مشاهدة النسخة كاملة : اهدنا الصراط المستقيم


رحيق مختوم
03-04-2018, 07:05 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن والاهم وبعد: فَاِنَّ مَايَجْرِي فِي الْغُوطَةِ الشَّرْقِيَّةِ هُوَ انْتِقَامٌ طَائِفِيٌّ لِدِمَاءِ الْحُوثِيِّينَ الَّذِينَ تَسْتَهْدِفُهُمْ قُوَّاتُ التَّحَالُفِ بِقِيَادَةِ آَلِ سُعُودَ: وَنَحْنُ هُنَا نَقُولُ لِلْمُعَارَضَةِ: مَاذَا سَتَسْتَفِيدُونَ لَوْ بَقِيتُمْ سَاكِتِينَ لَاتُحَرِّكُونَ سَاكِناً مِنْ اَجْلِ الدِّفَاعِ عَنْ اَطْفَالِكُمْ وَلَاتَنْبِسُونَ بِبِنْتِ شَفَةٍ مِنْ مُقَاوَمَةٍ رَادِعَةٍ: طَبْعاً لَنْ تَسْتَفِيدُوا شَيْئاً مَهْمَا قَدَّمْتُمْ مِنْ تَنَازُلَاتٍ اِلَّا الِاسْتِمْرَارَ فِي سِيَاسَةِ الْاَرْضِ الْمَحْرُوقَةِ: وَفِي كُلِّ الْاَحْوَالِ سَيَقَعُ عَلَى رُؤُوسِكُمْ مَزِيدٌ مِنَ الْمَصَائِبِ وَالْوَيْلَاتِ: وَلَنْ يَتَدَخَّلَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مِنْ اَجْلِ مُسَاعَدَتِكُمْ اِلَّا وَاضِعاً يَدَهُ فَوْقَ اَيْدِيكُمْ فَقَطْ لَا فَوْقَ اَيْدِي اَحَدٍ مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ تَسْتَجْدُونَهُمْ لِمُسَاعَدَتِكُمْ: فَاِمَّا اَنْ تَكُونَ الْاَيَادِي طَاهِرَةً نَظِيفَةً خَالِصَةً لِلهِ وَحْدَهُ مِنْ دُونِ الِاسْتِعَانَةِ بِمَا قَدَّمَتْ اَيْدِيهِمُ الْآَثِمَةُ
الَّتِي تَلَطَّخَتْ بِالشِّرْكِ وَالْمُوبِقَاتِ: وَاِمَّا اَنْ تَسْتَعِينُوا بِهَا لِيَسْحَبَ اللهُ يَدَهُ مِنْ فَوْقِ اَيْدِيكُمْ: وَصَدِّقُوا اَوْ لَاتُصَدِّقُوا: لَنْ تَحُكُّوا جِلْدَكُمْ اِلَّا بِاَيْدِيكُمْ فَقَطْ لَا بِاَيْدِي غَيْرِكُمْ مِنَ النَّاسِ: وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِاَيْدِيكُمْ(لَابِاَيْدِي غَيْرِكُمْ مِنَ الْمُثَبِّطِينَ لِلْهِمَمِ الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ مِنَ الْقَرَارَاتِ مَامُعْظَمُهَا حِبْرٌ عَلَى وَرَقٍ وَلَاتُجْدِي نَفْعاً وَلَاتُسْمِنُ وَلَاتُغْنِي مِنْ جُوعٍ: وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِاَيْدِيكُمْ(لَابِصَيْحَةٍ: وَلَا بِغَرَقٍ: وَلَابِخَسْفٍ: وَلَا بِزِلْزَالٍ: وَلَابِبَرَاكِينَ: وَلَا بِحَاصِبٍ: وَلَابِرَجْفَةٍ: اِلَّا اِذَا تَدَخَّلَتْ اَيْدِيكُمْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ لِاَنَّكُمْ صَادِقُونَ فِي اِيمَانِكُمْ لاتُكَذِّبُونَ بِآَيَاتِ اللهِ كَمَا كَذَّبَ بها الْاَوَّلُونَ: وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَمَامَنَعَنَا اَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ اِلَّا اَنْ كَذَّبَ بِهَا الْاَوَّلُونَ(وَاَمَّا اَنْتُمْ فَطَالَمَا اَنَّكُمْ صَادِقُونَ فِي اِيمَانِكُمْ فَلَنْ يَمْنَعَ اللهَ شَيْءٌ مِنْ اِرْسَالِ آَيَاتِهِ لِمُسَاعَدَتِكُمْ {لِيَجْعَلَ لَكُمْ مَخْرَجاً( مِنَ الْهَزِيمَةِ {وَيَرْزُقَكُمْ( مِنَ النَّصْرِ {مِنْ حَيْثُ لَاتَحْتَسِبُونَ{وَمَاالنَّصْرُ(لَكُمْ اَوْ لِاَعْدَائِكُمْ{ اِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ( خَالِقِ الشَّرِّ وَالْخَيْرِ{قُلْ اَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَاخَلَقَ(هَلْ اَنْتُمْ فِعْلاً تَسْتَعِيذُونَ بِاللهِ حَقَّ الِاسْتِعَاذَةِ مِنْ شَرِّ مَاخَلَقَ مِنْ اَعْدَائِكُمْ: اَمْ اَنَّ الْقَابِعِينَ فِي اسْتَانْبُولَ وَغَيْرِهَا مِنْ فَنَادِقِ خَمْسِ نُجُومَ يَسْتَعِيذُونَ بِمَجْلِسِ الْاَمْنِ وَهَيْبَةِ الْاُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ (اللَّذَانِ لَمْ تَعُدْ لَهُمَا هَيْبَةٌ) وَهَيْئَةِ حُقُوقِ الْاِنْسَانِ وَالْجِنَائِيَّةِ الدَّوْلِيَّةِ الَّذِينَ يُوَثِّقُونَ الْجَرَائِمَ وَلَايُوَثِّقُونَ عُقُوبَةً رَادِعَةً عَلَيْهَا اِلَّا فِي اَحْلَامِ النَّوْمِ وَالْيَقَظَةِ وَالْاَفْلَامِ الْخَيَالِيَّةِ وَاَفْلَامِ الرُّعْبِ وَالتَّجَارِبِ النَّاجِحَةِ لِاَقْوَى الْاَسْلِحَةِ الَّتِي سَيُتَاجِرُونَ بِهَا جَمِيعاً فِي الْمُسْتَقْبَلِ عَلَى حِسَابِ الدِّمَاءِ الْمَهْدُورَةِ الَّتِي اُرِيقَتْ مِنَ الشَّعْبِ السُّورِيِّ: نَعَمْ اَيُّهَا الْاَغْبِيَاءُ:مُجَرَّدُ اِشَاعَةٍ كَاذِبَةٍ بِمَقْتَلِ عُثْمَانَ جَعَلَتْهُ سُبْحَانَهُ وَهُوَ الْخَالِقُ يَسْتَنْفِرُ يَدَهُ الطَّاهِرَةَ الشَّرِيفَةَ لِيَضَعَهَا فَوْقَ اَيْدِيهِمْ مِنْ اَجْلِ مَنْ تَشَرَّفَ بِنُورَيْنِ مِنْ اَنْوَارِ رَسُولِ اللهِ وَهُمَا رُقَيَّةُ وَاُمُّ كُلْثُومَ: فَكَيْفَ لَوْ كَانَتْ هَذِهِ الْاِشَاعَةُ صَادِقَةً فِعْلاً بِمَقْتَلِ عُثْمَانَ: وَكَيْفَ لَاتَسْتَنْفِرُ اَحَداً مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ جَمِيعاً كَعَائِشَةَ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَمُعَاوِيَةَ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَضَعَ اللهُ يَدَهُ فَوْقَ اَيْدِيهِمْ لِيَقْتَصُّوا مِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ بِقَوْلِهِ{وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلَايُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ اِنَّهُ كَانَ مَنْصُورَا(اَيْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَوْ لَمْ يَنْتَصِرْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ عَلَى الْقَتَلَةِ الَّذِينَ انْدَسُّوا فِي جَيْشِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: وَكَيْفَ لَاتَسْتَنْفِرُكُمْ بَرَاءَةُ الْاَطْفَالِ الْمَقْتُولِينَ كَمَا اسْتَنْفَرَتْ مِنْ قَبْلُ يَدَ اللهِ فَوْقَ اَيْدِيهِمْ مِنْ اَجْلِ الْبَرِيءِ الْمَقْتُولِ ظُلْماً وَهُوَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: نَعَمْ اَيُّهَا الْاَغْبِيَاء: مُجَرَّدُ اِشَاعَةٍ بِمَقْتَلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ سُبْحَانَهُ يَعْلَمُ جَيِّداً اَنَّهَا مُجَرَّدُ اِشَاعَةٍ كَاذِبَةٍ وَمَعَ ذَلِكَ جَعَلَ{الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ(اَيْ يُبَايِعُونَ رَسُولَ اللهِ وَمَنْ يَقُومُ مَقَامَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ مِنْ وَرَثَةِ الْاَنْبِيَاءِ{اِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ اَيْدِيهِمْ(نَعَمْ مُجَرَّدُ اِشَاعَةٍ كَاذِبَةٍ جَعَلَتْ يَدَ اللهِ فَوْقَ اَيْدِيهِمْ: فَمَابَالُكُمْ وَاَنْتُمْ صَادِقُونَ: وَمَابَالُكُمْ وَقَدْ قَالَ عَنْكُمْ رَسُولُ الله: اَنَّكُمْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ خِيرَةُ رِجَالِ اللهِ فِي اَرْضِ اللهِ اِنْ اَحْيَيْتُمْ اَطْفَالَ اللهِ وَاَنْقَذْتُمُوهُمْ مِنْ مَوْتٍ مُسْتَمِرٍّ مُحْرِقٍ مُدَمِّرٍ يَتَرَصَّدُهُمْ دَائِماً وَيَدْفِنُهُمْ تَحْتَ الْاَنْقَاضِ اَحْيَاءً وَاَمْوَاتاً: فَمَاذَا تَنْتَظِرُون: لِمَاذَا لَاتَسْعَوْنَ جَاهِدِينَ اِلَى هَذَا الشَّرَفِ الْعَظِيمِ:هَلْ تَظُنُّونَ اَنَّ هَذَا الشَّرَفَ الْعَظِيمَ سَيَاْتِيكُمْ بِالْمَجَّانِ مِنْ دُونِ الْحُصُولِ عَلَى الشَّرَفِ الْعَظِيمِ الْآَخَرِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ اَحْيَاهَا فَكَاَنَّمَا اَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً( اَيْنَ الْعُنْفُ الْمُضَادُّ: اَيْنَ الرَّدْعُ لِهَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِينَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ اَطْفَالَكُمْ: وَاَنْتُمْ تَعْلَمُونَ جَيِّداً اَنَّهُ حَقٌّ مَشْرُوعٌ لَكُمْ تَكْفَلُهُ جَمِيعُ الْاَدْيَانِ وَالشَّرَائِعِ وَالْقَوَانِينِ: اَنْ تُقَاوِمُوا الِاحْتِلالَ بِكُلِّ اَشْكَالِهِ مِنَ الدَّاخِلِ وَالْخَارِجِ: سَوَاءٌ كَانَ احْتِلَالاً صَفَوِيّاً اَوْ رُوسِيّاً خَارِجِيّاً اَوْ دَاخِلِيّاً مُسْتَبِدّاً لَايَرْحَمُ شَعْبَهُ: نَعَمْ هَذَا الِاحْتِلَالُ الصَّلِيبِيُّ الَّذِي يَبْقَى زُعَمَاؤُهُ سَاعَاتٍ وَسَاعَاتٍ عَلَى حَائِطِ الْمَبْكَى الْيَهُودِيِّ لِيَذْرِفُوا دُمُوعَ التَّمَاسِيحِ: وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَرْحَمُوا اَبَداً دُمُوعَ الْوَاقِفِينَ عَلَى اَبْوَابِ كَنِيسَةِ الْقِيَامَةِ الْمُغْلَقَةِ الَّتِي كَانَتْ تُصَلِّي مِنْ اَجْلِ اَطْفَالِ سُورِيَّا وَتَدْعُو لَهُمْ وَاللهُ تَعَالَى يَقْبَلُ دُعَاءَ الْمَظْلُومِ وَلَوْ كَانَ غَيْرَ مُسْلِمٍ: فَكَيْفَ سَيَرْحَمُونَ دُمُوعَ اَطْفَالِ سُورِيَّا: لِمَاذَا لَايَقُومُ الْبَابَا بِوَسَاطَةٍ مِنْ اَجْلِ حَلِّ الْاَزْمَةِ الْيَمَنِيَّةِ وَالسُّورِيَّةِ بِالْقِيَامِ وَلَوْ بِزِيَارَةٍ قَصِيرَةٍ اِلَى السُّعُودِيَّةِ: فَاِذَا لَمْ يَكُنْ اَباً حَنُوناً عَلَى الْمُسْلِمِينَ: فَنَحْنُ لَانَعْتَرِفُ بِبَابَوِيَّتِهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَلَا عَلَى الْمَسِيحِيِّينَ اَيْضاً: لِمَاذَا نَزَعَ اللهُ الرَّحْمَةَ مِنْ قَلْبِ هَذَا الْبَابَا عَلَى اَطْفَالِ سُورِيَّا كَمَا نَزَعَهَا مِنْ قَلْبِ الْخَامِنْئِيِّ الَّذِي كَانَ يَنْبَغِي لَهُ اَيْضاً اَنْ يَكُونَ اَباً حَنُوناً مُرْشِداً رُوحِيّاً لِلشِّيعَةِ وَالسُّنَّةِ مَعاً: لقد اَضَاعَنَا رِجَالُ الدِّينِ مِنْ جَمِيعِ الْمِلَلِ وَالْاَدْيَانِ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: وَجَعَلُونَا نَقْتُلُ بَعْضَنَا: وَلَمْ يُحَرِّكُوا سَاكِناً لِلْاِصْلَاحِ فِيمَا بَيْنَنَا مِنْ اَجْلِ اِنْقَاذِنَا مِمَّا نَحْنُ فِيهِ: اَللَّهُمَّ اِنَّا نَشْتَكِي اِلَيْكَ مِنْ قَسَاوَةِ قُلُوبِهِمْ وَانْعِدَامِ الرَّحْمَةِ وَالتَّسَامُحِ وَالْحُبِّ مِنْهَا وَاَنْتَ الْقَائِلُ بِحَقِّ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ{وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ(اَيِ اتَّبَعُوا عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ{رَاْفَةً وَرَحْمَةً{ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا(اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ اَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ(لِنَرْعَاهَا كَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ(الَّذِينَ لَمْ يَرْعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا{وَآَخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين