الموضوع:
ولآمرنهم فليغيرن خلق الله
عرض مشاركة واحدة
مشاركة رقم :
2
02-11-2016
رحيق مختوم
رقم العضوية : 67
تاريخ التسجيل : Oct 2015
الدولة : سوريا طرطوس
المشاركات : 119
بمعدل : 0.03 يوميا
معدل تقييم المستوى :
10
المستوى :
كاتب الموضوع :
رحيق مختوم
المنتدى :
قسم الإســلامي العام
رد: ولآمرنهم فليغيرن خلق الله
حمدا لله، وصلاة وسلاما على رسول الله، وعلى ازواجه، وذريته، وآله، وصحبه، ومن والاهم، نعم ايها الاخوة: عَلَيْنَا اَنْ نَبْتَعِدَ عَنِ الْاِشَاعَاتِ الْكَاذِبَة! وَمَعَ الْاَسَفِ: فَاِنَّ كَثِيراً مِنَ الْمُصَلِّينَ: يُثِيرُونَ اِشَاعَاتٍ كَاذِبَةً؟ حَتَّى يَمْنَعُوا النَّاسَ اَنْ يَسْتَمِعُوا اِلَى الْحَقِيقَةِ! فَيَقُولُونَ مَثَلاً: اِيَّاكَ اَنْ تُصَلِّيَ فِي جَامِعِ كَذَا، اَوْ فِي مَسْجِدٍ آَخَرَ فِي مُحَافَظَةِ طَرْطُوسَ! فَسَيَحْدُثُ كَذَا وَكَذَا مِنْ اَعْمَالِ الشَّغَبِ وَالْاِرْهَابِ! وَسَتُصْبِحُ هَذِهِ الْمَسَاجِدُ مَخَازِنَ لِتَوْزِيعِ الْاَسْلِحَةِ عَلَى الْمُعَارِضِينَ لِلنِّظَامِ الْمُجْرِمِ! وَكُلُّ ذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: كَذِبٌ وَافْتِرَاءٌ وَبُهْتَانٌ بِتَلْفِيقٍ وَتَدْبِيرٍ وَخُطَّةٍ شَيْطَانِيَّةٍ ذَكِيَّةٍ خَبِيثَةٍ وَضَعَهَا النِّظَامُ الْمُجْرِمُ؟ مِنْ اَجْلِ اِيجَادِ وَخَلْقِ مُبَرِّرَاتٍ لِلِاعْتِدَاءِ عَلَى هَذَا الشَّعْبِ الْبَرِيءِ الْمَظْلُومِ وَالتَّنْكِيلِ بِهِ، وَمِنْ اَجْلِ تَشْجِيعِ التَّشْبِيحِ وَالسَّرِقَةِ بَيْنَ الْمُوَالِينَ لَهُ ضِدَّ الْمُعَارِضِينَ وَاَكْلِ الْمَالِ بِالْحَرَامِ مِنْ اَمْوَالِ النَّاسِ وَبِالْبَاطِلِ وَطَلَبِ الْفِدْيَةِ الْمُحَرَّمَةِ مِنْ اَهْلِ مَنْ يَتَّهِمُونَهُمْ ظُلْماً وَعُدْوَاناً بِتَخْزِينِ الْاَسْلِحَةِ وَتَوْزِيعِهَا، وَلِذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: اِذَا رَاَيْتُمْ فِعْلاً اَسْلِحَةً مَوْضُوعَةً اَوْ مُخَزَّنَةً اَوْ مُخَبَّاَةً فِي الْمَسَاجِدِ اَوْ فِي اَمَاكِنَ غَيْرِهَا: فَتَاَكَّدُوا تَمَاماً اَنَّ النِّظَامَ الْمُجْرِمَ الْيَهُودِيَّ الرُّوسِيَّ الصَّفَوِيَّ الطَّائِفِيَّ الْخَبِيثَ اللَّعِينَ وَاَذْنَابَهُ الْمُوَالِينَ لَهُ هُمُ الَّذِينَ قَامُوا بِوَضْعِ هَذِهِ الْاَسْلِحَةِ؟ مِنْ اَجْلِ قَمْعِ هَذَا الشَّعْبِ الْبَرِيءِ الْمَظْلُومِ اَكْثَرَ وَاَكْثَرَ وَنَسْاَلُ اللهَ اَنْ يَكْسِرَ شَوْكَتَهُ وَشَوْكَةَ الْمُوَالِينَ لَهُ اِلَى الْاَبَد، بَلْ اِنَّهُ دَائِماً يَبْحَثُ عَنْ شَعْرَةٍ اَوْ خَيْطٍ رَفِيعٍ؟ لِيُبَرِّرَ بِهِمَا اَعْمَالَهُ الْاِجْرَامِيَّةَ الْقَمْعِيَّةَ اَمَامَ الرَّاْيِ الْعَامِّ الْعَالَمِيِّ، فَبِاللهِ عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: مَاذَا يَحْدُثُ فِي مَسَاجِدِ طَرْطُوسَ مِنْ اَعْمَالٍ اِرْهَابِيَّةٍ يَزْعُمُهَا النِّظَامُ الطَّائِفِيُّ الْمُجْرِمُ؟ فَنَحْنُ دَائِماً فِي كُلِّ جُمُعَةٍ، نَخْطُبُ الْجُمُعَةَ، وَنَسْتَمِعُ، وَنُصَلِّي، وَنَخْرُجُ بِاَمْنٍ وَاَمَانٍ وَطَمَاْنِينَةٍ، وَلَكِنَّ النِّظَامَ الْمُجْرِمَ بِدَعْمٍ مِنْ حُلَفَائِهِ الرُّوسِ الْخَوَنَةِ دَائِماً لَنَا بِالْمِرْصَادِ: بِمَا يَقُومُ مِنْ صَدِّنَا عَنْ ذِكْرِ اللهِ، وَاِقَامِ الصَّلَاةِ، وَاِيتَاءِ الزَّكَاة، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: مَايَقُومُ بِهِ النِّظَامُ اللَّعِينُ الْفَاجِرُ: هُوَ نَوْعٌ مِنَ الصَّدِّ عَنْ ذِكْرِ اللهِ، وَمَنْعٌ لِمَسَاجِدِ اللهِ اَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ{وَمَنْ اَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ اَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا: اُولَئِكَ مَاكَانَ لَهُمْ اَنْ يَدْخُلُوهَا اِلَّا خَائِفِينَ، لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ، وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم( وَخَرَابُ الْمَسَاجِدِ لَيْسَ فِي التَّدْمِيرِ فَحَسْبُ اَيُّهَا الْاِخْوَة، وَاِنَّمَا خَرَابُهَا اَيْضاً بِمَا يَقُومُ بِهِ النِّظَامُ الْمُجْرِمُ مِنْ اِفْرَاغِهَا مِنْ كَلِمَةِ الْحَقّ، نَعَمْ خَرَابُهَا: هُوَ اَنْ تَفْرَغَ مِنْ كَلِمَةِ الْحَقِّ، وَاَنْ تَفْرَغَ مِنَ الْحَقِيقَةِ، وَاَنْ تَفْرَغَ مِنَ الْوُضُوحِ، وَاَنْ تَكُونَ الرُّؤْيَةُ فِيهَا مُعْتِمَةٌ مُظْلِمَةٌ ضَبَابِيَّة، وَلِذَلِكَ يَقُومُ النِّظَامُ الْمُجْرِمُ فِي وَزَارَةِ اَوْقَافِهِ بِتَوْظِيفِ مَنْ لَايُحْسِنُ قِرَاءَةَ الْفَاتِحَةِ وَلَا شَيْئاً مِنَ الْقُرْآَنِ؟ لِيَقِفَ اِمَاماً فِي الْمُصَلِّينَ، بَلْ وَيَاْمُرُهُ اَيْضاً بِقِرَاءَةِ آَيَةٍ صَغِيرَةٍ وَحَدِيثٍ ضَعِيفٍ يَحْفَظُهُمَا طِفْلٌ صَغِيرٌ عُمُرُهُ خَمْسُ سَنَوَاتٍ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ لِيَخْطُبَ بِهِمَا خُطْبَةَ الْجُمُعَةِ! وَيَكْتَفِيَ بِاَذْكَارِ الْاِمَامِ النَّوَوِيِّ وَشَرْحِهَا مَعَ الْاَذْكَارِ الصُّوفِيَّةِ الْاُخْرَى وَالْاَنَاشِيدِ وَالْمَدَائِحِ وَالْبُشْرَى بِحُضُورِ اَكْبَرِ فِرْقَةِ اَنَاشِيدٍ وَتَوَاشِيحٍ اِلَى جَامِعِ السَّيِّدَةِ خَدِيجَةَ فِي طَرْطُوسَ وَهِيَ فْرْقَةُ الْاُخْوَةِ اَبُو شَعْرٍ وَالَّتِي لَاتُعَلِّمُنَا مِنْ اُمُورِ دِينِنَا اِلَّا شَعْرَةً صَغِيرَةً جِدّاً لَاتَكَادُ تُرَى بِالْعَيْنِ الْمُجَرَّدَةِ، ثُمَّ يَقُومُ هَذَا النِّظَامُ الْمُجْرِمُ عَازِلاً لِلدِّينِ عَنْ شَتَّى مَجَالَاتِ الْحَيَاةِ الْاُخْرَى وَخَاصَّةً السِّيَاسِيَّةَ مِنْهَا؟ مِمَّا يُؤَدِّي اِلَى جَهْلِ النَّاسِ بِحَقِيقَةِ هَذَا الدِّينِ، وَاعْتِبَارِهِ دِينَ الْقُرُونِ الْوُسْطَى بَلْ دِينَ الْعُصُورِ الْحَجَرِيَّةِ وَتَحْمِيلِهِ ظُلْماً وَعُدْوَاناً مَسْؤُولِيَّةَ مَايَحْدُثُ لِلْبَشَرِيَّةِ مِنْ بُؤْسٍ وَشَقَاءٍ وَتَعَاسَةٍ وَتَنْكِيلٍ وَتَشْرِيدٍ وَتَهْجِيرٍ وَالنَّاسُ جَمِيعاً يَعْلَمُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ اَخْرَجُوكُمْ( وَلَكِنَّهُمْ يَتَجَاهَلُونَهُ! فَمَا هُوَ ذَنْبُ هَذَا الدِّينِ اِذَا تَجَاهَلَ النَّاسُ اَوَامِرَهُ وَنَوَاهِيَهُ وَتَوْجِيهَاتِهِ الَّتِي يُحَاوِلُ النِّظَامُ الْمُجْرِمُ دَائِماً طَمْسَ مَعَالِمِهَا وَاَنْ يُخْفِيَهَا عَنِ النَّاسِ اَوْ يُؤَوِّلَهَا بِمَا يَتَّفِقُ مَعَ سُلْطَتِهِ وَكُرْسِيِّهِ وَ مَصَالِحِ عُمَلَائِهِ الْمُجْرِمِينَ مِنْ اَمْثَالِ الرُّوسِ الَّذِينَ يُرِيدُ اَنْ يَجْعَلَ لَهُمْ كُرْسِيّاً يَجْلِسُونَ بِهِ عَلَى رِقَابِ الشَّعْبِ السُّورِيِّ لِيَتَحَكَّمُوا فِي ثَرَوَاتِهِ وَخَيْرَاتِهِ وَدِمَائِهِ وَاَمْوَالِهِ وَاَعْرَاضِهِ، وَلِذَلِكَ لَانُرِيدُ اَبَداً اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: اَنْ نُشَجِّعَ هَؤُلَاءِ مِنْ اَذْنَابِ النِّظَامِ الْمُجْرِمِ وَعُمَلَائِهِ، اَوْ اَنْ نَجْعَلَ لَهُمْ سَبِيلاً حَتَّى لَا يُحَقِّقُوا هَدَفَهُمْ فِي قَوْلِهِمْ عَنْ مَسْجِدِنَا اَنَّ مَنْ يُصَلِّي فِيهِ فَهُوَ عَلَى خَطَرٍ عَظِيمٍ مِنْ اَمْرِهِ، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَنَحْنُ لَانَقُولُ هَذَا مِنْ اَجْلِ اَنْ نَاْتِيَ بِالنَّاسِ اِلَى مَسْجِدِنَا، اَوْ مِنْ اَجْلِ اَنْ نَعْمَلَ دِعَايَةً لِمَسْجِدِنَا، وَاِنَّمَا اَقُولُ لَكَ اَخِي: صَلِّ فِي الْمَكَانِ الَّذِي تُرِيدُهُ، وَاَمَّا اَنْ تَقُولَ لِلنَّاسِ: اِذَا صَلَّيْتَ فِي جَامِعِ كَذَا! فَسَيَحْدُثُ لَكَ كَذَا! وَسَيَحْدُثُ لَكَ كَذَا! فَاَنْتَ هُنَا مِنْ اَكْبَرِ الظَّالِمِينَ وَاَشَدِّهِمْ، بَلْ لَا اَحَدَ عِنْدَ اللهِ وَفِي مِيزَانِهِ اَظْلَمُ مِنْكَ اَبَداً، وَنَحْنُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: مُنْذُ بِدَايَةِ الْاَحْدَاثِ اِلَى يَوْمِنَا هَذَا! مَاذَا حَدَثَ! هَلْ خَالَفْنَا الْقَوَانِينَ؟ هَلْ خَالَفْنَا الْقَوَانِينَ وَالْاَعْرَافَ الْقُطْرِيَّةَ الْعَرَبِيَّةَ السُّورِيَّةَ وَالدَّوْلِيَّةَ الَّتِي لَا نَخْضَعُ مِنْهَا لِلنِّظَامِ الْمُجْرِمِ اِلَّا بِمَا يُرْضِي الله؟ اَتَحَدَّاكُمْ اَنْ تَصْطَادُوا لَنَا أَيَّ مُخَالَفَةٍ تُذْكَرُ وَتُقْنِعُونَ الرَّاْيَ الْعَامَّ الْعَالَمِيَّ بِهَا اِلَّا اِذَا كَانَتْ مَكِيدَةً مُدَبَّرَةً وَمَطْبُوخَةً بِلَيْلٍ اَوْ نَهَارٍ وَبِتَوَاطُؤٍ مَفْضُوحٍ مِنْكُمْ مَعَ النِّظَامِ الْمُجْرِمِ وَمُوَالِيهِ وَدَاعِمِيهِ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ ، فَكُلُّنَا يَخْرُجُ بِاَمْنٍ وَطَمَاْنِينَةٍ وَسَلَامٍ وَمِنْ دُونِ أَيِّ اِثَارَةٍ لِاَعْمَالِ الشَّغَبِ وَالْفَوْضَى! وَهَؤُلَاءِ الشَّبَابُ وَاعُونَ وَيَسْتَمِعُونَ اِلَى الْكَلِمَةِ الْوَاعِيَةِ الْهَادِفَةِ، وَلِذَلِكَ نَحْنُ نُحِبُّهُمْ حُبّاً جَمّاً، وَاُشْهِدُ اللهَ عَلَى ذَلِكَ: اَنِّي اُرِيدُ اَنْ اُوذَى اَنَا، وَلَا اُرِيدُ اَنْ يُؤْذَى وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَلَوْ بِنَظْرَة، فَهَذِهِ هِيَ طَبِيعَتِي، وَهَذِهِ هِيَ مَشَاعِرِي وَاَخْلَاقِي، فَبَارَكَ اللهُ فِيكُمْ جَمِيعاً: شَبَاباً، وَكُهُولاً، وَنِسَاءً، وَاَطْفَالاً، وَبَارَكَ اللهُ بِاَخْلَاقِكُمْ، فَنَحْنُ هُنَا فِي مَسْجِدِنَا هَذَا؟ لِبَيَانِ الْحَقِيقَةِ وَلَانَمِيلُ اِلَى زَيْدٍ، وَلَا اِلَى عَمْرٍو، وَلَا اِلَى فِئَةٍ مِنَ الْفِئَاتِ، وَاِنَّمَا نَمِيلُ مَعَ الْحَقِّ حَيثُ مَالَ، وَهَذَا لَايَمْنَعُنَا اَيُّهَا الْاِخْوَة اَنْ نَتَرَحَّمَ عَلَى اَنِيسَةَ اُمِّ بَشَّارَ رَحِمَهَا اللهُ: فَقَد كَانَتْ مُؤْمِنَةَ آَلِ فِرْعَوْنَ، عَفْواً اَقْصِدُ مُؤْمِنَةَ آَلِ بَشَّارَ، وَلَمْ تَكُنْ رَاضِيَةً عَمَّا يَحْدُثُ لِلشَّعْبِ السُّورِيِّ مِنْ مَجَازِرَ وَتَنْكِيلٍ، وَكَانَتْ تَدْعُو دَائِماً فِي صَلَاتِهَا وَتَقُول{رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي(وَنَجِّ الشَّعْبَ السُّورِيَّ مِنْ بُوتِينَ{وَعَمَلِهِ وَنَجِّنَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين(رَحِمَهَا اللهُ فَقَدْ كَانَتِ امْرَاَةً ضَعِيفَةً مَغْلُوبَةً عَلَى اَمْرِهَا وَلَمْ تَسْتَطِعْ اَنْ تَفْعَلَ شَيْئاً لِلشَّعْبِ السُّورِيِّ فِي مُقَابَلَةِ جَبَرُوتِ الِاحْتِلَالِ الرُّوسِيِّ الَّذِي يَحْكُمُنَا مُنْذُ الْقَرْنِ الْمَاضِي بِطُغْيَانِهِ، فَمَاتَتْ مِنْ حَسْرَتِهَا وَلَوْعَتِهَا وَقَهْرِهَا وَحُزْنِهَا الشَّدِيدِ عَلَى مَااَصَابَ الشَّعْبَ السُّورِيَّ مِنْ ظُلْمٍ وَتَنْكِيلٍ، وَلَمْ يَبْقَ لِبَشَّارَ حَاضِنَةٌ حَنُونَةٌ يَلْجَاُ اِلَيْهَا لِتَحْمِيَهُ اِلَّا زَوْجَتَهُ اَسْمَاءَ وَاَبْنَاءَهُ الْمُوَالِينَ وَالْمُعَارِضِينَ مِنَ الشَّعْبِ السُّورِيّ... بَعْدَ ذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَة: نُجِيبُ عَنْ سُؤَالٍ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيهِ: اِنْسَانٌ كَانَ مُتَزَوِّجاً مِنِ امْرَاَةٍ، ثُمَّ مَاتَتْ هَذِهِ الْمَرْاَةُ اَوْ طَلَّقَهَا، فَهَلِ الْحُكْمُ الشَّرْعِيُّ وَاحِدٌ اِذَا اَرَادَ اَنْ يَتَزَوَّجَ اُخْتَهَا اَوْ عَمَّتَهَا اَوْ خَالَتَهَا؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّهُ بِالْمَوْتِ تَنْقَطِعُ الْعَلَاقَةُ الزَّوْجِيَّة: بِمَعْنَى اَنَّهُ مَنْ تُوِفِّيَتْ زَوْجَتُهُ، يَجُوزُ لَهُ اَنْ يَتَزَوَّجَ مِنْ اُخْتِهَا اَوْ عَمَّتِهَا اَوْ خَالَتِهَا وَلَوْ فَوْراً، وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلطَّلَاقِ فَاِذَا طَلَّقَهَا: فَلَايَجُوزُ لَهُ اَنْ يَتَزَوَّجَ مِنْ اُخْتِهَا اَوْ مِنْ عَمَّتِهَا اَوْ مِنْ خَالَتِهَا حَتَّى تَنْتَهِيَ عِدَّتُهَا لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ وَلَوْ طَلَّقَهَا فَمَا دَامَتْ فِي الْعِدَّةِ، فَاِنَّ الزَّوَاجَ قَائِمٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا مِنْ بَعْضِ جَوَانِبِهِ، فَاِذَا تَزَوَّجَ اُخْتَهَا، صَارَ كَالَّذِي يَجْمَعُ بَيْنَ الْاُخْتَيْنِ وَهَذَا حَرَام، نعم اخي: وَكَذَلِكَ لَوْ اَنَّ رَجُلاً كَانَ مُتَزَوِّجاً مِنْ اَرْبَعِ نِسْوَةٍ فَطَلَّقَ اِحْدَاهُنَّ، فَلَايَجُوزُ لَهُ اَنْ يَتَزَوَّجَ بِاُخْرَى حَتَّى تَنْتَهِيَ عِدَّتُهَا لِمَاذَا؟ حَتَّى لَايَجْمَعَ بَيْنَ اَكْثَرِ مِنْ اَرْبَعِ نِسْوَةٍ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى وَهُوَ اَصْدَقُ الْقَائِلِين{وَاِنْ خِفْتُمْ اَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى، فَانْكِحُوا مَاطَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ(نعم اخي: فَجَعَلَ سُبْحَانَهُ اَقْصَى حَدٍّ لِلتَّعَدُّدِ هُوَ اَرْبَعٌ مِنَ النِّسْوَةِ فَقَطْ، فَاِذَا طَلَّقْتَ اَخِي وَاحِدَةً مِنَ الْاَرْبَعِ، فَلَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تَتَزَوَّجَ بِاُخْرَى حَتَّى تَنْتَهِيَ عِدَّةُ الْمُطَلَّقَةِ، وَلَايُمْكِنُكَ اَنْ تَجْمَعَ بَيْنَ اَكْثَرِ مِنْ اَرْبَعِ نِسْوَةٍ فِي جَمِيعِ الْاَحْوَال، نعم اخي: وَالْمُطَلَّقَةُ طَلَاقاً رَجْعِيّاً اَوَّلِيّاً لَهَا عِدَّةٌ وَلَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تَتَزَوَّجَ بِاُخْرَى حَتَّى تَنْتَهِيَ عِدَّتُهَا، وَكَذَلِكَ الْمُطَلَّقَةُ طَلَاقاً ثَانِياً بَائِناً بَيْنُونَةً صُغْرَى لَهَا عِدَّةٌ وَلَايَجُوزُ لَكَ الزَّوَاجُ بِاُخْرَى حَتَّى تَنْتَهِيَ عِدَّتُهَا، وَكَذَلِكَ الْمُطَلَّقَةُ طَلَاقاً ثَالِثاً بَائِناً بَيْنُونَةً كُبْرَى لَاتَحِلُّ لَكَ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَكَ فَهَذِهِ اَيْضاً لَهَا عِدَّةٌ وَلَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تَتَزَوَّجَ زَوْجَةً رَابِعةً مَكَانَهَا حَتَّى تَنْتَهِيَ عِدَّتُهَا، نعم اخي: فَاِذَا تَزَوَّجْتَ بِرَابِعَةٍ فَلَاتَحِلُّ لَكَ وَلَوْ نَكَحَتْ زَوْجاً غَيْرَكَ ثُمَّ طَلَّقَهَا هَذَا الزَّوْجُ طَلَاقاً ثَالِثاً بَائِناً بَيْنُونَةً كُبْرَى وَانْتَهَتْ عِدَّتُهَا مِنْهُ، اِلَّا اِذَا عَادَتْ اِلَى مَوْقِعِهَا الشَّرْعِيِّ الْمَطْلُوبِ كَزَوْجَةٍ رَابِعَةٍ اَوْ ثَالِثَةٍ اَوْ ثَانِيَةٍ اَوْ اُولَى وَحَيدَةٍ لَا كَزَوْجَةٍ خَامِسَةٍ ولا مَا فَوْقَ ذَلِكَ مِنَ الزَّوْجَات، نَعَمْ اَخِي: وَكُلُّ هَذَا الَّذِي ذَكَرْنَاهُ مِنَ الْعِدَّةِ هُوَ مِنْ بَابِ التَّعَبُّدِ الْوَاجِبِ عَلَيْكَ وَعَلَيْهَا اِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ بَابِ اسْتِبْرَاءِ الرَّحِمِ بِثَلَاثِ حَيْضَاتٍ اَوْ ثَلَاثَةِ اَطْهَارٍ اَيْضاً، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ يَتَعَلَّقُ بِالرَّضَاعِ يَقُولُ فِيهِ السَّائِلُ : اَنَّهُ رَضَعَ مِنْ جَدَّتِهِ فَمَا هُوَ الْحُكْمُ الشَّرْعِيُّ هُنَا هَلِ اخْتَلَطَ الْحَابِلُ بِالنَّابِلِ؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذلك: نَعَمْ لَقَدِ اخْتَلَطَ الْحَابِلُ بِالنَّابِلِ تَحْلِيلاً وَتَحْرِيماً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْجَدَّةَ اِمَّا اَنْ تَكُونَ اُمَّ الْاَبِ، اَوْ تَكُونَ اُمَّ الْاُمِّ، وَلْنَفْرِضْ اَنَّهُ رَضَعَ مِنْ جَدَّتِهِ اُمِّ اُمِّهِ، نَعَمْ اَخِي: فَفِي هَذِهِ الْحَالَةِ جَدَّتُهُ هَذِهِ صَارَتْ اُمّاً لَهُ بِالرَّضَاعِ، وَصَارَ خَالُهُ اَخاً لَهُ بِالرَّضَاعِ ، فَهَلْ يَجُوزُ لَهُ شَرْعاً اَنْ يَتَزَوَّجَ مِنْ بَنَاتِ خَالِهِ؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ لَايَجُوزُ شَرْعاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ خَالَهُ اَصْبَحَ اَخاً لَهُ بِالرَّضَاعَةِ: بِمَعْنَى اَنَّهُ اَصْبَحَ عَمّاً لِبَنَاتِ خَالِهِ وَلَايَجُوزُ لِلْعَمِّ اَنْ يَتَزَوَّجَ مِنْ بَنَاتِ اَخِيهِ بِالرَّضَاعَةِ، نعم اخي: لَكِنْ لِنَفْرِضْ اَنَّهُ رَضَعَ مِنْ جَدَّتِهِ اُمِّ اَبِيهِ، نعم اخي: فَفِي هَذِهِ الْحَالَةِ صَارَتْ جَدَّتُهُ اُمّاً لَهُ بِالرَّضَاعَةِ، وَصَارَ عَمُّهُ اَخاً لَهُ فِي الرَّضَاعَةِ (كَمَا كَانَ حَمْزَةُ عَمُّ رَسُولِ اللهِ اَخاً لِرَسُولِ اللهِ فِي الرَّضَاعَةِ اَيْضاً( نعم اخي: وَاَوْلَادُ عَمِّهِ صَارُوا اَوْلَادَ اَخِيهِ بِالرَّضَاعَةِ، وَلَايَجُوزُ لِلْعَمِّ هُنَا اَيْضاً اَنْ يَتَزَوَّجَ مِنْ بَنَاتِ اَخِيهِ بِالرَّضَاعَةِ، نعم اخي: فَهَذِهِ قَضَايَا شَرْعِيَّةٌ يَجِبُ اَنْ نَتَنَبَّهَ اِلَيْهَا جَيِّداً، نعم اخي: وَلِذَلِكَ كَانَ مِنَ الْاَفْضَلِ اَنْ نَبْتَعِدَ جَمِيعاً عَنِ الرَّضَاعِ مِنْ غَيْرِ الْاُمِّ الْاَصْلِيَّةِ وَالْحَقِيقِيَّةِ اِلَّا لِلضَّرُورَةِ لِمَاذَا؟ حَتَّى لَاتَحْصَلَ هَذِهِ الْمُحَرَّمَاتُ بِسَبَبِ الرَّضَاعَةِ؟ وَحَتَّى لَانَقَعَ فِي مِثْلِ هَذِهِ الشُّبُهَات، نعم اخي: وَالْاَبُ كَذَلِكَ زَوْجُ الْمُرْضِعِ يَصِيرُ اَباً لِلرَّضِيعِ بِالرَّضَاعَةِ، فَلَوْ كَانَ لِهَذَا الْاَبِ الْمُرْضِعِ اُخْتٌ فَهَلْ يَجُوزُ لِهَذَا الرَّضِيعِ اَنْ يَتَزَوَّجَ مِنْ اُخْتِهِ؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ لَايَجُوزُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهَا عَمَّتُهُ اُخْتُ اَبِيهِ مِنَ الرَّضَاعَةِ، نعم اخي: وَلِذَلِكَ يَقُولُ الْفُقَهَاءُ: اَللَّبَنُ لِلْفَحْلِ، نعم اخي: وَالْفَحْلُ هُوَ زَوْجُ الْمُرْضِعِ، وَالْمَعْنَى هُوَ التَّالِي: كَمَا اَنَّ التَّحْرِيمَ يَتَعَلَّقُ بِالْاُمِّ الَّتِي اَرْضَعَتْهُ وَمَايَتَرَتَّبُ عَلَى ذَلِكَ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ، فَكَذَلِكَ اَيْضاً يَتَعَلَّقُ التَّحْرِيمُ بِمَا يَمُتُّ لِزَوْجِهَا صَاحِبِ اللَّبَنِ الْمُرْضِعِ مِنْ صِلَةِ قَرَابَةٍ نِسَائِيَّةٍ مُحَرَّمَةٍ بِسَبَبِ الرَّضَاعِ، وَلَا اَعْنِي بِذَلِكَ بَنَاتِ اَخِ الْفَحْلِ وَلَا بَنَاتِ اُخْتِهِ وَلَا بَنَاتِ اَخِ الْمُرْضِعَةِ وَلَا بَنَاتِ اُخْتِهَا: فَهَؤُلَاءِ الزَّوَاجُ بِهِنَّ حَلَال، نَعَمْ اَخِي: بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيهِ: لِمَاذَا جَعَلَ الْاِسْلَامُ الرَّضَاعَةَ سَبَباً مِنْ اَسْبَابِ التَّحْرِيمِ؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّنَا دَائِماً نَاْخُذُ اَحْكَامَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الرَّاْسِ وَالْعَيْنِ سَوَاءٌ فَهِمْنَا الْمَعْنَى اَوْ لَمْ نَفْهَمْهُ وَسَوَاءً اطَّلَعْنَا عَلَى الْحِكْمَةِ اَمْ لَمْ نَطَّلِعْ عَلَيْهَا، لَكِنْ بَعْدَ الرِّضَا بِحُكْمِ اللهِ تَعَالَى، لَامَانِعَ اَنْ نُفَتِّشَ عَنِ الْحِكْمَةِ، وَقَدْ نَصِلُ اِلَيْهَا، وَقَدْ لَانَصِلُ، وَقَدْ نَصِلُ اِلَى بَعْضِهَا، وَنَجْهَلُ الْكَثِيرَ مِنْهَا، نعم اخي: وَاَقُولُ وَمَا تَوْفِيقِي اِلَّا بِاللهِ وَاللهُ اَعْلَم: حِينَمَا يَرْضَعُ الْاِنْسَانُ اَوِ الطِّفْلُ مِنِ امْرَاَةٍ مَا، فَاِنَّهُ يَتَغَذَّى بِجُزْءٍ مِنْهَا، وَهَذِهِ التَّغْذِيَةُ تُوَلِّدُ رَابِطَةً بَيْنَ الْمُرْضِعِ وَبَيْنَ مَنْ اَرْضَعَتْهُ تُشْبِهُ رَابِطَةَ الْاُمُومَةِ وَالْبُنُوَّةِ، وَلِذَلِكَ فَالرَّضَاعُ يُؤَلِّفُ اَوْ يُكَوِّنُ هَذِهِ الْعَاطِفَةَ، وَلَاسِيَّمَا حِينَمَا تَضَعُ الْمُرْضِعُ الْوَلَدَ عَلَى صَدْرِهَا، فَاِنَّهُ يَسْتَمِعُ اِلَى دَقَّاتِ قَلْبِهَا، وَيَشْعُرُ بِالْاُنْسِ بِهَا، وَهِيَ كَذَلِكَ تَشْعُرُ بِالْاُنْسِ بِهِ، فَلَا يَلِيقُ بَعْدَ ذَلِكَ اَنْ يَتَّخِذَهَا اِلَّا كَمَا يَتَّخِذُ الْوَلَدُ اُمَّهُ الْحَقِيقِيَّةَ، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ التَّرْبِيَةُ مِنَ النَّاحِيَةِ النَّفْسِيَّةِ رَعَاهَا الْاِسْلَامُ رِعَايَةً تَامَّةً، وَلَكِنَّ الْخَطَاَ الَّذِي يَقَعُ فِيهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ هُوَ مَثَلاً: اِنْسَانٌ عِنْدَهُ عِدَّةُ اَوْلَادٍ، وَلَهُ اَخٌ لِاَ وَلَدَ عِنْدَهُ، فَيُعْطِيهِ وَلَدَهُ لِيَتَرَبَّى عِنْدَهُ، فَهُنَا لَاتَحْصَلُ هَذِهِ الرَّابِطَةُ الْقَوِيَّةُ بَيْنَ الْوَلَدِ وَاَبِيهِ لِمَاذَا؟ بِسَبَبِ غِيَابِ التَّرْبِيَةِ بَيْنَ الْوَلَدِ وَاَبِيهِ الْحَقِيقِيِّ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ هَذِهِ التَّرْبِيَةَ الْغَائِبَةَ: لَايُمْكِنُ اَنْ تُوَلِّدَ شُعُورَاً اَبَوِيّاً بَنَوِيّاً اِنْسَانِيّاً بَيْنَهُمَا، وَلِهَذَا اَخِي: يَنْبَغِي عَلَيْكَ اَنْ تُرَبِّيَ وَلَدَكَ فِي بَيْتِكَ، وَاَفْضَلُ مَكَانٍ يُرَبَّى فِيهِ الْوَلَدُ: هُوَ اَنْ يُرَبَّى بَيْنَ وَالِدَيْهِ، وَلِذَلِكَ حِينَمَا يَحْصَلُ الطَّلَاقُ وَلَاسِيَّمَا فِي اَيَّامِنَا حَيْثُ لَايَنْضَبِطُ النَّاسُ بِآَدَابِ الطَّلَاقِ كَمَا اَمَرَ بِهَا اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فَحِينَمَا يَكُونُ هُنَاكَ اَطْفَالٌ، فَهُنَا يَاْكُلُ الْآَبَاءُ الْحُصْرُمَ وَالْاَبْنَاءُ يَضْرَسُونَ، فَتَرَى الْاَبَ يُرِيدُ اَنْ يُعْطِيَ صُورَةً سَيِّئَةً لِلطِّفْلِ عَنْ اُمِّهِ الَّتِي طَلَّقَهَا، وَبِالْمُقَابِلِ: فَاِنَّ الْاُمَّ اَيْضاً تُرِيدُ اَنْ تُعْطِيَ صُورَةً سَيِّئَةً لِلطِّفْلِ عَنْ اَبِيهِ الَّذِي طَلَّقَهَا، نَعَمْ اَخِي: فَمَاذَا يَحْدُثُ لِهَذَا الطِّفْلِ الْبَرِيءِ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي الْاَبُ وَاُخْتِي الْاُمُّ: سَيَحْدُثُ لَهُ تَمَزُّقٌ خَطِيرٌ جِدّاً فِي مَشَاعِرِهِ، وَلَايَدْرِي اِلَى اَيِّهِمَا يَؤُولُ؟ لِاَنَّهُ لَايَدْرِي مَنِ الصَّادِقُ مِنْهُمَا وَمَنِ الْكَاذِبُ، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا اِذَا كَانَ الْاَبَوَانِ يَتَاَدَّبَانِ بِآَدَابِ الْاِسْلَامِ الَّتِي وَرَدَتْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{فَاِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ، اَوْ تَسْرِيحٌ بِاِحْسَانٍ(وَلَيْسَ مِنَ التَّسْرِيحِ بِاِحْسَانٍ اَنْ يَطْعَنَ الرَّجُلُ بِمَنْ طَلَّقَهَا وَلَا اَنْ تَطْعَنَ الْمَرْاَةُ بِمَنْ طَلَّقَهَا وَخَاصَّةً اَمَامَ الْاَوْلَادِ الصِّغَارِ؟ حَتَّى لَايَنْشَؤُوا جَمِيعاً عَلَى كُرْهِ آَبَائِهِمْ وَاُمَّهَاتِهِمْ مِنَ الْوَالِدَيْنِ مَعاً كِلَيْهِمَا اَوْ اَحَدِهِمَا، نَعَمْ اَخِي: فَالْاَهْلُ اَحْيَاناً مِنَ الْآَبَاءِ وَالْاُمَّهَاتِ خَاصَّةً: هُمُ الَّذِينَ يَكُونُونَ سَبَباً فِي هَذِهِ الْجَرِيمَةِ مِنَ الْحِقْدِ وَالضَّغِينَةِ الَّتِي رُبَّمَا يُشْعِلُونَهَا فِي قُلُوبِ اَوْلَادِهِمْ عَلَيْهِمْ بَلْ عَلَى الْمُجْتَمَعِ بِاَسْرِهِ دُونَ اَنْ يَشْعُرُوا بِذَلِكَ اَبَداً، وَلِذَلِكَ اَخِي: أَيُّ خَلَلٍ فِي تَطْبِيقِ تَعَالِيمِ اللهِ الَّتِي ذَكَرَهَا سُبْحَانَهُ فِي آَدَاب ِالزَّوَاجِ وَالطَّلَاقِ قُرْآَناً يُتْلَى آَنَاءَ اللَّيْلِ وَاَطْرَافَ النَّهَارِ عَلَى الْفَضَائِيَّاتِ الْمَرْئِيَّةِ وَالْمَسْمُوعَةِ وَغَيْرِهَا مِنْ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ، فَاِنَّ ذَلِكَ يَجْلِبُ كَارِثَةً عَاجِلَةً عَلَى الْاَطْفَالِ اِنْ لَمْ تَكُنْ مُسْتَقْبَلِيَّةً عَلَى الْمُجْتَمَعِ الْاِنْسَانِيِّ بِاَسْرِهِ، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ مِنْ آَدَابِ الزَّوَاجِ وَالطَّلَاقِ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي الزَّوَاجِ{فَاِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ(وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي الطَّلَاقِ{اَوْ تَسْرِيحٌ بِاِحْسَانٍ(بِمَعْنَى: اَنَّ الرَّجُلَ(وَكَذَلِكَ الْمَرْاَةُ اَيْضاً) مُلْزَمٌ بِمُعَامَلَةِ زَوْجَتِهِ بِمَا هُوَ فَوْقَ الْعَدْلِ وَهُوَ الْاِحْسَانُ وَلَوْ طَلَّقَهَا كَارِهاً لَهَا لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الطِّفْلَ الصَّغِيرَ ذُو الْعَقْلِ الْقَاصِرِ: رُبَّمَا لَايَحْفَظُ وُدَّ اَبِيهِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ وَلَا مَاقَامَ بِهِ اَبُوهُ مِنَ الْاِحْسَانِ وَالْحَنَانِ وَالْعَطْفِ عَلَيْهِ اِذَا سَرَّحَ اُمَّهُ طَلَاقاً لَهَا بِغَيْرِ اِحْسَانٍ اِلَيْهَا، وَاَمَّا اِذَا طَلَّقَهَا وَاَحْسَنَ اِلَيْهَا: فَرُبَّمَا يَقْتَنِعُ عَقْلُ الطِّفْلِ الْقَاصِرِ بِنُشُوزِ اُمِّهِ الظَّالِمَةِ عَلَى اَبِيهِ فَاَحَبَّ اَبُوهُ اَنْ يَتَخَلَّصَ مِنْ ظُلْمِهَا وَمِنَ الْجَحِيمِ الَّذِي كَانَ يُعَانِيهِ بِسَبَبِهَا، وَبِذَلِكَ يَكْسَبُ الْاَبُ وُدَّ ابْنِهِ، وَتَكْسَبُ الْاُمُّ الظَّالِمَةُ وُدَّ ابْنِهَا اَيْضاً: بِقَوْلِ اَبِيهِ لَهُ: يَابُنَيَّ كُنْتُ اُعَامِلُهَا بِالْمَعْرُوفِ قَبْلَ اَنْ اُطَلِّقَهَا كَمَا اَمَرَ اللهُ فِي قَوْلِهِ{فَاِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ(وَعَلَيْكَ اَنْتَ اَيْضاً يَابُنَيَّ اَنْ تُعَامِلَهَا بِمَعْرُوفٍ بَعْدَ اَنْ طَلَّقْتُهَا كَمَا اَمَرَ اللهُ فِي قَوْلِهِ{وَاِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى اَنْ تُشْرِكَ بِي مَالَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَاتُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً(نَعَمْ اُخْتِي: وَكَذَلِكَ اِذَا طَلَّقَكِ اَبُوهُ الظَّالِمُ لَكِ: عَلَيْكِ اَيْضاً اَنْ تَقُولِي لِابْنِكِ وَلِابْنَتِكِ نَفْسَ الْكَلَامِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ وَلَاتَبْخَسِي اَبَاهُ مِنَ الْبِرِّ الَّذِي اَمَرَ اللهُ وَلَدَكِ اَنْ يَبَرَّهُ بِهِ، وَكَذَلِكَ اَنْتَ اَخِي: وَاُعِيدُ مَاذَكَرْتُهُ لَكَ: اِيَّاكَ اَنْ تَكُونَ مَلْعُوناً عِنْدَ اللهِ قَاطِعاً لِصِلَةِ الرَّحِمِ بَيْنَ الْاُمِّ الَّتِي طَلَّقْتَهَا وَبَيْنَ اَوْلَادِكَ مِنْهَا، وَلَايَجُوزُ لَكَ شَرْعاً اَخِي اَيْضاً اَنْ تَبْخَسَ اُمَّهُمْ حَقَّهَا مِنَ الْبِرِّ الَّذِي اَمَرَ اللهُ اَوْلَادَكَ مِنْهَا اَنْ يَبَرُّوهَا بِهِ عَاجِلاً اَوْ آَجِلاً وَلَوْ طَلَّقْتَهَا، بَلْ وَلَوْ كَانَتْ ظَالِمَةً لَكَ اَوْ لَهُمْ، وَكَذَلِكَ اَنْتِ اُخْتِي اَيْضاً اِيَّاكِ اَنْ تَقْطَعِي صِلَةَ الْاَرْحَامِ بَيْنَ مَنْ طَلَّقَكِ وَبَيْنَ اَوْلَادِكِ مِنْهُ وَلَوْ كَانَ ظَالِماً لَكِ{فَهَلْ عَسَيْتُمْ اِنْ تَوَلَّيْتُمْ اَنْ تُفْسِدُوا فِي الْاَرْضِ وَتُقَطِّعُوا اَرْحَامَكُمْ اُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَاَصَمَّهُمْ وَاَعْمَى اَبْصَارَهُمْ( نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَاِنَّ مِنْ اَعْظَمِ قَطِيعَةِ الْاَرْحَامِ عِنْدَ اللهِ: هُوَ مَنْ يَكُونُ السَّبَبَ فِي الْقَطِيعَةِ الْاَرْحَامِيَّةِ الَّتِي تَحْصَلُ بَيْنَ الْاَبِ وَاَوْلَادِهِ، وَبَيْنَ الْاُمِّ وَاَوْلَادِهَا اَيْضاً، بَلْ اِنَّ مَنْ يَكُونُ السَّبَبَ فِي الْقَطِيعَةِ الَّتِي تَحْصَلُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَزَوْجَتِهِ وَتُؤَدِّي اِلَى طَلَاقِهِمَا: هُوَ اَشَدُّ جُرْماً وَاِثْماً وَلَعْنَةً عِنْدَ اللهِ مِمَّنْ يَتَسَبَّبُ بِقَطِيعَةِ الْاَرْحَامِ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَايُفَرِّقوُنَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ{وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَالَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاق(أَيْ اَنَّ مَنِ اشْتَرَى الْقَطِيعَةَ الَّتِي تَحْصَلُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَزَوْجَتِهِ مُسْتَمْتِعاً فِي تَعْذِيبِ اَوْلَادِهِمَا وَضَيَاعِهِمْ وَشَامِتاً بِهِمَا وَبِالطُّفُولَةِ الْبَرِيئَةِ وَبَائِعاً نَفْسَهُ لِلشَّيْطَانِ: فَلَيْسَ لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاق، أَيْ فَلَيْسَ لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ اَوْ حَظٍّ وَلَوْ قَلِيلٍ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[لَعَنَ اللهُ مَنْ خَبَّبَ امْرَاَةً عَلَى زَوْجِهَا، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ خَبَّبَ رَجُلاً عَلَى امْرَاَتِهِ(نَعَمْ اَخِي: وَكَلِمَةُ خَبَّبَ: بِمَعْنَى حَرَّضَهَا عَلَيْهِ، اَوْ حَرَّضَهُ عَلَيْهَا وَاَفْسَدَ الْعَلَاقَةَ الزَّوْجِيَّةَ بَيْنَهُمَا؟ مِمَّا اَدَّى اِلَى طَلَاقِهِمَا، فَهَذَا الْمَلْعُونُ خَرَّابُ الْبُيُوتِ: دَمَّرَ اُسْرَةً كَامِلَةً بِمَا فِيهَا مِنْ اَبَوَيْنِ وَاَطْفَالٍ اَبْرِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الطِّفْلَ لَابُدَّ اَنْ يَسْاَلَ اَبَاهُ اَوْ اُمَّهُ يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ قَائِلاً: يَااُمَّاهُ! اَوْ يَااَبَتَاهُ! لِمَاذَا هَذَا الطِّفْلُ وَهُوَ زَمِيلِي يَعِيشُ مَعَ اَبِيهِ وَاُمِّهِ! وَاَنْتَ يَااَبِي تَعِيشُ فِي مَكَان! وَاَنْتِ يَااُمِّي تَعِيشِينَ فِي مَكَانٍ آَخَرَ! نَعَمْ اَخِي الْاَبُ: نَعَمْ اُخْتِي الْاُمُّ: هُنَا يَجِبُ عَلَيْكُمَا مَعاً اَنْ تَكُونَا حَكِيمَيْنِ فِي الْاِجَابَةِ؟ حَتَّى لَايَتَعَقَّدَ الْوَلَدُ نَفْسِيّاً؟ وَحَتَّى لَايَشْعُرَ بِاَنَّهُ لَاقِيمَةَ لَهُ؟ اَوْ اَنَّ اَحَدَ اَبَوَيْهِ مَعَ الْآَخَرَ لَايَجْتَمِعَانِ فِيمَا بَيْنَهُمَا، وَاَمَّا الْوَالِدَانِ الْآَخَرَانِ: فَاِنَّهُمَا يَجْتَمِعَانِ مَعَ بَعْضِهِمَا بِزَمِيلِهِ اَيْضاً اِلَى حَاضِنَتِهِمَا الْاَبَوِيَّةِ الْحَنُونَةِ! فَكَيْفَ سَيَتَعَلَّمُ الْوَلَدُ هُنَا اَنْ يَكُونَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ اَباً حَنُوناً! بَلْ كَيْفَ سَيَتَعَلَّمُ اَنْ يَكُونَ زَوْجاً مُسْتَقْبَلِيّاً حَنُوناً عَلَى زَوْجَتِهِ! وَكَيْفَ سَتَتَعَلَّمُ الطِّفْلَةُ هُنَا اَيْضاً اَنْ تَكُونَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ اُمّاً حَنُونَةً! بَلْ زَوْجَةً حَنُونَةً عَلَى زَوْجِهَا! دُونَ وُجُودِ حَاضِنَةٍ اَبَوِيَّةٍ حَنُونَةٍ يَجْتَمِعُ فِيهَا الْاَبُ وَالْاُمُّ مَعاً! وَلِذَلِكَ لَابُدَّ مِنْ جَوَابٍ حَكِيمٍ مُقْنِعٍ لِهَذَا الطِّفْلِ الْبَرِيءِ؟ حَتَّى يَعْتَادَ عَلَى مَسَائِلِ الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ شَيْئاً فَشَيْئاً، وَلَابُدَّ اَنْ يَفْهَمَ الطِّفْلُ اَنَّ اللهَ الْحَنَّانَ الْمَنَّانَ الَّذِي خَلَقَهُ وَخَلَقَ وَالِدَيْهِ: لَنْ يَتَخَلَّى عَنْهُ، بَلْ هُوَ سُبْحَانَهُ اَحَنُّ عَلَيْهِ مِنْ حَنَانِ الْاُمِّ عَلَى اَوْلَادِهَا! وَمِنْ حَنَانِ الْاَبِ عَلَى اَوْلَادِهِ اَيْضاً! وَاَنَّهُ سَيُعَوِّضُهُ سُبْحَانَهُ نِعَماً لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى عَمَّا فَقَدَهُ مِنْ حَنَانِ وَالِدَيْهِ الْمُطَلَّقَيْنِ اَوْ الْمَيِّتَيْنِ سَوَاءٌ فَقَدَهُ مِنْ اَحَدِهِمَا اَوْ مِنْ كِلَيْهِمَا! نَعَمْ اَخِي: فَالطَّلَاقُ لَيْسَ بِالْاَمْرِ الْهَيِّنِ، وَلَيْسَ الْمُهِمُّ اَنْ تُطَلِّقَ زَوْجَتَكَ وَانْتَهَى الْاَمْرُ لَا يَااَخِي: فَهُنَاكَ آَثَارٌ جَانِبِيَّةٌ خَطِيرَةٌ مُرَافِقَةٌ لِلطَّلَاقِ؟ لِاَنَّ الطَّلَاقَ هُوَ آَخِرُ الدَّوَاءِ فِي الْكَيِّ الَّذِي لَابُدَّ مِنْهُ اَحْيَاناً فِي حَالَاتِ الضَّرُورَةِ الْقُصْوَى، لَكِنْ رُبَّمَا يَكْوِي هَذَا الطَّلَاقُ قَلْبَكَ وَقَلْبَهَا وَقَلْبَ اَوْلَادِكُمَا مَعاً، نَعَمْ اَخِي: كَانَ آَخِرَ الدَّوَاءِ الَّذِي لَجَاْتَما لَهُ وَلَمْ يَعُدْ يَنْفَعُ مَعَهَا اَوْ مَعَكَ اَوْ مَعَكُمَا مَعاً دَوَاءٌ غَيْرُهُ وَهُوَ الطَّلَاقُ الَّذِي يَكْوِي الْقُلُوبَ،وَلِذَلِكَ فَهُوَ اَبْغَضُ الْحَلَالِ اِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ يَقُولُ الْعُلَمَاءُ: اَلطَّلَاقُ اِجْرَاءٌ اسْتِثْنَائِيٌّ؟ لِاَنَّ الْاَصْلَ هُوَ عَدَمُ الطَّلَاقِ، نَعَمْ اَخِي: وَمَعْنَى كَلِمَةِ اسْتِثْنَائِيّ: هُوَ اَنَّ الْمُسْلِمَ لَايَجُوزُ اَنْ يَلْجَاَ اِلَى الطَّلَاقِ اِلَّا لِلضَّرُورَةِ الْقُصْوَى الْمُلِحَّةِ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي حَدِيثٍ ضَعِيفٍ[اِنَّ اللهَ يَكْرَهُ الْمِطْلَاقَ الْمِذْوَاقَ( نَعَمْ اَخِي: وَالْمِطْلَاقُ هُوَ الَّذِي يُطَلِّقُ كَثِيراً، وَاَمَّا الْمِذْوَاقُ فَهُوَ الَّذِي يَتَزَوَّجُ كَثِيراً: فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ يَذُوقُ لُقْمَةً وَاحِدَةً فَقَطْ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ مِنْ اَنْوَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنَ الْاَطْعِمَةِ دُونَ اَنْ يَرْسُوَ عَلَى بَرٍّ فِي اَكْلِ نَوْعٍ اَوْ نَوْعَيْنِ مِنْهَا، نَعَمْ اَخِي: ثُمَّ يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي حَدِيثٍ قَوِيٍّ صَحِيحٍ[ اَيَّمَا امْرَاَةٌ سَاَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقَهَا فِي غَيْرِ مَابَاْسٍ: فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ( بِمَعْنَى: اَنَّهَا لَاتَدْخُلُ الْجَنَّةَ ابْتِدَاءً اِلَّا بَعْدَ اَنْ تُعَذَّبَ عَلَى ذَلِكَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْاَصْلَ فِي الرَّابِطَةِ الزَّوْجِيَّةِ اَنْ تَسْتَمِرَّ، وَلَكِنْ اِذَا طَرَاَ مَايُوجِبُ الطَّلَاقَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ الْاِنْسَانُ مِنَّا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اِذَا وَقَعَ بَيْنَ ضَرَرَيْنِ، فَاِنَّهُ يَرْتَكِبُ الضَّرَرَ الْاَخَفَّ لِدَفْعِ الضَّرَرِ الْاَعْلَى، كَمَا اَنَّ اِنْسَاناً يُحَافِظُ عَلَى اَعْضَائِهِ، لَكِنْ اِذَا اُصِيبَتْ بَعْضُ اَعْضَائِهِ بِآَفَةٍ فَاِذَا لَمْ يَقْطَعْ هَذَا الْعُضْوَ، فَاِنَّ الْآَفَةَ سَتَتَسَرَّى وَتَتَسَرَّبُ اِلَى سَائِرِ جَسَدِهِ: فَهُنَا يَلْجَاُ اِلَى قَطْعِ هَذَا الْعُضْوِ الَّذِي اُصِيبَ بِالْآَفَةِ؟ مُحَافَظَةً عَلَى الْاَعْضَاءِ الْاُخْرَى وَخَوْفاً مِنْ اَنْ تَنْتَقِلَ اِلَيْهَا عَدْوَى هَذِهِ الْآَفَة، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: لَيْتَ الْمُؤْمِنِين، لَيْتَ الْمُسْلِمِينَ: يَتَاَدَّبُونَ بِآَدَابِ الْاِسْلَامِ، وَيَالَيْتَ الْمُسْلِمِينَ يَعْلَمُونَ: اَنَّ التَّلَفُّظَ بِالطَّلَاقِ مُنْكَرٌ مِنَ الْمُنْكَرَاتِ، وَاَنَّ الْحَلِفَ بِهِ يُعْتَبَرُ سَفَهاً، وَاَنَّ التَّصْدِيقَ بِهِ يُعْتَبَرُ فِسْقاً، وَاَنَّ الظِّهَارَ قَوْلٌ مُنْكَرٌ وَزُورٌ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً(نَعَمْ اَخِي: هَذَا الَّذِي يَقُولُ لِامْرَاَتِهِ: اَنْتِ مُحَرَّمَةٌ عَلَيَّ كَاُمِّي، اَوْ كَاُخْتِي، اَوْ كَعَمَّتِي، اَوْ كَحُرْمَةِ خَالَتِي عَلَيَّ، ثُمَّ يَتَبَجَّحُ بِحُجَّةٍ اَقْبَحَ وَهِيَ الْغَضَبُ! وَنَقُولُ لِهَذَا: اَلرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: اَمَرَكَ اَنْ تُمْسِكَ عَنِ الْحَرَكَةِ وَعَنِ الْكَلَامِ اِذَا غَضِبْتَ: اِلَّا حَرَكَةً خَاصَّةُ اَنْتَ مُضْطَّرٌّ اِلَيْهَا، وَاَنْ تُغَيِّرَ مِنْ مَجْلِسِكَ الَّذِي اَنْتَ فِيهِ اِلَى مَجْلِسٍ آَخَرَ، اَوْ اِلَى مَوْقِفٍ آَخَرَ يُرِيحُكَ وَيُذْهِبُ عَنْكَ الْغَضَبَ، ثُمَّ تَذْهَبُ وَتَتَوَضَّاُ وَتُصَلِّي بِحَرَكَةٍ عُبُودِيَّةٍ مُسْتَقِيمَةٍ مُنْضَبِطَةٍ؟ مِنْ اَجْلِ اِطْفَاءِ الْغَضَبِ، وَاَمَّا اَنْ تَغْضَبَ، وَتَضْرِبَ هَذَا، وَذَاكَ، وَتُكَسِّرَ الصُّحُونَ، وَالزُّجَاجَ: بِحَرَكَةٍ شَيْطَانِيَّةٍ مُتَهَوِّرَةٍ، ثُمَّ تُطَلِّقَ زَوْجَتَكَ، وَتَشْتُمَ الْاِلَهَ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَقُولُ: اَنَا السَّنْفُورُغَضْبَان! فَهَذَا لَايَقْبَلُهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، اَللَّهُمَّ خَلِّقْنَا بِاَخْلَاقِ نَبِيِّكَ وَاَقْوَالِهِ وَاَفْعَالِهِ، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة اِنِّي دَاعِيَةٌ فَاَمِّنُوا: اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَاَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآَلِهِ وَاَصْحَابِهِ، وَنَسْاَلُكَ يَارَبُّ وَاَنْتَ اَكْرَمُ مَسْؤُولٍ وَاَعْظَمُ مَاْمُول، يَارَبّ طَهِّرِ الْاَرْضَ يَارَبّ، يَارَبّ طَهِّرْهَا مِنَ الرِّجْسِ، يَارَبّ طَهِّرْهَا مِنَ الظُّلْمِ، يَارَبّ طَهِّرْهَا مِنَ الدِّمَاءِ، يَارَبّ طَهِّرْهَا مِنْ كُلِّ مَايُغْضِبُكَ يَااَلله، اَللَّهُمَّ اَعِدْ اِلَى وَطَنِنَا اَمْنَهُ وَاَمَانَه، اَللَّهُمَّ انْصُرِ الْحَقَّ وَاَهْلَهُ، وَاهْزُمِ الْبَاطِلَ وَجُنْدَهُ، اَللَّهُمَّ هَذَا حَالُنَا لَايَخْفَى عَلَيْك، اَللَّهُمَّ عَامِلْنَا بِالْاِحْسَانِ يَامَنْ عَوَّدْتَّنَا عَلَى الْاِحْسَان، اَللَّهُمَّ عَامِلْنَا بِالْجَمِيلِ يَامَنْ عَوَّدْتَّنَا عَلَى الْجَمِيل، اَللَّهُمَّ نَحْنُ عِبَادُكَ، وَنَحْنُ اَبْنَاءُ عِبَادِكَ، وَنَحْنُ اَبْنَاءُ اِمَائِكِ، نَاصِيَتُنَا بِيَدِكَ، مَاضٍ فِينَا حُكْمُكَ، رَضِينَا بِمَا تَقْضِي بِهِ عَلَيْنَا، ثَبِّتِ الْاِيمَانَ فِي قُلُوبِنَا، وَزَيِّنْهُ فِي صُدُورِنَا، وَكَرِّهْ اِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الرَّاشِدِينَ، اَللَّهُمَّ مَنْ اَرَادَ بِدِينِنَا وَبِلَادِنَا وَاُمَّتِنَا الْخَيْرَ، فَاجْعَلِ الْخَيْرَ عَلَى يَدَيْهِ، وَمَنْ اَرَادَ بِذَلِكَ سُوءاً، فَخُذْهُ اَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِر، اَللَّهُمَّ لَاتُؤَاخِذْنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا، يَامَنْ لَايَرُدُّ سَائِلاً، وَلَايُخَيِّبُ لِلْعَبْدِ وَسَائِلاً، هَذَا رَجَاؤُنَا، وَهَذَا دُعَاؤُنَا، فَتَقَبَّلْ مِنَّا يَارَبّ، وَاغْفِرِ اللَّهُمَّ لَنَا وَلِوَالِدِينَا وَوَالِدِي وَالِدِينَا وَلِمَشَايِخِنَا وَمَنْ لَهُ حَقُّ عَلَيْنَا وَلِمُنْشِئِي هَذَا الْمَسْجِدِ وَلِمُصَمِّمِي الْمَوَاقِعِ الْاِلِكِتْرُونِيَّةِ وَالْمُنْتَدَيَاتِ الْاِسْلَامِيَّةِ الْهَادِفَةِ وَجَمِيعِ الْاَعْضَاءِ وَالْمُشْتَرِكِينَ فِيهَا وَالزَّائِرِينَ وَالْقَائِمِينَ عَلَيْهَا وَمَالِكِيهَا، وَلِكُلِّ فَاعِلِ خَيْر،عِبَادَ الله:{فَهَلْ عَسَيْتُمْ اِنْ تَوَلَّيْتُمْ اَنْ تُفْسِدُوا فِي الْاَرْضِ وَتُقَطِّعُوا اَرْحَامَكُمْ، اُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ: فَاَصَمَّهُمْ، وَاَعْمَى اَبْصَارَهُمْ، اَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ! اَمْ عَلَى قُلُوبٍ اَقْفَالُهَا!{اِنَّ اللهَ يَاْمُرُ بِالْعَدْلِ، وَالْاِحْسَانِ، وَاِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ، وَالْمُنْكَرِ، وَالْبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون( وَقَدْ سَاَلَنِي اَحَدُ الْاِخْوَةِ قَائِلاً: اَنَا مِمَّنْ قَطَعُوا الْاَرْحَامَ مَعَ الْاَسَف! وَاُرِيدُ اَنْ اَتُوبَ اِلَى الله، لَكِنْ كَيْفَ سَنَتَدَبَّرُ الْقُرْآَنَ وَعَلَى قُلُوبِنَا اَقْفَالُهَا مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{ لَعَنَهُمُ اللهُ(وَهُوَ الْقِفْلُ الْاَوَّل{ فَاَصَمَّهُمْ(وَهُوَ الْقِفْلُ الثَّانِي{وَاَعْمَى اَبْصَارَهُمْ(وَهُوَ الْقِفْلُ الثَّالِثُ(وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَخِي: اَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ اَبْقَى لَهُمْ قِفْلاً مَفْتُوحاً لَمْ يُغْلِقْهُ وَهُوَ بَصَائِرُهُمْ، وَالْبَصَائِرُ هِيَ الْقُلُوبُ الَّتِي ذَكَرَهَا اللهُ فِي قَوْلِهِ{اَمْ عَلَى قُلُوبٍ اَقْفَالُهَا( وَاَمَّا الْجَوَابُ الثَّانِي: فَسُبْحَانَ الله!: يُهَدِّدُ سُبْحَانَهُ بِاللَّعْنِ وَالصَّمَمِ وَعَمَى الْاَبْصَارِ! ثُمَّ يَتَرَاجَعُ عَنْ تَهْدِيدَاتِهِ تَرَاجُعاً مُؤَقَّتاً فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَقَطْ وَلَيْسَ فِي الْآَخِرَةِ! وَذَلِكَ؟ لِيُعْطِيَهُمْ مَجَالاً قَبْلَ فَوَاتِ الْاَوَانِ عَلَيْهِمْ؟ لِيُسْرِعُوا فِي تَدَبُّرِ الْقُرْآَنِ؟ وَمُحَاوَلَةِ فَهْمِهِ؟ وَمُحَاوَلَةِ تَقَبُّلِ اَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ؟ وَيُعْطِيهِمْ سُبْحَانَهُ اَيْضاً فُرْصَةً اَخِيرَةً قَبْلَ فَوَاتِ الْاَوَانِ اِلَى الْجَحِيمِ؟ لِيَعْتَادُوا عَلَيْهَا وَلَوْ كَانَتْ هَذِهِ الْاَوَامِرُ وَالنَّوَاهِي مَرِيرَةً عَلَيْهِمْ وَشَاقَّةً وَصَعْبَةً، بَلْ وَلَوْ كَانُوا لَايَسْتَسِيغُونَهَا، وَذَلِكَ وَاضِحٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا اِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلَاثَة، وَمَا مِنْ اِلَهٍ اِلَّا اِلَهٌ وَاحِدٌ، وَاِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ اَلِيم*** اَفَلَا يَتُوبُونَ اِلَى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيم***(وَهُنَا تَرَاجَعَ سُبْحَانَهُ عَنْ تَهْدِيدَاتِهِ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَقَطْ لِيُعْطِيَ النَّصَارَى فُرْصَةً اَخِيرَةً مِنْ اَجْلِ اَنْ يُنْقِذُوا اَنْفُسَهُمْ مِنَ الْجَحِيمِ الْاَبَدِيِّ بِتَوْبَتِهِمْ وَاسْتِغْفَارِهِمْ وَرَحْمَةِ اللهِ لَهُمْ وَغُفْرَانِهِ؟ لِيُدْخِلَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ، فَاِنْ لَمْ يَفْعَلُوا، فَاِنَّ هَذَا التَّهْدِيدَ سَيَتَحَقَّقُ لَامَحَالَةَ كَمَا ذَكَرَهُ الله، وَسَلَامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي اللهِ آَلَاء، وَآَخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين
رحيق مختوم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى رحيق مختوم
البحث عن المشاركات التي كتبها رحيق مختوم