![]() |
الرئيس السابق لهيئة العلماء المسلمين في لبنان يكشف السيناريو الذي يريده حزب الله
.detail_social span{margin-top:0px;} حوار:سلام كمال الدين أشاد الشيخ الدكتور عدنان أمامة الرئيس السابق لهيئة العلماء المسلمين في لبنان، بقرار المملكة العربية السعودية باعتبار "حزب الله" منظمة إرهابية، معتبرا أن القرار تأخر كثيرا. وأشار في حوار مع "مفكرة الإسلام" إلى أن الطريقة الوحيدة التي يعرفها حزب الله والمنظمات التي على شاكلته هي القوة، مؤكدا أن لبنان يعاني من اضرابات كبيرة وعلى الدول العربية أن تقف معه حتى يتخطى عثرته، ويتخلص من مصير سوريا الذي يريده له حزب الله، مؤكدا أن على الدول العربية ودول الخليج بشكل خاص الوقوف ضد إيران بكل السبل. والشيخ عدنان أمامة هو الرئيس السابق لهيئة العلماء المسلمين في لبنان, إمام وخطيب مسجدعبدالرحمن بن عوف – مجدل عنجر، ومدير المعهد الجامعي للدراسات الإسلامية في نفس البلدة, كما يعمل مشرفًا تربويًا في مدرسة المناهل، ومشارك في دروس ومحاضرات ودورات علمية بالتعاون مع الجمعيات الإسلامية في لبنان.
ولكن أن تأتي متأخراً خيرٌ من أن لا تأتي ابداً. وما تصنيف حزب الله حزبا إرهابيا من قبل دول الخليج العربي إلا فعل يجسّد وضع الأمور في مواضعها الطبيعية. وإرهاب حزب الله ليس غريبا عليه بل هو يتماهى مع نشأته وتكوينه العقدي فقد تبنى حزب الله خط الخميني القائم على "تصدير الثورة" وهو العنوان لعمليات التخريب التي انتهجها نظام إيران في الثمانينات ضد دول الخليج العربي بدءا من استهداف مواسم الحج والبيت الحرام، وبعدها محاولة التخريب في الكويت من خلال عملياته الارهابية. وبعدها عمله لقلب الحكم في البحرين ومازال. ومؤخراً، يؤجج حزب الله ومن معه اليمن ضد استقرار المملكة العربية السعودية عبر وكلاء محليين من أمثال الحوثيين. لقد بغى حزب الله وطغى وتورط مباشرة في دماء السعوديين والبحرينيين وغيرهم وبات لزاماً هذا التصنيف لهذا الحزب الارهابي كي يُبنى على الشيء مقتضاه.
ولبنان بالنسبة لحزب الله يعد ملاذاً آمناً له كأي تنظيم إرهابي، ويتخذه مركزا لنشاطاته وتدريباته وتمويله وتخزينه للسلاح ومداومة لجرحاه. كذلك يشكل لبنان لحزب الله البيئة الشعبية الحاضنة له التي يتغذى على لحم ودماء أبنائها. وقرار تصنيف الحزب إرهابيا خطوة على الطريق الصحيح ولكن ننتظر الكثير من الخطوات المماثلة والعملية لاجتثاث الأنشطة العسكرية من مجتمعنا في وقت نحن نرى أنه لن يتغير ما لم يتم الضغط عليه بكل ما أمكن لأنه لا يفهم سوى لغة واحدة هي القوة الخشنة القائمة على الترهيب والترغيب والتي يلجأ لها مع من حوله، ومن دون ذلك لا سبيل لتغيير سلوك الحزب في وقت يحظى بكل الدعم والتموييل من مشغله الإقليمي.
وبالعودة الى موضوع الهبة، فإن السعودية قدمت الكثير الكثير لما فيه خير لبنان واللبنانيين لعشرات السنين وقبل أن يظهر ما يسمى "نظام الولي الفقيه" إلى حيز الوجود ولها من الأيادي البيضاء على لبنان ما لا يمكن أن ينكره أحد. وظني أن السعودية ودول الخليج أرادت بقرارها إحراج الحزب وحلفاءه والضغط على الحكومة اللبنانية وداعميها في الخارج لتغير من سلوكها المتنكر لفضلها والمتمادي في الخروج على الإجماع العربي والارتماء في أحضان إيران وتنتظر تغيرا في السلوك اللبناني للعودة إلى سابق عهدها في مساعدة لبنان واللبنانيين. من جهتها فإن إيران تبذل الكثير من الجهود لكي تسوق نفسها على أنها بديل ممكن عن السعودية ولكن اللبنانيين يدركون خلفيات العروض الإيرانية المريبة فضلاً عن حاجة الإيرانيين أنفسهم للدعم العسكرية النوعي بعد عقود الحصار فكيف بهم يدعمون الجيش اللبناني!؟
وليس بأيدينا من وسائل لمواجهة الحزب والتصدي له إلا رفع الصوت عاليا في رفض خياراته التدميرية، وسياساته الإجرامية، وفضح حقيقته وإسقاط الأقنعة عن وجهه وتوحيد الصف في الوقوف في وجهه وبيان خطره على لبنان واللبنانيين جميعا وليس على أهل السنة فحسب.
إن حزب الله لا يملك بيده مفاتيح انتشاره ونشاطه العسكري وقراراته الميدانية بل هو أنشىء ليكون أداة طيّعة في يد الولي الفقيه الإيراني ويشكل فصيلاً رديفاً أحياناً وأصيلاً أحيانا أخرى من الحرس الثوري الإيراني. وبالتالي، طالما لم يعلن الإيراني انسحابه من سوريا فحزب الله باقٍ هناك.
منذ خمس سنوات، انتفض الشعب السوري على الطغاة الذين امتصوا دماءه وسحقوا كرامته ومارسوا بحقه أبشع أنواع الظلم والقهر لعقود طويلة من الزمن. ولا ريب أنّ الثورة السورية على طاغية الشام كانت لها تأثير إيجابي على أهل السنة في لبنان وسوريا، وشكلت لهم حافزاً أساسياً للمضي في التحرر ممن عمل على قمع أهل السنة في لبنان كما هو في سوريا وكان لنا شرف الوقوف المبكر مع الثورة السورية منذ انطلاقتها وأقمنا المهرجانات والاعتصامات والمظاهرات المؤيدة للثورة والمناصرة للثوار وتشاركنا مع إخواننا السوريين آلامهم وآمالهم ، وعملنا جاهدين على استقبال النازحين السوريين وقمنا بتقديم ما استطعنا من خدمات إنسانية لهم، ودافعنا عن حقوقهم في وجه استهداف الدولة وحلفاء النظام السوري لهم، وأشعرناهم أنهم يعيشون بين أهلهم وإخوانهم وأقمنا معهم مختلف النشاطات المسجدية والتعليمية والطبية والاجتماعية. من ناحية أخرى كان للأزمة السورية تأثيرات اقتصادية مباشرة علينا خصوصاً عندما أوغل النظام السوري في القتل وأمسك بالحدود وتحكم بالحركة التجارية عملياً من وإلى لبنان. على المستوى الاستراتيجي، وضعتنا الأزمة السورية في عين العاصفة وجعلتنا محطاً للأنظار الدولية والإقليمية وقد حاول الكثيرون استهداف أهل السنة بسبب نصرتهم لعدالة القضية السورية. لكننا مستمرون بموقفنا المناصر لقضية السوريين في وجه الطغاة المحتلين من إيرانيين وروس ونصيريين، وحسن ظننا بالله يجعلنا واثقين بأنّ النصر سيكون حليف أهلنا في سوريا مهما طال الزمن واشتدت المحن.
وللأسف فإنّ الطائفة السنية قد دفعت إلى هذه الهوة وأريد لها أن تكون مكبّلة غير قادرة على حرية اتخاذ قرارها. وبعد خروج الوصاية السورية من لبنان، عمل حزب الله خلال السنوات العشرة المنصرمة على وراثة هذه الوصاية لجهة النفوذ والسيطرة وتصريف فائض القوة الذي يملكه من أجل استحداث منطومة سياسية تخدمه عبر طرح قيام مؤتمر تأسيسي مثلاً أو نظام المثالثة وإسقاط الطائف. هذا الأمر لن يمرّ ولن يستطيع حزب الله صرف قوته العسكرية على المستوى السياسي لأننا نعمل في لبنان لاقامة مجتمع تعددي على المستوى السياسي يمنح حقوقاً متساوية لمواطنيه، دون تفرقة أو طغيان لفئة على أخرى. ونحن في هذا الإطار نرى أن أي عملية تقسيم وتفتيت تحصل في لبنان أو المنطقة ستخدم بالدرجة الأولى أعداء الأمة وعلى رأسها الكيان الصهيوني، وستعزز ما يسمى بحلف الأقليات المذهبية والعرقية على حساب أمتنا التي تصبو إلى وحدة دولها المتفرقة.
وهنا أقول أنه يجب على هذا الرجل أن يخجل من مواقفه المتناقضة والمتباينة بما تعلق بانتخاب الرئيس؛ فهو من ناحية يشيد بالمرشحين للرئاسة أي ميشال عون وسليمان الفرنجية، باعتبار المذكورين هما من حلفاء ما يسمى بمحور الممانعة، ومن ناحية أخرى لا يتوانى عن إفشال جلسات مجلس النواب الانتخابية ويعطلها من خلال عدم مشاركة نواب حزب الله في هذه الجلسات والضغط على عدد آخر من النواب كي لا يحضروا الجلسات. ومن الواضح أن الرئاسة اللبنانية باتت رهينة أهواء وحسابات حزب الله وارتباطاته الاقليمية مع إجماع اللبنانيين جميعاً (ما عدا الحزب) على ضرورة أن تتم بأسرع وقت ممكن، والهدف من تعطيل الحزب لرئاسة للجمهورية وغيرها من المؤسسات أن يبقى يسرح ويمرح ويشارك كما يحلو له في الحروب الإقليمية لمصلحة وليه الإيراني دون أن يحاسبه أحد، عدا عن انتظاره لمآلات الأحداث في سوريا حيث يريد أن يربط مصير لبنان بسوريا وخاصة لجهة التقسيم إن حصل.
إن ظروف اعتقال الشيخ أحمد الأسير تثير القلق لدينا وقد طلبنا مراراً وتكراراً أن يلقى العناية الصحية اللازمة في وقت يعاني من تدهور كبير في صحته. أما بالنسبة لقضيته القانونية، فقد كانت لنا مواقف واضحة في هذا الخصوص بينا فيها أن الشيخ الأسير جر جرا لمعركة- لا يرضاها ولم تكن أبدا داخلة في حساباته- مع الجيش اللبناني الذي رؤي الشيخ الأسير أكثر من مرة وهو يقدم له الورود في إشارة إلى أنه يعده جيشا وطنيا ولا يكن له أي عداء. ونحن هنا نذكر بمشاركة ما يعرف يسرايا المقاومة في معارك عبرا وبأنها كانت وراء الاشتباك مع الجيش اللبناني وإيعاع الفتنة بين الجيش والشيخ الأسير، كما أن أفلام الفيديو تظهر ذلك بشكل واضح. |
رد: الرئيس السابق لهيئة العلماء المسلمين في لبنان يكشف السيناريو الذي يريده حزب الله
|
الساعة الآن 12:55 AM. |
Powered by vBulletin® Version v3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
ما يطرح بالمنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها أو قائلها