الموضوع:
الهجرة والفرار الى الله عز وجل
عرض مشاركة واحدة
مشاركة رقم :
1
10-10-2015
نعمة حكيم
قسم الاسرة والحياة الزوجية
رقم العضوية : 15
تاريخ التسجيل : Jul 2014
المشاركات : 1,113
بمعدل : 0.28 يوميا
معدل تقييم المستوى :
12
المستوى :
المنتدى :
قسم الإســلامي العام
الهجرة والفرار الى الله عز وجل
الحمد لله مقدِّر الْمَقدور،
ومصرِّف الأيام والشُّهور، ومُجري الأعوام والدُّهور، أَحْمده تعالى
و أشكُره
،
وأتوب إليه وأستغفره، إليه تصير الأُمور، وهو العفوُّ الغفور، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تَنْفع صاحِبَها يوم يُبَعْثر ما في القبور،
ويُحَصَّل ما في الصدور، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمَّدًا عبْدُ الله ورسوله، النبِيُّ
المُجتبَى، والحبيب المصطفى، والعبد الشَّكور، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه،
ما امتدت البحور، وتعاقب العشيُّ والبكور، والتابعين ومن تَبِعَهم بإحسان إلى يوم
النُّشور، وسلَّم تسليمًا كثيرًا
.
اما بعد :
اخواني اخواتي في الله ونحن على مشارف عام هجري جديد نتذكر الهجرة
,
وهجرة المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - كانت فاتِحَة الأمل،
وبارقة النَّصر، وطريقة العودة له ولأصحابه إلى مكَّة فاتحين ظافرين، كما قال
تعالى
:
﴿
إِنَّ الَّذِي
فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ[
القصص: 85
]
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول
: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرت
ه الى
ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته
إلى ما هاجر إليه) متفق عليه
.
لن
أتحدث عن الهجرة النبوية كتاريخ ولكن سأتحدث عن الهجرة بمعناها الواسع وهو الفرار
الى الله عز وجل والتخلص من كل ما يعيق السير اليه سبحانه من نفس ومال
وولد وشهوة
..
.
قوله"فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله"ذكر
فيه النبي صلى الله عليه وسلم مثالا من الأعمال التي يختلف صلاحها وفسادها باختلاف
النيات ،وكأنه يقول سائر الأعمال تقاس على هذا المثال .والهجرة هي الانتقال من بلد
الشرك إلى بلد الإسلام فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من هاجر إلى دار الإسلام
حبا لله ورسوله ورغبة في إظهار دينه حيث كان يعجز عنه في دار الشرك فهذا هو المهاجر
إلى الله ورسوله حقا ،ومن كان مهاجرا لغرض إصابة الدنيا أو نكاح المرأة فهذا مهاجر
لأجل الدنيا وليس لأجل الآخرة ولا يؤجر على ذلك،وفي قوله "إلى ما هاجر إليه" تحقير
لما طلبه من أمر الدنيا واستهانة به. وسائر الأعمال كالهجرة في هذا كالجهاد والحج
وغيرها.
يقول صلى الله عليه وسلم
: (
لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا)،
ومعناه عند أهل العلم
:
لا هجرة من مكة بعد ما فتحها الله على نبيه عليه الصلاة والسلام، وليس المعنى نفي
الهجرة بالكلية، لا، المراد لا هجرة بعد الفتح يعني من مكة إلى المدينة؛ لأن الله
جعلها دار إسلام بعد فتحها، فلم يبقَ هناك حاجة إلى الهجرة منها فالمسلمون
باقون فيها، أما الهجرة نفسها فهي باقية؛ ولهذا جاء في الحديث الآخر الصحيح: (لا
تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة)، فمن كان في بلاد الشرك واستطاع أن يهاجر فعليه أن
يهاجر، كما قال الله سبحانه
إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي
أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ
قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا
فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا * إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ
مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ
يَهْتَدُونَ سَبِيلاً * فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ
اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا
(97-99) سورة
النساء
لكن
المسلم اليوم يهاجر الى بلاد العالم واقطار الارض يمشي في مناكبها
,
طلبا للرزق او ناشرا للعلم او باحثا عن علاج وغيرها من اسباب الهجرة المشروعة
و دواعيها المباحة
قال تعالى في
سورة الذريات:"
ففروا الى الله اني لكم منه نذير مبين[
"
لذلك وجب ان يكون الفرار الى
الله والاحتماء به واللوذ بجنابه والتجارة معه ولا ينبغي ان ننكر اننا في اشد
الحاجة الان الى هذه الهجرة وبخاصة في هذا الزمان الذي كثرت فيه الشهوات وتعددت فيه
المحبطات وتكالبت الفتن وضعفت الهمم وخارت قوى المسلمين الا من
رحم
.
فكثيرا ما يحب الانسان ان
يجدد حياته فيفكر في الهجرة ,لكن الهجرة الى الله تنبع قبل كل شيء من داخل النفس و
الانسان المقبل على الله المهاجر اليه الساعي لرضاه الراغب في قربه لا تخضعه الظروف
المحيطة المحبطة مهما ساءت ولا تصرفه وفق هواها وانه هو الذي يطوعها لتحقيق ما يريد
ويحتفظ بخصائصه امامها
وهذا ما
فعله المهاجرون الى الله تعالى من مكة الى المدينة لقد قهروا بفضل الله وعونه كل
الظروف المحيطة والعقبات المحبطة من خوف وجوع وطول سفر ووحشة طريق وقلة زاد وحر
نهار وظلمة ليل وقطعوا اربع مائة كليمتر على اقدامهم او على ظهور مجهودة مكدودة
.
ان صوت الحق يهتف في كل مكان
ليهدى الحائرين ويتحرك الواقفون وينشط المتاكاسلون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:
"
]اذا مضى شطر الليل او ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى الى سماء الدنيا فيقول : هل
من سائل فاعطيه , وهل من داع فاستجيب له , هل من مستغفر فاغفر له حتى يطلع الفجر
"
انها لحظة ادبار الليل واقبال
النهار على اطلال الماضي القريب او البعيد , يمكن ان تبني مستقبلك وانت تستغفر
تهاجر المعاصي وانت تدعو وتسال الله من فضله وعطائه تهاجر الكسل والخمول الى الجد
والمثابرة والتوكل على رب الارض والسماء
التعديل الأخير تم بواسطة نعمة حكيم ; 10-11-2015 الساعة
06:16 PM
.
نعمة حكيم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى نعمة حكيم
البحث عن المشاركات التي كتبها نعمة حكيم