مشاهدة النسخة كاملة : هل قراءة سورة يوسف تزيل الهم والحزن ؟ والرد على عمر عبد الكافي


محمد فرج الأصفر
09-22-2016, 08:45 PM
السلام عليكم

انتشر مقطع فيديو للدكتور / عمر عبد الكافي يقسم فيه بالله بأن من أصابه هم أو حزن أو ضيق فقام فتوضأ وقراء سورة يوسف إلا زال همه ، وقرأت ذلك القول أيضاً منقول عن جاسم المطوع ، فهل هذا صحيح .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


أولاً:

سُورَة يُوسُف مَكِّيَّة كُلّهَا، وقيل نزلت ما بين مكة والمدينة وقت الهجرة. وَقَالَ اِبْن عَبَّاس وَقَتَادَة : إِلَّا أَرْبَع آيَات مِنْهَا . وَرُوِيَ أَنَّ الْيَهُود سَأَلُوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قِصَّة يُوسُف فَنَزَلَتْ السُّورَة.

ولم يرد عن علماء المفسرين منقولاً ، أنَ من فضائلها إزالة الهم والغم والحزن ، بخلاف حديث منكر عن أبيٍ بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( علموا أقاربكم سورة يوسف ، فإنه أيما مسلم تلاها أو علمها أهله وما ملكت يمينه هون الله عليه سكرات الموت ، وأعطاه القوة أن لا يحسد مسلماً ).

وهذا الحديث منكر: في إسناده سلام بن سالم ، ويقال ابن سليم المدائني ، وهو متروك عن هارون بن كثير . قال أبو حاتم : مجهول ، وقد ذكر له الحافظ ابن عساكر متابعاً من طريق القاسم بن الحكم عن هارون بن كثير ، ومن طريق شبابة عن مجلز بن عبد الواحد البصري عن علي بن زيد بن جدعان ، وعن عطاء بن ميمون عن ذر بن حبيش عن أبي بن كعب مرفوعاً فذكر نحوه ، وهو منكر من جميع طرقه.

ثانياً:

المعروف عند أهل العلم الثقات أن باب فضائل القرآن الكريم من أكثر الأبواب التي وضع فيها الوضاعون أحاديثهم ، ونسبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، إلا النادر الذي ورد فيه أحاديث صحيحة .

قيل لأبي عصمة نوح بن أبي مريم : " من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة ، وليس عند أصحاب عكرمة هذا ؟ فقال : إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن ، واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ، ومغازي ابن إسحاق ، فوضعت هذه الحديث حِسبة . قيل له أليس هذا كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : لا بل هو كذب له" رواه الحاكم بسنده إلى أبي عمار المروزي.



ثالثاً:

الواجب على الداعي إلى الله تعالى أن يدعو على بصيرة وعلم ،ولا ينقل قول إلا بسند ويحيل على المصدر ومن قائله. وهذا من باب الأمانة العلمية

قال تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّه عَلَى بَصِيرَة أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) يوسف: 108

وكذلك إلا يتحدث في دين الله إلا بالنقل الصحيح والقول الصريح ، ويتثب في العلم ولا ينقل الموضوع والضعيف والقصص الواهية .

قال أهل العلم : إن هذا العلم دين ، فانظروا عمن تأخذون دينكم ، والإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ، ويقررون : أنه لا يؤخذ بالخبر ، ولا يضاف إلى النبي عليه الصلاة والسلام إلا إذا عرف من حدث به عنه ، ومن نقله إلينا ، وعرف حاله من الصدق والضبط وقوة الحفظ .وحتى لا يدخل في وعيد الحديث.

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) رواه مسلم ، البخاري ، الترمذي، أبي داوود، ابن ماجة، أحمد
وعن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( مَن حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ ، فَهُوَ أَحَدُ الكَاذِبَيْن ) رواه مسلم في مقدمة صحيحه

قال النووي شرح مسلم : " يحرم رواية الحديث الموضوع على من عرف كونه موضوعا ، أو غلب على ظنه وضعه ، فمن روى حديثا علم أو ظن وضعه ، ولم يبين حال روايته وضعه ، فهو داخل في هذا الوعيد ، مندرج في جملة الكاذبين على رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى



هذا. والله أعلى وأعلم

عابرة سبيل
10-07-2022, 12:58 AM
[سجل معنا ليظهر الرابط] e0f54a1ea642ec9908