المدينة وهي أحب البقاع إلى قلبه
حدثنا محمد بن الفضل السقطي ، ثنا أبو كامل الجحدري ، ثنا فضيل بن سليمان النميري ، ثنا عبد الله بن عثمان بن خيثم ، عن سعيد بن جبير ، وأبي الطفيل ، عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمكة : " ما أطيبك وأحبك إلي ، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما سكنت غيرك " .
وجد في المدينة الملجأ والأهل والنصرة والتأييد حتى بلغت دعوته صلى الله عليه وسلم ما بلغت فلا تيأس مهما اشتدت غربتك فالغريب هو غريب الدين البعيد عن منهاج الله القويم فان كنت سائرا على منهاجه فاحمد الله ولا تيأس ,
الم تعلم أن سيدنا إبراهيم عليه السلام كان الوحيد المؤمن في قومه دعاهم بالحجة والدليل كسر أصنامهم ليبين لهم بطلان ما كانوا يعبدون وعندما انتبهوا وعلموا بصدقه زاد تعنتهم فألقوا به في النار ترى هل من منقذ لسيدنا ابراهم ؟؟ الم يقل سيدنا إبراهيم عندما القي به في النار حسبي الله ونعم الوكيل فجعل الله النار بردا وسلاما عليه فلم يحرق ولم يمس بأذى وخرج سالما من محنته أليس هذا هو الانتصار ان تنتصر على عدو نفسك قبل ان تنتصر على اعداءك فان كنت وحيدا فالله معك ناصرك مؤيدك فقط يجب ان ننصر كلمة الحق
قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) [ محمد : 7 ] وقال تعالى : ( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ) [ الحج : 40 ] وقوله ( وفتح قريب ) أي : عاجل فهذه الزيادة هي خير الدنيا موصول بنعيم الآخرة ، لمن أطاع الله ورسوله ، ونصر الله ودينه ; ولهذا قال : ( وبشر المؤمنين )
اذا كنت تشعر بالوحدة وبالغربة فطوبى لك فذلك منهج الصالحين فلا يغرنك كثرت الإتباع بقدر ما يهمك ما ذا يتبع وعلى أية أساس فكم من جماعات وفرق ضالة مضلة ضلت وأضلت فان تسير على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يهمك احد ولو كنت أنت الوحيد السائر سالك طريق النجاة طريق الله المستقيم .
ألا تعلم حكيم العرب فى الجاهلية ؟؟ ترك عباده الأوثان قبل الإسلام وتنصر واعتنق المسيحية ودرس الأديان جميعها وهو احد المبشرين بنبوه محمد صلى الله عليه وسلم ..فمن هو؟؟
وعنه يقول ابن كثير :

" إنه اعتزل الأوثان ، وفارق الأديان ؛ من اليهود والنصاري والملل كلها ،

إلا دين الحنيفية ، دين إبراهيم ، يوحد الله ويخلع من دونه ..

وذكر شأنه للنبي ( صلى الله عليه وسلم )

فقال :

هو أمة وحده يوم القيامة .. يبعث يوم القيامة أمة وحده
انه زيد ابن عمرو ابن نفيل ..

ان تشعر بالوحدة بين اهلك وناسك فلا تيأس فقد تشعر ببعد زوجتك وبعدك عنها ,اختلاف في الأفكار ومنهاج الحياة فلا تيأس لاشك انك تعلم ان نبيا الله نوح ولوط عليهما السلام كانتا زوجتاهما من أسوء الأزواج ورغم ذلك لم يؤمرا يفارقهما بل صبرا عليهما حتى كان مصيرهما مثل مصير قومهما الكافرين الكاذبين.
فصبرا ولا تيأس فالعاقبة للمتقين فلعل الله يعوضك خيرا منهاقال الله عز وجل ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ *وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾أواخر سورة التحريم
إن كنت مريض واجتمعت عليك كل علل الدنيا فلا تيأس أخبرتني صديقة لي ممرضة تعمل في مستشفى أنه كان رجل مريض مرضا خطيرا جدا وذلك المرض يحدث ألاما شديدة قالت: لم أرى مثله صبرا فلم يكن يصرخ ولا يشعر أحد بألمه رغم شدة ألمه فقد كان لسانه لا يتوقف عن ذكر الله حتى توفاه الله عز وجل قالت: والله بكيت عند موته فقد قل مثل ذلك الرجل في الصبر والاحتمال.
هذه فقط قصة من واقعنا وغيرها الكثير لكن خير من ذلك قصص الأنبياء فقصة أيوب على السلام الذي فقد الأبناء والمال والصحة فصبر واحتسب حتى جاءه الفرج بالشفاء قلبا وقالبا نفسا وروحا وجسدا
( وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ( 83 ) فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين ( 84 ) )
فمهما اشتد مرضك وفكرت أن لا خلاص لك منه إلا بالموت بذلك خطا يكفي أن يبقى العقل والقلب منشغل بالله عز وجل فكلما فكرت في مرضك ستزيد آلامك وأوجاعك ولو شربت كل صيدليات العالم, لن تشفى إلا بإذن الله فهو الشافي هو الذي انزل الداء وهو صاحب الدواء اللهم إني مسني الضر وأنت ارحم الراحمين
إن أحسست بضيق العيش وبضيق الحياة فلا تيأس فغيرك لم يجد لقمة يأكلها ولا شربة ماء يروي عطشه بها.... فالحمد لله .فأن مع العسر يسرا كما قال عز وجل:" 4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8) [سورة الشرح].
كثيرا ما يظن الإنسان المتشائم المتألم انه إذا ترك الدنيا ومات سيرتاح كيف سيرتاح بل ستبدأ مرحلة الحساب والعقاب والجزاء ولا أمل بعودة لاستدراك ما فات فلنحس دائما أن كل يوم في حياتنا نعيشه من جديد فرصة لإصلاح ما فات والاستغفار عن ما مضى وتجديد التوبة ثم أن نعمل بجد وحتى يأينا الموت فذلك من حسن قدرنا أن يختم الله لنا على طاعته.
قال صلى الله عليه وسلم " خيركم من طال عمره وحسن عمله "
فالموت نهاية العمل نهاية التوبة فالصبر الصبر .
نعم كثرت علينا الفتن والهموم واشتد الأمر على الصالحين الصادقين من امة سيد المرسلين اجتمعت عليهم المحن من كل حدب بل تنوعت واشتدت على المؤمنين المخلصين من افراد هذه الامة وكل وكيف فتن ونوع فتنته التي ابتلي بها فمنهم المسجون المنسي ومنهم المنفي ومنهم الغريب الوحيد المريض الجائع اللاجئ المطرود ....
قال تعالى في سورة البقرة أ مْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوْا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِيْنَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوْا حَتَّى يَقُوْلَ الرَّسُوْلُ وَالَّذِيْنَ آمَنُوْا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيْبٌ. الاية 214
لاتياس ان تاخر زواجك فمريم لم تتزوج ورغم ذلك جعلت من خير سيدات العالمين قال تعالى في سورة ال عمران " وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ" الاية 42
لا تيأس إن تأخرت في الإنجاب فلم تنجب بعد وليس لك ذرية

قال الله عز وجل :
(28) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) قَالُوا كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ(30) من سورة الذريات
وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى- في سورة هود: قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً، إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ.
والخير من ذلك كله من المال والولد ذكر الله , أن يلهمك لسانا ذكرا شاكرا مهللا مكبرا باسمه عز وجل, قال تعالى في سورة الكهف
قال الله تعالى: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً {الكهف:46}،
واعلم جيدا أخي أختي انك لست المهموم وحدك ولست المبتلى وحدك فقد ابتلي قبلك الأنبياء والمرسلون والصالحون
ولنعلم جيدا أن من السنن الكونية وقوع البلاء على المخلوقين اختباراً لهم, وتمحيصاً لذنوبهم , وتمييزاً بين الصادق والكاذب منهم قال الله تعالى ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)
وقال تعالى( ونبلوكم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)
و قال تعالى( الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي وقال حديث حسن.
وأكمل الناس إيمانا أشدهم ابتلاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتد به بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة. أخرجه الإمام أحمد وغيره.
فإذ يجب علينا في زمن اشد بلاؤه وتنوعت فتنه أن نتواصوا بالصبر وان نتواصوا بالحق حتى نلقى الله على ذلك طيبة أنفسنا زكية غير طامعة في دنيا فانية بل همها الخلود والنعيم في جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين

May Allah save you

مسلمه سلفيه
12-27-2014, 07:36 PM
جزاكم الله خيرا

نعمة حكيم
12-29-2014, 10:37 PM
جزاكم الله خيرا
وجزاك الله اختي بكل خير وبرك الله فيك

عابرة سبيل
01-01-2022, 06:59 PM
[سجل معنا ليظهر الرابط]