مشاهدة النسخة كاملة : نحو شخصية فعالة


نعمة حكيم
08-11-2014, 05:19 PM
إن الشباب فتوة وقوة وطاقة وحيوية، وهو نعمة كبيرة لمن أحسن استثمارها وأحسن توظيفها فيما يعود عليه بالنفع وعلى أهله ووطنه، ولذا يحتاج الشباب دائمًا إلى خطة واضحة تأخذ بيديه إلى طريق الفاعلية والإنجاز؛ لذا كانت هذه الكلمات خطة متكاملة نصيغها في كلمات وجيزة؛ حتى يستطيع الشباب أن يقتفي أثرها ويمضي عليها، فيصل إلى الفاعلية المنشودة بإذن الله..
وأركان هذه الخطة كالتالي:
الركن الأول: ضع أهدافك
وهي أهم خطوة على الإطلاق لأن تحديد الهدف هو الذي يرسم مسار حياة الإنسان، ومهما بذل المؤمن من جهد وعرق فإنه لن يحقق شيئًا ما لم يكن قد حدد هدفه بدقة كما يقول بيل كوبلاند: (المشكلة في عدم وجود هدف لك في الحياة أنك قد تقضي حياتك تركض هنا وهناك دون أن تحرز أي شيء) [قوة الأهداف، ص (45)].
فلابد أن يبدأ الإنسان بتعلم كيفية وضع الأهداف ثم يشرع بعد ذلك في تحديد أهدافه في الحياة، سواء كانت طويلة المدى أم قصيرة المدى.
الركن الثاني: التخطيط
وبعد أن يقوم الإنسان بتحديد أهدافه، لابد أن يتقن التخطيط للوصول إليه، فهذه سنة الله تعالى في خلقه والتي تسري على كل الأهداف صغيرها وكبيرها من إعداد كوب من الشاي إلى استعادة هذه الأمة لعزها ومجدها.
يقول د. هشام الموصلي: "if you fail to plain you plain to fail"
يعني: (إذا فشلت في التخطيط فقد خططت لتفشل) [كيف تخطط لأهدافك، د. صلاح الراشد، ص(65)]، ونظرة واحدة إلى حياة النبي صلى الله عليه وسلم تخبرك أنه كان عبقريًّا في التخطيط، وأنه صلى الله عليه وسلم ما أقدم على أمر من الأمور إلا ووضع خطة محكمة لتنفيذه، وفي حادثة الهجرة بل في حياته المباركة كلها أبلغ دليل على ذلك، كما سيتضح معنا إن شاء الله عبر هذه السلسلة المباركة.
الركن الثالث: الإيجابية:
(فقد يحدد الإنسان هدفه ويضع خطة محكمة للوصول إليه ولكنه لا يتحرك لتنفيذ هذه الخطة؛ لأنه يعاني من قيد السلبية الذي يشل فاعليته ويعجزه عن التقدم نحو الهدف، فلا يفيده تحديده لهدفه وتخطيطه له ... فـالتخطيط أمر جيد، وتحديد الهدف شيء عظيم، ولكن إذا لم تضع خططك في حيز التنفيذ فلن تحصل على شيء، ولا نعلم دينًا أعلى من قيمة الإيجابية والعمل كهذا الدين العظيم [صناعة الهدف، هشام مصطفى، صويان بن شايع الهاجري].
إن كثيرًا من الخطط والأهداف تحطمت ـ للأسف الشديد ـ على صخرة السلبية، وإن لم يكن الإنسان متحليًا بالإيجابية، أو لديه القدرة على التحول من السلبية إلى الإيجابية؛ فإنه لن يراوح مكانه، وسيظل تخطيطه وأهدافه حبرًا على ورق.
الركن الرابع: الجماعية:
إن الإنسان لا يكفيه أن يضع أهدافه ويخطط لها حتى تبوء بالنجاح، ولكن عليه أن يسعى مع غيره لتحقيق هذه الأهداف، فإن الإنسان بمفرده ربما يحقق نجاح بسيط، لكن النجاحات الكبيرة والإنجازات الضخمة، لا تتحقق إلا بعمل بفريق متعاون متكاتف، ولذا كان على الإنسان أن يتعلم فن الجماعية ومهارة التعاون الخلاق مع الآخرين، حتى يحوز أكبر قدر من الفاعلية.
(فـإن محاولة تحقيق أقصى قدر من التأثير والفاعلية من خلال الاعتماد على الذات (فقط) يمثل محاولة لعب كرة المضرب بعصا لعبة الجولف، فالأداة غير متناسبة مع الواقع) [العادات السبع للناس الأكثر فاعلية، ستيفن كوفي، ص(70)].
الركن الخامس: اكتساب المهارات والقدرات:
فلكي يكون الإنسان على درجة عالية من الكفاءة والفاعلية في جميع مجالات الحياة لابد له أن يكتسب العديد من المهارات والقدرات التي تيسر له السير على درب الفاعلية وتمكنه من تجاوز ما يقابله من العقبات، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز( .
(فلابد أن يحرص المؤمن الفعال على تعلم ما ينفعه من قدرات ومهارات لازمة لتحقيق أهدافه، فالذين ينجحون هم القلة التي تتميز بالكفاءة والفاعلية والذين لديهم الطموح والإرادة القوية لتطوير أنفسهم، وهذه القدرات التي يطور المرء من خلالها نفسه تشمل الآتي:
(1) مهارات إدارة الذات: مثل: إدارة الوقت، اتخاذ القرار...
(2) مهارات في الاتصال وبناء العلاقات.
(3) مهارات في القيادة.
(4) مهارات في إدارة العقل مثل: التفكير، الذكاء، التركيز.
(5) مهارات في إدارة العمل مثل: التفويض، التفاوض، إدارة الاجتماعات.
(6) مهارات نفسية: مثل: بناء الثقة بالنفس، الإرادة القوية) [صناعة الهدف، هشام مصطفى، صويان بن شايع الهاجري].
والخلاصة..
حتى تتمكن أيها الشاب من بناء حياة فعالة، تنجز فيها أكبر قدر من الأهداف، وتحقق أكبر قدر من النجاحات، فعليك أن:
تضع أهدافك..
تتقن التخطيط..
تتحلى بالإيجابية..
تتعلم الجماعية..
تكتسب المهارات والقدرات..
محمد السيد عبد الرازاق.

عابرة سبيل
12-17-2021, 05:38 PM
[سجل معنا ليظهر الرابط]