مشاهدة النسخة كاملة : لتفادي بكاء الأطفال في أول يوم في المدرسة


نعمة حكيم
09-08-2014, 09:17 PM
In the Name of Allah
تقول الأستاذة فاطمة عبد الفتاح أستاذ علم النفس بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر كثير من الأباء يسرفون في القلق في انتظار اليوم الدراسي الأول في حياة أطفالهم ويتناسون أمر في غاية الأهمية والخطورة وهو أنهم مرآة يرى فيها الطفل كل ما حوله من أحداث، فالاهتمام والقلق يجعله قلق في انتظار هذا اليوم المثير وكذلك عدم الاهتمام يكسبه استهتاراً ولامبالاة غير مرغوب فيهما وحيث أن اليوم الدراسي الأول يمثل خطوة هامة في طريق نمو الطفل وجب أن يكون استقباله بطريقة صحيحة كأنه يوم ملئ بالمتع كأيام الأعياد .

ومن أهم الاستعدادات الهامة خلال الفترة السابقة لبداية الدراسة:
إعداد الطفل للاعتماد على نفسه وتعليمه وتعويده على خلع حذاْءه بمفرده وارتداء ملابسه وتجهيز أدواته والحفاظ عليها وتسميتها بأسمائها.
كما يجب تدريبه على مهارات الاختلاط بالأطفال والتعامل معهم ويسهل ذلك بتوفير فرص عديدة للاختلاط بالأقران ممن هم في سنه من أبناء الجيران أو الأقارب أو الأصدقاء.

كما يجب تحذيره من تلقى حلويات أو هدايا ممن لا يعرفهم أو الاستجابة لهم أو الخروج معهم مع مراعاة عدم تخويفه بشدة حتى لا يصيبه الفزع من كل هذه الأخطار المحدقة به مع بداية

وتقول السيدة ناهد عدلي أم لأربع أطفال لقد كانت هناك عدة طقوس لاستقبال اليوم الدراسي الأول بالنسبة لأطفالي وكانت والحمد لله أيام موفقة ، فكنت في صباح هذا اليوم أوقظ طفلي بلطف وهدوء ونبدأ في إدارة اليوم في جو تملؤه الطمأنينة ثم نتناول طعام الإفطار معاً في غير عجلة وفى جو محبب مرح ثم أصحب طفلي إلى المدرسة لإشعاره بالأمان والثقة ثم أتعرف على مدرسيه وأعرفه عليهم ، ثم ابدأ في إعداده للانصراف وأعده بموعد عودتي إليه لاصطحابه إلي المنزل ، وكانت لحظة الفراق هذه هي أصعب المواقف في خلال اليوم ولكن تعويدي لأطفالي على الانفصال المؤقت عنى عند جديهما مثلاً ، وتعمدي منحهم فرصة الاختلاط بالآخرين كانت تقلل من هذه الصعوبة إلي أقل حد، وعند عودتي في الميعاد المحدد لإحضار طفلي من المدرسة كنا نقضي الوقت في العودة للمنزل في مسامرات لطيفة ومحببة حول كيفية قضاءه ليومه الدراسي وأسماء أصدقائه وغير ذلك من خلال أسئلة تكون الإجابة عليها بعبارات وليس نعم أو لا، وعند الوصول للمنزل نتناول الغداء ثم نبدأ في تحضير ما يلزم للعام الدراسي الجديد من كتب وكراسات وتجليد وخلافه ،وقبل ميعاد النوم نبدأ بتجهيز ملابس الغد وكيها وتحضير الحقيبة ووضع ما يلزم فيها من كراسات وأقلام ومناديل ولعبة مثلاً فهذه الأشياء لها أهمية كبيرة حيث تشعر الطفل أثناء وجوده بالمدرسة بالارتباط بالمنزل مما يخفف من إحساسه بالانفصال عن والديه والمنزل .


كيفية إعداد الطفل لليوم الدراسي الأول في حياته كما يلي:
================================
أولاً : لنبدأ في الحديث إليه عن المدرسة على أنها مكان لطيف للتعلم مع الأصدقاء، ولنتجنب الحديث عن التجارب السيئة للأطفال الآخرين في المدرسة، ولنشرح له بعضاً من الأنشطة والأعمال الروتينية التي سيمارسها داخل الفصل الدراسي، وإذا أمكن اصطحاب الطفل في زيارة للمدرسة ورؤية الفصل والمكان قبل بدء الدراسة فسيكون ذلك مفيداً لكسر الرهبة .
ثانيا : بالرغم من أن الأطفال يدخلون لهذه المرحلة بقدرات مختلفة، فهذه قائمة بالمهارات والأنشطة التي يجب أن يستطيع الطفل القيام بها قبل الدخول لروضة الأطفال:
- يستطيع أن يرتدي سترته دون مساعدة.
- يستطع أن يبتعد عن أبويه لمدة ساعات دون الشعور بالخوف.
- الإنصات بهدوء بينما تشرح المدرسة.
- تقبل الفشل والخطأ وسط زملائه دون ثورة أو هياج.
- التفاعل المناسب مع الأطفال الآخرين.
- التحدث في جمل تامة.
- العد حتى رقم (10).
- التعرف على الألوان الأساسية والثانوية.
- حفظ الأبجدية.
وإذا لم يستطع طفلك أن يقوم ببعض أو أكثر مفردات هذه القائمة فلا تقلقي، فيمكنك مناقشة ذلك مع مدرسة الفصل حينما تبدأ الدراسة، وأن تتابعي تقدمه مع الطفل فيما عجز عنه من قبل.
ثالثاً : اصحبي ابنك إلى المدرسة، وفي أثناء الذهاب تحدَّثي معه بمرح وتفاؤل عمَّا سيتعلمه، وأنك ستتركيه لتعودي مرة أخرى لاصطحابه من المدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسي.
رابعاً : عادة ما يبكي الأطفال في أول يوم لهم بالمدرسة لفراقهم الأهل، ولعدم معرفتهم الجيدة بمن سيقابلون، ولعدم ألفتهم المكان، فاحذري أن تختفي عن أنظاره فجأة دون علمه، بل عليك أن تقولي له بمنتهى الوضوح: سأرحل الآن، ثم أعود مرة أخرى لأصحبك إلى المنزل ، ومهما بلغ بكاؤه لا تحاولي خداعه أو الكذب عليه بأنك مثلاً ستنتظرينها خارج حجرة الدراسة، وأنك لن تتركي المدرسة، والأمر ليس كذلك.
خامساً : عند انتهاء اليوم الدراسي اذهبي لاصطحابه دون أن تظهري له مدى قلقك عليه، وكيف قضى يومه، ولا تسأليه عمَّا فعله بعد رحيلك، بل اتركيه يحكى لك هي ماذا فعلت في يومها كله، وما المواد التي قامت بدراستها إذا أرادت ذلك، فإذا حكت لك، وكانت مرحة أو حتى عادية، فهذا يعني أن الأمر مرَّ عليه بسلام، أما إذا التزم الصمت فلا تُلحِّي عليه بالاستجواب، وكل ما عليك هو أن تعرفي ما عليه من واجبات من خلال دفاتره أو دفتر المتابعة، وابدئي في كيف يستذكر دروسه .
سادسا: وعند العودة من المدرسة اظهري الاعجاب مباشرة بتحقيق انجاز دخوله المدرسة .. وايضا اقامة حفلة صغيرة داخل المنزل مع الاسرة بمناسبة دخوله المدرسة حتى يتشجع وتزيد ثقته بنفسه ..

- تابعي ردود أفعاله في خلال أسبوعين إلى الشهر الأول بالمدرسة، فإذا وجدتِه قد استطاع أن يتكيَّف مع وضعها بالمدرسة ويحرز تقدماً على المستوى التعليمي والاجتماعي فبها ونعمت، أما إذا وجدتِها ما زالت تجد صعوبة في اكتساب الأصدقاء أو يجد صعوبة تعليمية، فعليك بالذهاب إلى المدرسة لمناقشة أحواله مع مدرِّسيه.


في أثناء العام الدراسي:
==============
أولاً: تابعي أحوال ابنك الدراسية والاجتماعية، وإلى أي مدى استطاع أن يكوِّن صداقات.
ثانياً: في أثناء تأدية الواجبات علِّميه كيف يعتمد على نفسه في أداء واجباته، وعزِّزي له تقدمه الدراسي.
ثالثاً : شجِّعيه على ممارسة الأنشطة بالمدرسة.
رابعاً : احرصي على اجتماعات أولياء الأمور والاتصال بالمدرسين.
خامساً : ادْعِي بعض زملاء ابنك لزيارته في البيت لقضاء وقت طيب، وتوطيد العلاقة بينه وبينهم.


منقول

عابرة سبيل
12-12-2021, 07:10 PM
[سجل معنا ليظهر الرابط]