مشاهدة النسخة كاملة : الإذاعة في أشراط الساعة (6) العلامات الصغرى


محمد فرج الأصفر
03-04-2019, 10:14 PM
[سجل معنا ليظهر الرابط]


د ـ موقعة صفين

ومن الفتن التي وقعت بين الصحابة رضي الله عنهم غير حرب الجمل ما أشار إليه النبي May peace be upon hi ([سجل معنا ليظهر الرابط]) بقوله: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ ، يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ ، دَعْوَتُهُمَا وَاحِدَةٌ " رواه البخاري ومسلم.

فالفئتان هما طائفة عليً ومن معه، وطائفة معاوية ومن معه، على ما ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح. وعن زيد بن وهب قال: كنا عند حذيفة فقال: " كيف أنتم وقد خرج أهل دينكم يضرب بعضهم وجوه بعض بالسيف. قالوا: فماذا تأمرنا؟ قال: أنظروا إلى الفرقة التي تدعو إلى أمر علي فالزموها فإنها على الحق" أخرجه البزار بسند جيد. وقد وقعت الحرب ين الطائفتين في الموقعة المشهورة بـ (صفين) في ذي الحجة سنة ست وثلاثين من الهجرة، وكان بين الفريقين أكثر من سبعين زحفاً، قُتل نحو سبعين ألفاً من الفريقين. وما حصل من قتل بين عليً ومعاوية لم يكن يريده، واحدٌ منهما، بل كان الفي الجيشين من أهل الأهوا متغلًبون يحرضون على القتال، الأمر الذي أدًى إلى نُشوب تلك المعارك الطاحنة، وخروج الأمر من يد عليً ومعاوية رضي الله عنهما.

قال شيخ الإسلام: " وأكثر الذين كانوا يختارون القتال من الطائفتين لم يكونوا يطيعون لا عليًاً ولا مُعاوية، وكان عليً ومعاوية أطلب لكف الدماء من أكثر المقتتلين، لكن غُلبا فيما وقع، والفتنة إذا ثارت، عجز الحكما عن إطفاء نارها. وكان في العسكرين مثل الأشتر النخعي، وهاشم بن عتبة المرقال، وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وأبي الأعور السلمي ونحوهم من المحرًضين على القتال، قومٌ ينتصرون لعثمان غاية الانتصار، وقوم ينفرون عنه، وقوم ينتصورن لعليً، وقوم ينفرون عنه، ثم قتال أصحاب معاوية لم يكن لخصوص معاوية، بل كان لأسباب أخرى. وقتال الفتنة مثل قتال الجاهلية، لا تنضبط مقاصد أهله واعتقاداتهم، كما قال الزهري: " وقعت الفتنة وأصحاب رسول الله May peace be upon hi ([سجل معنا ليظهر الرابط]) متوافرون، فأجمعوا أن كل دم أو مال أو فرج أُصيب بتأويل القرآن، فإنه هدرٌ، أنزلوهم منزلة الجاهلية" منهاج السنة.

هـ ـ ظهور الخوارج
ومن الفتن التي وقعت ظهور الخوارج على عليً May peace be upon hi، وكان بداية ظهورهم بعد انتهاء معركة (صفين)، واتفاق أهل العراق والشام على التحكيم بين الطائفتين، وفي أثنا رجوع عليً May peace be upon hi إلى الكوفة فارقه الخوارج ـ وقد كانوا في جيشه ـ ، ونزلوا مكاناً يُقال له (حروراء)، ويبلغ عددهم ثمانية آلاف، وقيل: ستة عشر ألفاً، فأرسل عليً May peace be upon hi إليهم ابن عباس May peace be upon hi، فناظرهم، ورجع معه بعضهم، ودخلوا في طاعة عليً. وأشاع الخوارج أن عليًاً تاب من الحكومة، ولذلك رجع بعضهم إلى طاعته، فخطبهم عليً May peace be upon hi في مسجد الكوفة، فتنادوا من جوانب المسجد: لا حكم إلا لله. وقالوا: أشركتَ وحكًمتَ الرجال ولم تحكًم الله. فقال لهم عليً May peace be upon hi: لكم علينا ثلاث: أن لا نمنعكم من المساجد، ولا من رزقكم في الفيء، ولا نبدؤكم بقتال ما لم تُحْدٍثوا فساداً. ثم إنهم تجمًعوا وقتلوا من اجتاز بهم من المسلمين ومرً بهم عبد الله بن خبًاب بن الأرت May peace be upon hi ومعه زوجته، فقتلوه، وبقروا بطن زوجته عن ولدها، فلما علم بذلك أمير المؤمنين عليً بن أبي طالب May peace be upon hi، وسألهم مًن قتله؟ فقالوا: كلُنا قتله. فتجهًز عليً May peace be upon hi للقتال، والتقى بهم في الموقعة المشهورة بـ (النهروان)، فهزمهم شرً هزيمة، ولم ينجُ منهم إلا القليل. وقد أخبر النبي May peace be upon hi ([سجل معنا ليظهر الرابط]) بخروج هذه الطائفة في هذه الأمة، فقد تواترت الأحاديث بذلك، ذكر منها الحافظ ابن كثير أكثر من ثلاثين حديثاً وردت في الصحاح والسنن والمسانيد منها:

1ـ عَنْ أبي سعيد الخدري قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ May peace be upon hi ([سجل معنا ليظهر الرابط]): " تَمْرُقُ مَارِقَةٌ عِنْدَ فُرْقَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، يَقْتُلُهَا أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ " رواه مسلم.

2ـ وعَنْ أبي سلمة، وعطاء بن يسار: أَنَّهُمَا أَتَيَا أبا سعيد الخدري ، فَسَأَلاَهُ عَنْ الحَرُورِيَّةِ : أَسَمِعْتَ النَّبِيَّ May peace be upon hi ([سجل معنا ليظهر الرابط])؟ قَالَ : لاَ أَدْرِي مَا الحَرُورِيَّةُ ؟ سَمِعْتُ النَّبِيَّ May peace be upon hi ([سجل معنا ليظهر الرابط])ي َقُولُ: يَخْرُجُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ - وَلَمْ يَقُلْ مِنْهَا - قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ ، يَقْرَءُونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حُلُوقَهُمْ، - أَوْ حَنَاجِرَهُمْ - يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، فَيَنْظُرُ الرَّامِي إِلَى سَهْمِهِ ، إِلَى نَصْلِهِ ، إِلَى رِصَافِهِ ، فَيَتَمَارَى فِي الفُوقَةِ ، هَلْ عَلِقَ بِهَا مِنَ الدَّمِ شَيْءٌ " رواه البخاري.

3ـ عن عَلِيٌّ May peace be upon hi قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ May peace be upon hi ([سجل معنا ليظهر الرابط]) يَقُولُ: " سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ، كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ " رواه البخاري ومسلم.

4ـ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ May peace be upon hi ([سجل معنا ليظهر الرابط]) : " الْخَوَارِجُ كِلَابُ النَّارِ " مسند أحمد.

5ـ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: وَذَكَرَ الْخَوَارِجَ، فَقَالَ: " فِيهِمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ، أَوْ مُودَنُ الْيَدِ، أَوْ مَثْدُونُ الْيَدِ، وَلَوْلَا أَنْ تَبْطَرُوا لَحَدَّثْتُكُمْ بِمَا وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» : قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: «إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " رواه مسلم ومسند أحمد.

قال البخاري: " كان ابن عمر May peace be upon hi يراهم شرار خلق الله، وقال: إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين ".

وقال الحافظ ابن حجر: " عظم البلاء بهم، وتوسًعوا في معتقدهم الفاسد، فأبطلوا رجم المحصن، وقطعوا يد السارق من الإبط، وأوجبوا الصلاة على الحائض في حال حيضها، وكفًروا من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إن كان قادراً، وإن لم يكن قادراً، فقد ارتكب كبيرة، وحكم مرتكب الكبيرة عندهم كافر، وكفُوا عن أموال أهل الذمة وعن التعرض لهم مطلقاً، وفتكوا فيمن يُنسب إلى الإسلامم بالقتل والسبي والنهب " فتح الباري.

ولا يزال الخوارج يَظهرون حتى يدرك آخرهم الدجًال، ففي الحديث عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ May peace be upon hi ([سجل معنا ليظهر الرابط]) قَالَ: " يَنْشَأُ نَشْءٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ» قَالَ ابْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ، أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً، حَتَّى يَخْرُجَ فِي عِرَاضِهِمُ الدَّجَّالُ" سنن ابن ماجه.

وـ موقعة الحرًة
الإخبار عن وقعة الحرة: عن أيوب بن بشير المعافري أن رسول الله May peace be upon hi خرج في سفر من أسفاره فلما مر بحرة زهرة وقف فاسترجع، فساء ذلك من معه وظنوا أن ذلك من أمر سفرهم، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ما الذي رأيت؟ فقال رسول الله May peace be upon hi ([سجل معنا ليظهر الرابط]): « أما إن ذلك ليس من سفركم هذا ». قالوا: فما هو يا رسول الله؟ قال: « يقتل بهذه الحرة خيار أمتي بعد أصحابي " حديث مرسل قال ابن الأثير، عن يوم الحَرَّة " وهو يوم مشهور في الإسلام، أيام يزيد بن معاوية، لما انتهب المدينةَ عسكرُه من أهل الشام الذين ندبهم لقتال أهل المدينة من الصحابة والتابعين، وأمَّر عليهم مسلم بن عقبة المُرِّي في ذي الحجة سنة ثلاث وستين، وعقيبها هلك يزيد. والحَرَّة هذه: أرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كثيرة، وكانت الوقعة بها " انتهى من "النهاية في غريب الحديث وسبب الوقعة: كان سبب وقعة الحرة أن وفدا من أهل المدينة قدموا على يزيد بن معاوية بدمشق فأكرمهم وأحسن جائزتهم وأطلق لأميرهم وهو عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر قريبا من مائة ألف ، فلما رجعوا ذكروا لأهليهم عن يزيد ما كان يقع منه من القبائح في شربه الخمر وما يتبع ذلك من الفواحش التي من أكبرها ترك الصلاة عن وقتها بسبب السكر ، فاجتمعوا على خلعه فخلعوه عند المنبر النبوي، وكان من الأسباب أيضا أن حادثة كربلاء كانت الشرارة التي أشعلت الحرب، فعندما وصل خبر مقتل الحسن بن عليً May peace be upon hi إلى الحجاز أعلن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما خلع يزيد بن معاوية ، وبدأ يأخذ البيعة لنفسه من الناس في مكة، وحوصر بني أمية في دار مروان بن الحكم في المدينة المنورة، فلما علم يزيد بن معاوية بذلك أرسل إليهم جيشاً عليه مسلم بن عقيل المري.

وقد قال يعقوب بن سفيان: قال وهب بن جرير: قالت جويرية: حدثني ثور بن زيد عن عكرمة، عن ابن عباس قال: جاء تأويل هذه الآية على رأس ستين سنة {ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها} الأحزاب: 14 .

قال: لأعطوها يعني: إدخال بني حارثة أهل الشام على أهل المدينة وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس، وتفسير الصحابي في حكم المرفوع عند كثير من العلماء.

قال سعيد بن المسيب: " ثارت الفتنة الأولى، فلم يبق ممًن شهد بدراً أحدٌ، ثم كانت الثانية، لم يترتفع وفي الناس طباخ" أي: خير ونفع .

وقال عبد الله بن وهب: عن الإمام مالك، قتل يوم الحرة سبعمائة رجل من حملة القرآن، حسبت أنه قال: وكان فيهم ثلاثة من أصحاب رسول الله [سجل معنا ليظهر الرابط] yb3NvZnQgT2ZmaWNlACH5BAEAAAAALAAAAAAVABUAgAAAAAAAA AJDhI8ZyQ3r0JqvRgOvPJRi+0xB5onSWHUjmjkmuH3e1X42uom 1GzI6rlitUkCFJkKCcYw7X1JGHJJwQlajGUsdt1xEAQA7 ([سجل معنا ليظهر الرابط]) وذلك في خلافة يزيد.

وقال يعقوب ابن سفيان: سمعت سعيد بن كثير بن عفير الأنصاري يقول: قتل يوم الحرة عبد الله بن يزيد المازني، ومعقل بن سنان الأشجعي، ومعاذ بن الحارث القاري، وقتل عبد الله بن حنظلة ابن أبي عامر.

وللحديث بقية

عابرة سبيل
12-20-2021, 09:32 PM
[سجل معنا ليظهر الرابط] e0f54a1ea642ec9908