أنت غير مسجل في مسلم أون لاين
. للتسجيل الرجاء أضغط
هنـا
الإعلانات النصية
فتح باب التقدم للمشرفين الجدد
إعلان نصي
إعلان نصي
إعلان نصي
الإهداءات
عرض الإهداءات
منتديات مسلم أون لاين
مسلم أون لاين العـــام
قسم الحوار والنقاش العــام
ان تضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى
اسم العضو
حفظ البيانات؟
كلمة المرور
منوعات
روابط إضافية
منتديات مسلم أون لاين
اجعلنا الرئيسية
اضفنا في مفضلتك
مشاركات اليوم
البحث
البحث في المنتدى
عرض المواضيع
عرض المشاركات
بحث بالكلمة الدلالية
البحث المتقدم
البحث في العناوين فقط
روابط بحث أخرى
البحث المتقدم
بحث في قائمة الأعضاء
مشاركات جديدة
مشاركات اليوم
مواضيع لم يرد عليها
الذهاب إلى الصفحة...
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
السابق
التالي
مشاركة رقم :
1
11-12-2017
رحيق مختوم
رقم العضوية : 67
تاريخ التسجيل : Oct 2015
الدولة : سوريا طرطوس
المشاركات : 119
بمعدل : 0.03 يوميا
معدل تقييم المستوى :
10
المستوى :
المنتدى :
قسم الحوار والنقاش العــام
ان تضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى
[FONT="Arial"][SIZE="6"][CENTER][COLOR="Black"]
اَلْحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَتِهِ وَآَلِهِ وَاَصْحَابِهِ الَّذِينَ نَزَعَ اللهُ مَافِي قُلُوبِهِمْ مِنْ غِلٍّ اِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ وَبَعْدُ: فَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكُاتُهُ أَيُّهَا الْاِخْوَةُ: نُجِيبُ فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ عَنْ شُبْهَةٍ وَرَدَتْ اِلَيْنَا مِنْ قَنَاةِ الْكَرْمَةِ الْمَسِيحِيَّةِ الَّتِي تَبُثُّ مِنْ بَيْرُوتَ مِنْ مُرْتَدٍّ عَنْ دِينِ الْإِسْلَامِ يُسَمِّي نَفْسَهُ اِدْوَارْدَ يَزْعُمُ فِيهَا اَنَّ الْإِسْلَامَ ظَلَمَ الْمَرْاَةَ بِشَهَادَتِهَا مَعَ امْرَاَةٍ أُخْرَى وَرَجُلٍ وَبِمِيرَاثِهَا مُجْتَمِعاً مَعَ مِيرَاثِ امْرَاَةٍ أُخْرَى بِمَا يُعَادِلُ اَوْ يُسَاوِي حِصَّةَ رَجُلٍ: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ بِمُقَدِّمَةٍ وَلَفٍّ وَدَوَرَانٍ لَابُدَّ مِنْهُ قَبْلَ الْإِجَابَةِ: نعم أيها الاخوة: اَلتَّارِيخُ يُعِيدُ نَفْسَهُ فِي أَيَّامِنَا مَعَ مُجْتَمَعٍ ظَالِمٍ لَايَرْحَمُ الرَّجُلَ: فَكَيْفَ سَيَرْحَمُ الْمَرْاَةَ: وَالْعَيْبُ لَيْسَ فِي دِينِ الْإِسْلَامِ: وَاِنَّمَا الْعَيْبُ فِي هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَكْرَهُونَ مَااَنْزَلَ اللهُ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ مِنْ تَشْرِيعَاتِ الْإِسْلَامِ الْعَادِلَةِ الْمُقْسِطَةِ الْحَكِيمَةِ الَّتِي تَجْعَلُ كُلَّ اِنْسَانٍ يَصِلُ اِلَى حَقِّهِ رَجُلاً كَانَ اَوِ امْرَاَةً مُسْلِماً اَوْ غَيْرَ مُسْلِمٍ وَلَايَكْتَفُونَ بِذَلِكَ: بَلْ يُوَجِّهُونَ سِهَامَ النَّقْدِ الْجَارِحِ غَيْرِ الْبَنَّاءِ اِلَى الْإِسْلَامِ مُتَجَاهِلِينَ بَقِيَّةَ الْأَدْيَانِ الَّتِي لَهَا اَصْلٌ مِنْ دِينٍ سَمَاوِيٍّ: وَلَكِنَّهَا انْحَرَفَتْ بِتَوْحِيدِهَا وَتَعَالِيمِهَا ضَارِبَةً إِيَّاهَا عُرْضَ الْحَائِطِ اِلَى مَجْمَعِ هَرْطَقَةٍ وَتَجْدِيفٍ وَسُخْفٍ وَهُرَاءٍ وَتَفَاهَةٍ نِيقِيَّةٍ نَاعِقَةٍ مَااَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَان: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ{عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ اِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً(فِي اَنَّ الْمَسِيحَ هُوَ اللهُ الْمَحَبَّةُ الَّذِي فَدَى خَطَايَاكُمْ عَلَى الصَّلِيبِ عَلَى قَوْلِ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ وَعَلَى قَوْلِ الطَّائِفَةِ الْاُخْرَى اَنَّ اللهَ الْآَبَ اَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِيَفْدِيَ خَطَايَا اَبْنَاءِ اللهِ الْبَشَرِ عَلَى الصَّلِيبِ وَكُلُّ ذَلِكَ غُرُورٌ يَمْحَقُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى{لَيْسَ بِاَمَانِيِّكُمْ وَلَا اَمَانِيِّ اَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَافَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَايَفْتَرُون( نعم أيها الاخوة: اَحَدُ الْمُسْتَشْرِقِينَ الصَّلِيبِيِّينَ الَّذِينَ اَسْلَمُوا: جَاءَ اِلَى بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ: وَعَاشَ فَتْرَةً مِنَ الزَّمَنِ مَعَهُمْ وَقَالَ: وَجَدْتُّ الْإِسْلَامَ وَلَمْ اَجِدِ الْمُسْلِمِينَ: نعم أيها الاخوة: دَرَسَ دِينَ الْإِسْلَامِ: وَتَعَرَّفَ عَلَى حَقِيقَتِهِ جَيِّداً: وَاُعْجِبَ بِهِ: وَانْشَرَحَ صَدْرُهُ لَهُ: وَاَسْلَمَ: لَكِنَّهُ لَمْ يَجِدِ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ يُطَبِّقُونَ الْإِسْلَامَ: نعم اخي: يَقُولُ هَذَا الْمُسْتَشْرِقُ: وَقَدْ دَرَسْتُ جَيِّداً تَارِيخَ التُّجَّارِ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ هَاجَرُوا اِلَى جُزُرِ اَنْدُونِيسْيَا وَضَوَاحِيهَا حِينَمَا اَسْلَمَ اَكْثَرُ أَهْلِهَا الْوَثَنِيِّينَ؟ بِسَبَبِ اَمَانَةِ هَؤُلَاءِ الْمُسْلِمِينَ فِي التَّعَامُلِ مَعَهُمْ: نعم أيها الاخوة: وَهَذَا الْكَلَامُ مَازَالَ اِلَى الْآَنَ فِي أَيَّامِنَا: يَتَشَدَّقُ بِهِ اَكْثَرُ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ: وَنَقُولُ لِهَؤُلَاء: اِذَا كَانَتِ الْأَمَانَةُ هِيَ الْمِقْيَاسُ الْوَحِيدُ وَالْمِنْظَارُ الْفَرِيدُ مِنْ نَوْعِهِ الَّذِي تَنْظُرُونَ بِهِ اِلَى النَّاسِ وَلَايَسْقُطُونَ مِنْ اَعْيُنِكُمْ اِلَّا بِانْعِدَامِهَا: فَمَعْنَى ذَلِكَ أَيُّهَا الْحَمْقَى اَنَّهُ يَجُوزُ لِلْمُسْلِمِ وَغَيْرِ الْمُسْلِمِ اَنْ يُبَدِّلَ دِينَهُ كَمَا يَحْلُو لَهُ مُعْتَمِداً فِي ذَلِكَ عَلَى قُوَّةِ النَّاسِ فِي اَمَانَتِهِمْ عِنْدَ تَعَامُلِهِمْ مَعَهُ فَاِذَا وَجَدَ الْغَلَبَةَ لِهَذِهِ الْقُوَّةِ عِنْدَ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ: فَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّكُمْ مِنْ حَيْثُ لَاتَشْعُرُونَ تُشَجِّعُونَهُ بِلِسَانِ حَالِكُمْ وَتَفْكِيرٍ خَبِيثٍ غَيْرِ صَائِبٍ وَكَلِمَةِ حَقٍّ اُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ: عَلَى مَاعِنْدَ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْأَدْيَانِ لِيَعْتَنِقَهَا: فَاَنْتُمْ تَقْرَؤُونَ قَوْلَ اللهِ عَنْ اَهْلِ الْكِتَابِ اَنَّ مِنْهُمْ أُمَنَاءَ وَمِنْهُمْ خَوَنَةٌ{وَمِنْ اَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ اِنْ تَاْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ اِلَيْكَ{وَمِنْ اَهْلِ الْكِتَابِ اُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ(فَاَيُّهُمَا اَعْظَمُ مُصِيبَةً فِي رَاْيِكُمْ: اَنْ يَدْخُلَ النَّاسُ فِي دِينِ اللهِ اَفْوَاجاً بِسَبَبِ مَاعِنْدَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ اَمَانَةٍ حَصَلَتْ عَبْرَ التَّارِيخِ: اَوْ اَنْ يَرْتَدَّ النَّاسُ عَنْ دِينِ الْإِسْلَامِ بِسَبَبِ مَاعِنْدَ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ اَمَانَةٍ تَكَادُ تَكُونُ شِبْهَ مَعْدُومَةٍ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ فِي أَيَّامِنَا: لِنَتْرُكِ الْخَلِيفَةَ الْأَوَّلَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُجِيبُنَا عَنْ هَذَا السُّؤَالِ فِي الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ هَمَّهُ الْوَحِيدَ: مُحَارَبَةُ الْمُرْتَدِّينَ عَنْ دِينِ الْإِسْلَامِ وَمَانِعِي الزَّكَاةِ: وَفِي اَوَّلِ دَرَجَةٍ مِنْ سُلَّمِ أَوْلَوِيَّاتِهِ: جَاعِلاً دُخُولَ النَّاسِ فِي دِينِ اللهِ اَفْوَاجاً آَخِرَ دَرَجَةٍ مِنْ سُلَّمِ أَوْلَوِيَّاتِهِ: مُؤْمِناً بِالْمَثَلِ الْحَكِيمِ الدَّارِج ِفِي أَيَّامِنَا(عُصْفُورٌ فِي الْيَدِ وَلَاعَشَرَةٌ عَلَى الشَّجَرَةِ) لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ وَلَوْ دَخَلَ النَّاسُ فِي دِينِ اللهِ اَفْوَاجاً: فَلَا يَخْلُو اَكْثَرُهُمْ مِنَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُتَرَبِّصِينَ بِالْإِسْلَامِ الدَّوَائِرَ{عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَاَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً عَظِيمَا( نعم أيها الاخوة: وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ اَنَّ الْأَمَانَةَ تَلْعَبُ دَوْراً كَبِيراً فِي تَثْبِيتِ قَلْبِ الْمُسْلِمِ عَلَى الْاِيمَانِ: وَفِي رَغْبَةِ غَيْرِ الْمُسْلِمِ بِالْإِسْلَامِ: وَلَكِنْ مَهْمَا كَانَ التَّطْبِيقُ لِهَذِهِ الْأَمَانَةِ اَوْ لِدِينِ الْإِسْلَامِ نَادِراً اَوْ مَعْدُوماً عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ فِي بِلَادِهِمْ اَوْ فِي بِلَادِ غَيْرِهِمْ: وَمَهْمَا كَانَتْ هَذِهِ الْبِلَادُ تُعَانِي مِنْ سُوءِ التَّطْبِيقِ لِتَعَالِيمِ الْإِسْلَامِ: فَهَذَا لَايَمْنَعُ مِنَ التَّوَاصُلِ مَعَ دِينِ الْإِسْلَام: نعم أيها الاخوة: فَهَؤُلَاءِ فِي اَنْدُونِيسْيَا الَّذِينَ مَااَسْلَمُوا اِلَّا بِسَبَبِ اَمَانَةِ التُّجَّارِ الْمُسْلِمِينَ: لِنَفْرِضْ جَدَلاً اَنَّهُمْ لَمْ يُوَفَّقُوا فِي اَيَّامِهِمْ اِلَّا بِتُجَّارٍ مُسْلِمِينَ نَصَّابِينَ مُحْتَالِينَ يَاْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَظْلِمُونَ الرَّجُلَ وَيَظْلِمُونَ الْمَرْاَةَ مَهْمَا كَانَ دِينُهُمَا: وَلْنَفْرِضْ جَدَلاً أَيْضاً اَنَّهُمْ لَمْ يُوَفَّقُوا فِي اَيَّامِهِمْ بِتَاجِرٍ مُسْلِمٍ سَمْحاً اِذَا بَاعَ وَسَمْحاً اِذَا اشْتَرَى وَسَمْحاً اِذَا اقْتَضَى: وَلْنَفْرِضْ جَدَلاً اَنَّهُمْ لَمْ يُوَفَّقُوا اِلَّا بِخَلِيفَةٍ عَادِلٍ مِنْ أَمْثَالِ عُمَرَ شَهِدَ بِعَدَالَتِهِ الْمُسْلِمُونَ وَغَيْرُ الْمُسْلِمِينَ وَمَعَ ذَلِكَ اَلْغَى سَهْمَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ مِنَ الْاَنْدُونِيسِيِّينَ مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِينَ وَقَالَ لَهُمْ لَمْ يَعُدِ الْإِسْلَامُ بِحَاجَةٍ اِلَيْكُمْ وَلَا اِلَى اِسْلَامِكُمْ وَقَدْ أَصْبَحَتْ بِحَمْدِ اللهِ دَوْلَةُ الْإِسْلَامِ قَوِيَّةً: فَهَلْ هَذَا مُبَرِّرٌ كَافٍ لِهَؤُلَاءِ عِنْدَ اللهِ يُنْجِيهِمْ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَيُبَرِّرُ نُفُورَهُمْ مِنَ الْإِسْلَامِ وَاشْمِئْزَازَهُمْ مِنْهُ وَيُبَرِّرُ مَايَفْعَلُونَهُ مِنْ تَحْمِيلِ الْإِسْلَامِ أَخْطَاءَ مَنْ يُسَمُّونَ اَنْفُسَهُمْ مُسْلِمِينَ وَمَاهُمْ فِي الْحَقِيقَةِ اِلَّا مُسْلِمُونَ عَلَى الْهَوِيَّةِ فَقَطْ: فَاَيْنَ نَحْنُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْحَجِّ بِحَقِّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَنْفُرُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ بِسَبَبِ أَخْطَاءِ الْمُسْلِمِينَ: وَمَنْ مِنَّا اَوْ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّافِرِينَ الْمُشْمَئِزِّينَ مَعْصُومٌ مِنَ الْخَطَاِ: وَمَابَالُ هَؤُلَاءِ الْمُصَابِينَ بِخَيْبَةِ اَمَلٍ مِنَ الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ: هَلْ يُرِيدُونَ الْعِنَبَ: اَمْ يُرِيدُونَ النَّاطُورَ: هَلْ يُرِيدُونَ الْعِنَبَ: اَمْ يُرِيدُونَ نَاطُورَ الْخَمْرِ الشَّيْطَانِ الَّذِي يَنْتَظِرُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى اَقَلَّ مِنْ غَلْطَةٍ اَوْ اَقَلَّ مِنْ هَفْوَةٍ صَغِيرَةٍ لِيَطْعَنَ فِي الْإِسْلَامِ وَيَشْمَئِزَّ مِنْهُ وَيَدْعُوَ النَّاسَ اِلَى النُّفُورِ مِنْهُ: نعم أيها الاخوة: اِلَى مَتَى سَنَتْرُكُ دِينَنَا لَهْواً وَلَعِباً لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ غَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا كُلَّمَا لَعِبَتِ الْخَمْرُ فِي رُؤُوسِهِمْ: نعم اخي: هَذَا النَّاطُورُ الْحَقِيرُ الَّذِي تَلْعَبُ الْخَمْرُ فِي رَاْسِهِ وَلَافَرْقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَابِدِ الْوَثَنِ: هُوَ الَّذِي أَرَادَهُ اللهُ فِي قَوْلِهِ{وَمِنَ النَّاسِ مِنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ( بِمَعْنَى اَنَّ الْاِسْلَامَ سِلْعَةٌ رَخِيصَةٌ عِنْدَهُ تُبَاعُ وَتُشْتَرَى مِنْ اَجْلِ تَاْمِينِ مَتَاعِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا وَزُخْرُفِهَا بِحُجَّةٍ هِيَ اَقْبَحُ مِنْ ذَنْبٍ وَهِيَ الضَّغْطُ الْهَائِلُ الَّذِي تَضْغَطُهُ لُقْمَةُ الْعَيْشِ عَلَيْهِ وَعَلَى زَوْجَتِهِ وَاَوْلَادِهِ بَلْ هُوَ عَلَى اسْتِعْدَادٍ لِاَنْ يَبِيعَ الْاِنْجِيلَ وَالْمَسِيحَ الِىَ اَعْدَائِهِ لِيُسْلِمَهُ اِلَى صَلِيبِ الْعَذَابِ كَمَا فَعَلَ اَحَدُ تَلَامِذَتِهِ لَوْلَا اَنْ رَفَعَهُ اللهُ اِلَيْهِ وَاَنْجَاهُ فَهَذَا اِيمَانُهُ مُعَلَّقٌ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ بِمَعْنَى اَنَّ اِيمَانَهُ مُعَلَّقٌ عَلَى(ضَرْطَة){ فَاِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ(مِنْ هَؤُلَاءِ التَّجَّارِ الْمُسْلِمِينَ الْأُمَنَاءِ الَّذِينَ لَايَظْلِمُونَ الرَّجُلَ وَلَا الْمَرْاَةَ{اِطْمَاَنَّ بِهِ(اطْمِئْنَانَ الْغَافِلِ عَمَّا يَنْتَظِرُهُ مِنْ عَذَابٍ اَلِيم( بَلْ هُوَ لَايَعْشَقُ الْاِسْلَامَ وَلَايَرْضَى عَنْهُ وَلَايُحِبُّهُ اِلَّا حُبّاً دَنِيئاً يَتَّفِقُ مَعَ حُبِّ الَّذِينَ اقْتَصَرُوا عَلَى حُبِّ الدُّنْيَا وَاسْتَغْنَوْا بِحُبِّهَا عَنْ نُصْرَةِ الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ وَخَالِقِهِمْ وَرَسُولِهِمْ وَحُبِّهِمْ جَمِيعاً وَحَسِبُوا اَنَّ الدُّنْيَا تُغْنِي عَنِ الْآَخِرَةِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ جَيِّداً اَنَّهُمْ لَنْ يَحْصَلُوا مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا عَلَى اَكْثَرَ مِمَّا قَسَمَ اللهُ لَهُمْ فِيهَا مَهْمَا عَلَا شَاْنُهُمْ فَهَؤُلَاءِ هُمُ الْغَافِلُونَ الَّذِينَ{رَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَاَنُّوا بِهَا{فَاَمَّا الْاِنْسَانُ اِذَا مَاابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَاَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي اَكْرَمَنِ{وَاِنْ اَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ(وَالْفِتْنَةُ هُنَا هِيَ الِاخْتِبَارُ وَالِابْتِلَاءُ الَّذِي يَبْتَلِي بِهِ عِبَادَهُ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرَ الْمُسْلِمِينَ بِهَؤُلَاءِ التُّجَّارِ الْمُحْتَالِينَ وَاَمْثَالِهِمْ: وَقَدْ تَاْتِي الْفِتْنَةُ أَيْضاً بِمَعْنَى الشِّرْكِ الَّذِي يَجْعَلُهُ يَبِيعُ دِينَهُ مِنْ اَجْلِ إِرْضَاءِ الْمُشْرِكِينَ لِلْحُصُولِ عَلَى أَمْوَالِهِمْ{وَاَمَّا اِذَا مَاابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ(أَيْ ضَيَّقَهُ{فَيَقُولُ رَبِّي اَهَانَنِ{وَاِنْ اَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ( ظُلْمٌ لَهُ اَوْ لِزَوْجَتِهِ اَوْ لِابْنَتِهِ اَوْ لِاُخْتِهِ اَوْ سَرِقَةٌ غِشٌّ رَشْوَةٌ اِحْتِكَارٌ اِخْتِلَاسٌ اَكْلٌ بِالْبَاطِلِ لِاَمْوَالِهِ اَوْ خَسَارَةٌ اَوْ اِفْلَاسٌ اَوْ ضَيَاعٌ لِاَمْوَالِهِ وَتَعَبِهِ وَشَقَاءِ عُمْرِهِ بِسَبَبِ هَؤُلَاءِ التُّجَّارِ الْمُحْتَالِينَ وَاَمْثَالِهِمْ{اِنْقَلَبَ عَلَى عَقِبَيْهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَة(مَهْمَا أَعْطَاهُ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ الَّذِينَ بَاعَهُمْ دِينَهُ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالتَّعْوِيضِ وَمَهْمَا قَامُوا بِمُوَاسَاتِهِ وَمَعَ ذَلِكَ يَبْقَى{مَاعِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَاَبْقَى(وَاَمَّا مَاعِنْدَ غَيْرِهِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ{ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِين(نعم أيها الاخوة: وَحَتَّى وَلَوْ خَسِرَ أَمْوَالَهُ قَضَاءً وَقَدَراً مَشْرُوعاً عَلَى الْقَاعِدَةِ الْمَعْرُوفَة (اَلتِّجَارَةُ شَطَارَة) فَاِنَّهُ أَيْضاً لَايُخْفِي امْتِعَاضَهُ وَاشْمِئْزَازَهُ وَنُفُورَهُ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ: وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى بِحَقِّ هَؤُلَاءِ وَاَمْثَالِهِمْ{اَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا(اِقْتَرَفُوا{السَّيِّآَتِ اَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللهُ اَضْغَانَهُمْ(وَاَحْقَادَهُمْ مِنْ قُلُوبِهِمْ عَلَى دِينِ الْإِسْلَامِ وَعَلَى اللهِ وَرَسُولِهِ وَاَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ: نعم أيها الاخوة: فَهَؤُلَاءِ اجْتَرَحُوا السَّيِّآَتِ فِي قُلُوبِهِمْ قَبْلَ اَنْ يَجْتَرِحُوهَا فِي جَوَارِحِهِمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ(بِدِينِ الْإِسْلَامِ وَبِنِيَّةٍ سَيِّئَةٍ عَاطِلَةٍ خَبِيثَةٍ{وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً(أَيْ هَالِكِين: وَلِذَلِكَ اَخِي مَهْمَا كَانَ قَدَرُكَ سَيِّئاً مَعَ دِينِ الْإِسْلَامِ: فَاِنَّ اللهَ يَاْمُرُكَ اَنْ تُحْسِنَ الظَّنَّ بِهِ وَبِالْمُسْلِمِينَ{وَلَلْآَخِرَةُ(أَيْ وَعِزَّتِي وَجَلَالِي{اَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى(نعم اخي{وَاِنْ اَصَابَتْكَ فِتْنَةٌ(لِمَاذَا{تَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْكَ خَاسِراً الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ(وَاَنْتَ تَعْلَمُ جَيِّداً اَنَّ دِينَنَا الْإِسْلَامِيَّ أَسَاسُهُ الصَّبْرُ: لِمَاذَا أَسَاسُهُ الصَّبْرُ؟ لِاَنَّ الصَّبْرَ نِصْفُ الْاِيمَانِ: بَلْ اِنَّ اللهَ اَمَرَكَ اَنْ تَسْتَعِينَ بِالصَّبْرِ قَبْلَ اَنْ يَاْمُرَكَ اَنْ تَسْتَعِينَ بِالصَّلَاةِ فِي قَوْلِهِ{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ(عَلَى هَؤُلَاءِ الْمُحْتَالِينَ الَّذِينَ يَاْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَظْلِمُونَ الرَّجُلَ وَالْمَرْاَةَ(لِلهِ دَرُّكِ يَا آَسِيَةُ امْرَاَةَ فِرْعَوْنَ: لِلهِ دَرُّكِ يَاسُمَيَّةُ اُمَّ عَمَّارَ بْنِ يَاسِرَ اَنْتِ وَزَوْجُكِ يَاسِر: لِلهِ دَرُّكُمْ يَاشُهَدَاءَ الْاُخْدُودِ فِي سُورَةِ الْبُرُوج: رَفَضُوا جَمِيعاً ايها الاخوة اَنْ يَبِيعُوا دِينَهُمْ اِلَى الْكُفَّارِ وَلَوْ أَدَّى ذَلِكَ اِلَى اَنْ خَسِرُوا حَيَاتَهُمْ جَمِيعاً: بَلْ وَلَوْ أَدَّى ذَلِكَ اِلَى طَعْنِ سُمَيَّةَ فِي مَوْضِعِ الشّرَفِ وَالْعَفَافِ وَهِيَ تَقُولُ اَحَدٌ اَحَدٌ صَابِرَةً مُحْتَسِبَةً: بَلْ وَلَوْ أَدَّى ذَلِكَ اِلَى تَقْطِيعِ يَدَيْهَا وَاَرْجُلِهَا مِنْ خِلَافٍ وَهِيَ عَلَى الصَّلِيبِ اِلَى اَنْ خَرَجَتْ رُوحُهَا الطَّاهِرَةُ وَهِيَ تَقُولُ{رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين: لِلهِ دَرُّكُمْ يَاشُهَدَاءَ الْاُخْدُودِ وَقَدْ آَثَرْتُمْ اَنْ تُلْقُوا بِاَنْفُسِكُمْ وَاحِداً بَعْدَ الْآَخَرِ فِي نَارٍ مُحْرِقَةٍ عَلَى اَنْ تَبِيعُوا دِينَكُمْ وَلَمْ يَبْقَ مِنْكُمْ حَيّاً اِلَّا امْرَاَةٌ صَابِرَةٌ مُحْتَسِبَةٌ مِثْلُكُمْ تُفَضِّلُ اَنْ تُلْقِيَ نَفْسَهَا مُحْتَرِقَةً فِي نَارِ الْاُخْدُودِ الَّذِي حَفَرُوهُ لَهَا وَلِقَوْمِهَا عَلَى اَنْ تَبِيعَ دِينَهَا وَلَكِنَّهَا خَافَتْ عَلَى طِفْلِهَا الَّذِي تَحْمِلُهُ فِي اَحْضَانِهَا فَاَنْطَقَ اللهُ بَرَاءَةَ الطُّفُولَةِ وَقَالَ اثْبَتِي يَااُمَّاهُ فَاِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ فَاِنْ اَحْرَقُونَا بِالْكِيمَاوِيِّ وَجَعَلُونَا اَشْلَاءً مُتَنَاثِرَةً مُبَعْثَرَةً بِبَرَامِيلِهِمُ الْمُتَفَجِّرَةِ اَوْ دَفَنُونَا تَحْتَ اَنْقَاضِ الْمَبَانِي اَوْ رَمَوْنَا مِنَ الْبَحْرِ وَنَحْنُ فِي حَاضِنَاتِ الْمُسْتَشْفَيَاتِ فَاِنَّ نَارَهُمْ سَتَكُونُ بَرْداً وَسَلَاماً عَلَيْنَا وَلَنْ يَسْتَطِيعُوا النَّجَاةَ مِنْهَا وَلَوْ عَاشُوا اَلْفَ سَنَةٍ بَعْدَنَا اِلَّا اِذَا تَابُوا{وَاِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ{يَوَدُّ اَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ اَلْفَ سَنَةٍ وَمَاهُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ اَنْ يُعَمَّرَ( لِلهِ دَرُّكَ أَيُّهَا الشَّعْبُ السُّورِيُّ وَالْفَلَسْطِينِيُّ وَالرُّوهِينْجِيُّ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ الَّذِي تَفَوَّقْتَ فِي الْاَجْرِ وَالثَّوَابِ وَرِفْعَةِ الدَّرَجَاتِ عِنْدَ اللهِ عَلَى سُمَيَّةَ وَعَلَى امْرَاَةِ فِرْعَوْنَ لَوْلَا قَوْلُ رَسُولِ اللهِ( اِتَّقُوا اللهَ فِي اَصْحَابِي فَلَنْ تَبْلُغُوا دَرَجَتَهُمْ وَلَوْ اَنْفَقَ اَحَدُكُمْ بِحَجْمِ اُحُدٍ صَدَقَةً خَالِصَةً لِوَجْهِ اللهِ فَلَنْ تَبْلُغُوا مُدَّ اَحِدِهِمْ اَوْ نَصِيفَهُ: فَمَاذَا طَعَنُوا مِنْ جَسَدِ سُمَيَّةَ اِلَّا مَوْضِعَ الشَّرَفِ وَالْعَفَافِ: وَمَاذَا قَطَعُوا مِنْ جَسَدِ امْرَاَةِ فِرْعَوْنَ اِلَّا يَدَهَا وَرِجْلَهَا مِنْ خِلَافٍ: وَاَمَّا اَنْتَ أَيُّهَا الشَّعْبُ الْبَطَلُ الْعَظِيمُ: فَقَدْ قَطَعُوا جَسَدَكَ اِرْباً اِرْباً: وَجَعَلُوهُ أَشْلَاءً مُتَنَاثِرَةً بِأَسْلِحَةٍ ثَقِيلَةٍ مِنَ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَالْجَوِّ لَمْ تَكُنْ مَوْجُودَةً فِي عَهْدِ مُوسَى وَلَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ: وَاَنْتَ مَازِلْتَ اِلَى الْآَنَ تَاْبَى اَنْ تَبِيعَهُمْ ذَرَّةً مِنْ اِيمَانِكَ وَدِينِكَ وَاِسْلَامِكَ: فَهَلْ اَدْرَكْتُمْ أَيُّهَا الْاِخْوَةُ لِمَاذَا تُظَلِّلُ الْمَلَائِكَةُ الشَّامَ وَاَهْلَ الشَّامِ بِاَجْنِحَتِهَا: نعم أيها الاخوة {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّلَاةِ(مِنْ اَجْلِ الدُّعَاءِ لِاَعْدَائِكُمْ بِالْهِدَايَةِ وَالدُّعَاءِ عَلَيْهِمْ اِنْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّكُمْ اَنَّهُ لَاسَبِيلَ اِلَى هِدَايَتِهِمْ: نعم اخي غير المسلم: اِنْ كَانَ لَدَيْكَ رَغْبَةٌ فِي اعْتِنَاقِ الْإِسْلَامِ: فَاَنْتَ لَاتَسْتَطِيعُ فِي دِينِ الْإِسْلَامِ اَنْ تَحْصَلَ عَلَى نِصْفِ الْاِيمَانِ اِلَّا بِالصَّبْرِ: وَلَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَحْصَلَ عَلَى نِصْفِهِ الْآَخَرِ اِلَّا بِالشُّكْرِ: وَاَنْتَ أَيْضاً اَخِي الْمُسْلِمَ: يَامَنْ خَلَقَكَ اللهُ مِنْ اَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ وَمَازِلْتَ مُسْتَمِرّاً عَلَى اِسْلَامِكَ وَاِيمَانِكَ: لَابُدَّ مِنَ الشُّكْرِ وَالصَّبْرِ مَعاً: وَلَابُدَّ اَنْ تَصْبِرَ عَلَى سُوءِ الْمُعَامَلَةِ الَّتِي تَتَلَقَّاهَا مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُحْتَالِينَ وَعَلَى ظُلْمِهِمْ لِلرَّجُلِ وَعَلَى ظُلْمِهِمْ لِلْمَرْاَةِ: نعم اخي: وَاَمَّا مُجَرَّدُ نَهْفَةٍ اَوْ هَفْوَةٍ اَوْ غَلْطَةٍ صَغِيرَةٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُحْتَالِينَ الَّذِينَ يَقُولُونَ مَالَايَفْعَلُونَ تَجْعَلُكَ تُقِيمُ الدُّنْيَا وَلَاتُقْعِدُهَا عَلَى دِينِ الْإِسْلَامِ وَتَصُبُّ جَامَّ غَضَبِكَ عَلَيْهِ بَدَلَ اَنْ تَصُبَّهُ عَلَى هَؤُلَاءِ وَلَاتَكْتَفِي بِذَلِكَ بَلْ تَشْتُمُ الْإِسْلَامَ وَخَالِقَ الْإِسَلَامِ: فَاَتَحَدَّاكَ اَنْ تَاْتِيَ بِوَاحِدٍ مِنَ النَّصَارَى شَتَمَ الصَّلِيبَ اَوْ شَتَمَ رَبَّهُمْ يَسُوعَ الْمَسِيحَ بِزَعْمِهِمْ اَوْ شَتَمَ اُمَّ رَبِّهِمْ مَرْيَمَ بِسَبَبِ الْاَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ الَّذِينَ يَاْكُلُونَ أَمْوَالَ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِ الْمُسْلِمِينَ بِالْبَاطِلِ اَوْ شَتَمَ أَحَداً مِنْ هَؤُلَاءِ الْاَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ: بَلْ نَتَحَدَّاكَ اَنْ تَجِدَ آَيَةً فِي الْقُرْآَنِ تَشْتُمُ هَؤُلَاء: بَلْ تَعَامَلَ الْقُرْآَنُ مَعَهُمْ وَمَعَ الظَّالِمِينَ مِنْ اَمْثَالِهِمْ بِمُنْتَهَى الْاَدَبِ قَائِلاً يَااَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا(اِيمَاناً صَحِيحاً اَوْ خَاطِئاً مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِينَ{لِمَ تَقُولُونَ مَالَاتَفْعَلُونَ(لِمَ تَقُولُونَ سَنُؤَدِّي الْحُقُوقَ اِلَى أْصَحْابِهَا وَلَنْ نَظْلِمَهُمْ رِجَالاً وَنِسَاءً مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِينَ وَلَنْ نَاْكُلَ أَمْوَالَهُمْ بِالْبَاطِلِ وَلَاتَفْعَلُونَ{ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ اَنْ تَقُولُوا مَالَاتَفْعَلُونَ(نعم اخي: مَاهُوَ ذَنْبُ دِينِ الْإِسْلَامِ: هَلْ مِنْ اَجْلِ النَّجَاسَةِ نَبُولُ عَلَى الطَّهَارَةِ: هَلْ مِنْ اَجْلِ هَؤُلَاءِ الْاَنْجَاسِ الَّذِينَ لَيْسُوا مَعْصُومِينَ مِنَ الْخَطَاِ كَمَا اَنْتَ اَخِي أَيْضاً لَسْتَ مَعْصُوماً: فَهَلْ مِنْ اَجْلِ هَؤُلَاءِ الْاَنْجَاسِ نَبُولُ عَلَى طَهَارَةِ الْإِسْلَامِ وَنَحْنُ نَعْلَمُ جَيِّداً اَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يَسْتَحُونَ وَيَخْجَلُونَ اَنْ يَبُولُوا عَلَى نَجَاسَةِ دِينِهِمْ وَشِرْكِهِمْ مَهْمَا اَخْطَاَ بَعْضُهُمْ بِحَقِّ بَعْضٍ اَوْ مَهْمَا اَخْطَاَ رِجَالُ دِينِهِمْ بِحَقِّهِمْ وَمَهْمَا قَالَ الْاِسْلَامُ عَنْهُمْ{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ(مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَغَيْرِهِمْ{ نَجَسٌ فَلَايَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا(: نَعَمْ مَازَالَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى اِلَى الْآَنَ فِي اَيَّامِنَا يُقَدِّسُونَ الْقَذَارَةَ فِي دِينِهِمْ مَهْمَا كَانَتْ شِرْكِيَّةً قَذِرَةً تَحْمِلُ خَطَايَا بَشَرِيَّةً اَقْذَرَ عَلَى صُلْبَانِهِمْ: وَنَحْنُ الْمُسْلِمِينَ نَبُولُ عَلَى طَهَارَةِ اِسْلَامِنَا وَتَوْحِيدِهِ: فَاَيُّ خِزْيٍ وَاَيُّ عَارٍ وَصَلْنَا اِلَيْهِ: لَقَدْ تَفَوَّقْنَا بِجُرْاَتِنَا الْوَقِحَةِ عَلَى اللهِ وَدِينِهِ الْإِسْلَامِيِّ عَلَى جَمِيعِ الْأُمَمِ السَّابِقَةِ وَرُبَّمَا اللَّاحِقَةِ أَيْضاً: وَاِنَّكَ لَتَعْجَبُ اَخِي اَشَدَّ الْعَجَبِ: وَنُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ وَاللهُ عَلَى مَانَقُولُ شَهِيدٌ: اَنَّ اللهَ تَعَالَى يَسُوقُهُمْ اِلَى حَتْفِهِمْ وَاحِداً تِلْوَ الْآَخَرِ لِيَمُوتُوا صَرْعَى تَحْتَ اَرْجُلِ الدَّوَاعِشِ الْخَوَنَةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَعْدَاءِ سُورِيَّا: وَنَعْنِي بِذَلِكَ هَؤُلَاءِ الْخَنَازِيرَ الَّذِينَ يَشْتُمُونَ اللهَ وَالدِّينَ وَالرُّمُوزَ الْمُقَدَّسَةَ وَيَتَهَجَّمُونَ عَلَيْهَا بِسَبَبٍ اَوْ مِنْ غَيْرِ سَبَبٍ: وَيَاْبَى سُبْحَانَهُ اِلَّا اَنْ يُسَلِّطَ الظَّالِمِينَ عَلَى الظَّالِمِينَ: وَنَسْاَلُ اللهَ اَنْ يُخْرِجَنَا مِنْ بَيْنِهِمْ سَالِمِينَ وَلَوْ صَرْعَى اِلَى جِنَانِ النَّعِيمِ: نعم اخي: حَتَّى الْمُسْتَقِيمُونَ عَلَى دِينِ الْإِسْلَامِ وَلَوْ كَانُوا مِنْ شُرَفَاءِ مَكَّةَ: فَلَيْسُوا مَعْصُومِينَ مِنْ الْخَطَاِ: نعم اخي: نَتَحَدَّاكَ اَنْ تَاْتِيَ لَنَا بِاِنْسَانٍ عَلَى وَجْهِ هَذِهِ الْمَعْمُورَةِ مَعْصُومٍ مِنَ الْخَطَاِ حَتَّى وَلَوْ كَانَ يُقِيمُ الصَّلَاةَ وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ وَيَسْتَقِيمُ بِالصَّلَاةِ وَيَسْتَقِيمُ بِالزَّكَاةِ وَيَنْتَهِي عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ: وَمَعَ ذَلِكَ تَرَاهُ لَيْسَ مَعْصُوماً مِنَ الْغَلَطِ اَبَداً حَتَّى وَلَوْ لَمْ يُمَارِسْ فَاحِشَةً فِي حَيَاتِهِ قَطُّ: نعم اخي: وَلَكِنْ مَاذَا نَفْعَلُ مَعَ اِنْسَانٍ قَلْبُهُ خَبِيثٌ يُعَانِي مِنْ اِيمَانٍ ضَعِيفٍ فِيهِ خَلَلٌ كَبِيرٌ وَفِي قَلْبِهِ مَرَضٌ خَبِيثٌ يَجْعَلُهُ مُشْمَئِزّاً مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ: فَبِمُجَرَّدِ اَنْ يَسْمَعَ اَنَّ الْمُسْلِمِينَ اَخْطَؤُوا اَوْ مَارَسُوا الْفَوَاحِشَ مَاظَهَرَ مِنْهَا وَمَابَطَنَ وَلَمْ يَنْتَهُوا عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ: تَرَاهُ فَوْراً يَشْمَئِزُّ: وَيَالَيْتَهُ يَشْمَئِزُّ مِنْهُمْ وَمِنْ تَصَرُّفَاتِهِمْ فَرُبَّمَا كَانُوا مُنَافِقِينَ نِفَاقَ عَقِيدَةٍ اَوْ نِفَاقَ عَمَلٍ: بَلْ تَرَاهُ فَوْراً يَشْمَئِزُّ قَلْبُهُ مِنَ الْإِسْلَامِ وَمِنْ تَعَالِيمِ الْإِسْلَامِ وَمِنَ الْقُرْآَنِ وَمِنْ تَعَالِيمِ الْقُرْآَنِ: وَيَالَيْتَهُ يَكْتَفِي بِذَلِكَ: بَلْ يُوَجِّهُ سِهَامَ الْحِقْدِ وَالْغِلِّ وَالْكَرَاهِيَةِ وَالضَّغِينَةِ اِلَى الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ: فَهَلْ هَذَا مُسْلِمٌ حَقّاً: اَمْ هُوَ عَارٌ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالْاِنْسَانِيَّةِ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ وَهَذِهِ نَاحِيَة: وَمِنَ النَّاحِيَةِ الْأُخْرَى فَلَوْ اَرَدْنَا اَنْ نَضَعَ ذُنُوبَ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً فِي كَفَّةٍ ثُمَّ وَضَعْنَا اشْمِئْزَازَهُ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ فِي الْكَفَّةِ الْأُخْرَى: فَنُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ وَاللهُ عَلَى مَانَقُولُ شَهِيدٌ: اَنَّ كَفَّةَ اشْمِئْزَازِهِ مِنْ دِينِ الْاِسْلَامِ سَتَرْجَحُ عَلَى ذُنُوبِهِمْ جَمِيعاً: بَلْ سَتَزِيدُ عَلَيْهَا قَذَارَةً وَنَجَاسَةً وَشَنَاعَةً وَفُحْشاً وَمُنْكَراً وَكُفْراً اَصْغَرَ رُبَّمَا يَصِلُ بِهِ عِنْدَ اللهِ اِلَى كُفْرٍ اَكْبَرَ يُخْرِجُهُ عَنْ دِينِ الْإِسْلَامِ اِنِ اسْتَمَرَّ عَلَى هَذَا الِاشْمِئْزَازِ وَالْقَرَفِ وَالنُّفُورِ وَلَمْ يُغَيِّرْ مَابِنَفْسِهِ مِنْ ضَغِينَةٍ تِجَاهَ دِينِ الْإِسْلَام: نعم اخي: فَلَوْ كَانَ اِيمَانُكَ نَابِعاً مِنْ قَرَارَةِ نَفْسِكَ وَقَلْبُكَ مُصَدِّقاً بِلَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ وَبِاَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ وَبِتَعَالِيمِ الْإِسْلَامِ وَاَحْكَامِهِ الشَّرْعِيَّةِ وَقَصَصِهِ الْقُرْآَنِيَّةِ: مَاحَصَلَ عِنْدَكَ هَذَا النُّفُورُ وَالْقَرَفُ وَالِاشْمِئْزَازُ بِسَبَبِ أَخْطَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَاَنْتَ تَقْرَاُ جَيِّداً حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ[ اِلْتَمِسْ لِاَخِيكَ سَبْعِينَ عُذْراً( فِي اَخْطَائِهِ الْقَوْلِيَّةِ وَالْفِعْلِيَّةِ: نعم اخي: وَحَتَّى السَّارِقُ: فَعَلَيْكَ اَنْ تَلْتَمِسَ لَهُ سَبْعِينَ عُذْراً وَشَرْطاً قَبْلَ اَنْ تُطَالِبَ بِقَطْعِ يَدِهِ: فَاِنْ لَمْ تَنْجَحْ فِي الْتِمَاسِكَ لَهُ عُذْراً مِنَ الْاَعْذَارِ وَلَاشَرْطاً مِنَ الشُّرُوطِ: فَلَايَحِقُّ لَكَ اَنْ تُطَالِبَ بِقَطْعِ يَدِهِ اِلَّا بَعْدَ اَنْ تُثْبِتَ لِلْمَحْكَمَةِ الشَّرْعِيَّةِ اَنَّهُ سَرَقَ عَامِداً مُتَعَمِّداً وَعَنْ سَبْقِ الْإِصْرَارِ وَالتَّرَصُّدِ وَلَيْسَ جَدِيراً بِعُذْرٍ مِنَ الْاَعْذَارِ السَّبْعِينَ الَّتِي الْتَمَسْتَهَا لَهُ وَلَا بِشَرْطٍ مِنَ الشُّرُوطِ الَّتِي تَحُولُ دُونَ اَنْ تُقْطَعَ يَدُهُ: نعم أيها الاخوة: وَبَعْدَ كُلِّ هَذَا الَّذِي قُلْنَاهُ: نَسْمَعُ نَاعِقاً مِنْ هُنَا وَهُنَاكَ يَقُولُ عَنِ الْمُسْلِمِينَ فِي أَيَّامِنَا اَنَّهُمْ لَمْ تَعُدْ تُؤَثِّرُ فِيهِمْ تَعَالِيمُ الْإِسْلَامِ: وَلَمْ يَعُدْ فِي هَذَا الْإِسْلَامِ شَعْرَةٌ تَهُزُّ الْمُسْلِمِينَ: مِمَّا يَدُلُّ عَلَى اَنَّ الْإِسْلَامَ لَيْسَ صَالِحاً لِكُلِّ زَمَانٍ وَمَكَان: وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ: وَلْنَفْرِضْ اَنَّ كَلَامَكُمْ صَحِيحٌ يَنْطَبِقُ عَلَى الْوَاقِعِ الَّذِي نَعِيشُ فِيهِ: فَهَلْ نَكْفُرُ بِالْإِسْلَامِ وَبِرَسُول ِالْإِسْلَامِ وَنَشْتُمُ خَالِقَ الْإِسْلَامِ وَالْعَيَاذُ بِالله: هَلْ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّهُ لَمْ تَعُدْ لِرِسَالَةِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ قِيمَةٌ لِاَنَّهَا غَيْرُ مُؤَثِّرَةٍ بِزَعْمِكُمْ وَالْعَيَاذُ بِالله: بَلْ اِنَّ رَسُولَ اللهِ لُوطٌ لَمْ يَكُنْ مُؤَثِّراً فِي قَوْمِهِ فِي أَيَّامِهِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{ فَاَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ( فَهَلْ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّهُ لَمْ تَعُدْ لِرِسَالَةِ لُوطٍ قِيمَةٌ فِي أَيَّامِنَا لِنَتْرُكَ الْحَبْلَ عَلَى غَارِبِهِ لِلْمِثْلِيِّينَ لِيَفْعَلُوا مَاشَاؤُوا مِنَ الْفَاحِشَةِ بِكُلِّ اَشْكَالِهَا وَقَذَارَاتِهَا دُونَ اَنْ نَنْهَاهُمْ عَنْهَا بِنَفْسِ الْأُسْلُوبِ الَّذِي كَانَ يَنْهَاهُمْ بِهِ لُوطٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِمَّا قَدْ يُؤَدِّي اِلَى شِبْهِ انْقِرَاضٍ لِلنَّسْلِ الْبَشَرِيِّ: هَلْ يَقُولُ بِهَذَا الْكَلَامِ عَاقِلٌ: وَمَاذَا يَنْفَعُنَا اِيمَانُنَا بِمُحَمَّدٍ رَسُول ِاللهِ لَوْ كَفَرْنَا بِاَخِيهِ لُوطٍ وَبِرَسَالَتِهِ: نعم أيها الاخوة: لَقَدْ وَصَلْنَا اِلَى مَوَاصِيلَ مُخْزِيَةٍ حَقِيرَةٍ: وَنَحْنُ الْآَنَ نَجْهَشُ بِالْبُكَاءِ خَوْفاً مِنْ اَنْ يَنْزِلَ غَضَبٌ مِنَ اللهِ عَلَيْنَا حِينَمَا نَرْوِي لَكُمْ هَذِهِ الْحَادِثَةَ: وَلَكِنَّنَا أَخِيراً قَرَّرْنَا اَنْ نَرْوِيَهَا لَكُمْ سَائِلِينَ الْمَوْلَى عَزَّ وَجَلَّ رَحْمَةً بِنَا فِي اَنَّ نَاقِلَ الْكُفْرِ لَيْسَ بِكَافِرٍ: نعم أيها الاخوة: كُنَّا نَمْشِي اِلَى الْمَسْجِدِ بَعْدَ نِهَايَةِ الْاَذَانِ الْأَوَّلِ لِصَلَاةِ الْجُمُعَةِ: وَباِلصُّدْفَةِ وَجَدْنَا شَبَاباً فِي مُقْتَبَلِ الْعُمُرِ مُتَسَكِّعِينَ يَجْلِسُونَ فِي الطُّرُقَاتِ يُصِمُّونَ آَذَانَهُمْ عَنِ الْاَذَانِ وَعَنِ الصَّلَاةِ وَيَنْظُرُونَ فِي مُوبَايْلَاتِهِمْ: فَجَاءَ رَجُلٌ اِلَيْهِمْ وَوَقَفَ اَمَامَهُمْ وَبَدَاَ يَعِظُهُمْ بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ [مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ مُتَتَالِيَاتٍ طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ( فَمَاذَا قَالُوا لَهُ: نعم أيها الاخوة: نَعْتَذِرُ اِلَى اللهِ ثُمَّ اِلَيْكُمْ سَلَفاً عَنِ الْاَلْفَاظِ الْقَذِرَةِ الْكُفْرِيَّةِ الَّتِي سَتَقْرَؤُونَهَا: قَالُوا لَهُ: اِلَيْكَ عَنَّا أَيُّهَا الرَّجُلُ فَجَمِيعُ الَّذِينَ يُصَلُّونَ فِي الْمَسْجِدِ الْآَنَ نَرَاهُمْ عَلَى مُوبَايْلَاتِنَا (يُطَوْبِزُونَ وَيَنْتَاكُونَ) نعم أيها الاخوة: فَمَا كَانَ مِنَ الرَّجُلِ اِلَّا اَنْ قَالَ لَهُمْ: وَهَلْ جَلَّ جَلَالُهُ الَّذِي اَنْتُمْ مُمْتَنِعُونَ عَنِ الصَّلَاةِ وَالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ لَهُ(هَلْ حَاشَاهُ هُوَ أَيْضاً مِثْلَ هَؤُلَاءِ يُطَوْبِزُ وَيَنْتَاكُ) لَاتَسْتَغْرِبُوا أَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنْ يُسَلِّطَ اللهُ عَلَيْنَا مَنْ هُوَ اَحْقَرُ مِنَ الدَّوَاعِشِ الْخَوَنَةِ لِيُنَكِّلُوا بِنَا تَنْكِيلاً: فَلَعْنَةُ هَؤُلَاءِ حَلَّتْ عَلَى الظَّالِمِينَ مِنْكُمْ وَمِنَّا وَعَلَى الْأَبْرِيَاءِ أَيْضاً: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ جَوَاباً عَلَى سُؤَالٍ يَقُولُ: اَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ: قَالَ نَعَمْ اِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ: وَهَلْ هُنَاكَ خَبَثٌ اَخْبَثُ مِنْ هَذَا الْكَلَامِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ لَكُمْ أَيُّهَا الْاِخْوَةُ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُتَسَكِّعِينَ الزُّعْرَانِ الَّذِينَ يَفْتِنُونَ النَّاسَ عَنْ دِينِهِمْ حِينَمَا يَجْعَلُونَ الْمُؤْمِنِينَ يُسِيئُونَ اِلَى الذَّاتِ الْإِلَهِيَّةِ مِنْ حَيْثُ لَايَشْعُرُون: وَنُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ اَنَّهُمْ مُسْلِمُونَ وَاَوْلَادُ مُسْلِمِينَ أَبَّاً عَنْ جَدٍّ: وَنَعْتَذِرُ عَنْ هَذِهِ الْاِطَالَةِ: وَنَاْتِي الْآَنَ اِلَى الْجَوَابِ عَلَى هَذِهِ الشُّبْهَةِ: نعم أيها الاخوة: اَللهُ تَعَالَى يَقُولُ{وَلَاتُجَادِلُوا اَهْلَ الْكِتَابِ اِلَّا بِالَّتِي هِيَ اَحْسَنُ اِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ( وَلَيْسَ هُنَاكَ اَظْلَمُ مِنْ اِنْسَانٍ عَاشَ فَتْرَةً مَعَ دِينِ الْإِسْلَامِ وَشَعَرَ بِعَدَالَتِهِ وَاِحْسَانِهِ ثُمَّ انْقَلَبَ عَلَيْهِ مِنْ أَمْثَالِ هَذَا الْاِنْسَانِ الَّذِي يَاْبَى اللهُ اِلَّا اَنْ يُذِلَّهُ فِي أَوْسَاطِ النَّصَارَى الَّذِينَ يَحْتَقِرُونَهُ سِرّاً فِي قَرَارَةِ اَنْفُسِهِمْ وَلَايَعْتَرِفُونَ بِنَصْرَانِيَّتِهِ بَعْدَ اَنْ تَنَصَّرَ بِدَلِيلِ اَنَّهُمْ مَازَالُوا اِلَى الْآَنَ يُسَمُّونَهُ(مُسْلِم سَابِقْ) وَبِالنَّتِيجَةِ فَاِنَّهُ لَيْسَ لَهُ حَظٌّ فِي دِينٍ مِنَ الْأَدْيَانِ اِلَّا اَنْ يَكُونَ سَيْفاً مُسَلَّطاً عَلَى الْإِسْلَامِ بِنَقْدٍ جَارِحٍ غَيْرِ بَنَّاءٍ: وَنَحْنُ لَسْنَا ضِدَّ النَّقْدِ الْبَنَّاءِ وَلَوْ لِدِينِ الْإِسْلَامِ مُسْتَدِلِّينَ عَلَى ذَلِكَ بِالْحَدِيثِ الصَّحِيحِ الْمَعْرُوفِ[اَلدِّينُ النَّصِيحَةُ( وَالنَّصِيحَةُ تَشْمَلُ النَّقْدَ الْبَنَّاءَ غَيْرَ الْجَارِحِ لِلهِ وَرَسُولِهِ وَاَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ(نعم أيها الاخوة: وَاَمَّا النَّقْدُ الْجَارِحُ الْمُسْتَهْزِىءُ وَالسِّبَابُ وَالشَّتَائِمُ: فَاِنَّهُ سِلَاحُ الْمُفْلِسِ فِكْرِيّاً: وَهَذَا لَيْسَ اَهْلاً لِلنَّقْدِ الْبَنَّاءِ لِدِينِ الْإِسْلَامِ: نعم اخي: اَوَّلُ شُبْهَةٍ اَثَارَهَا مَوْجُودَةٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَاِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَاَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ اَنْ تَضِلَّ اِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ اِحْدَاهُمَا الْاُخْرَى(نعم اخي: يَقُولُ الْعُلَمَاءُ عَنْ هَذِهِ الشَّهَادَةِ اَنَّهَا شَهَادَةُ اخْتِصَاصٍ لَا انْتِقَاص: بِمَعْنَى اَنَّ الْاِسْلَامَ لَايَنْتَقِصُ مِنْ قَدْرِ الْمَرْاَةِ بِهَذِهِ الشَّهَادَةِ: وَاِنَّمَا يَحْجُبُ اخْتِصَاصَهَا عَنْ هَذِهِ الشَّهَادَةِ حَجْبَ نُقْصَانٍ لَاحَجْبَ حِرْمَانٍ لِمَاذَا: لِيَلْفِتَ نَظَرَهَا دَائِماً اِلَى اَنَّ اخْتِصَاصَهَا الْاَسَاسِيَّ الَّذِي لَايَجُوزُ اَنْ تَتَجَاهَلَهُ اَبَداً وَلَا اَنْ تَضِلَّ عَنْهُ هُوَ طَبِيعَتُهَا الْاُنْثَوِيَّةُ الَّتِي خَلَقَهَا اللهُ عَلَيْهَا فِي تَرْبِيَةِ اَوْلَادِهَا وَالْعَمَلِ عَلَى رَاحَتِهِمْ وَرَاحَةِ زَوْجِهَا قَدْرَ الْاِمْكَانِ وَاِلَى اَنَّ حَاجَةَ اَطْفَالِهَا الصِّغَارِ اِلَيْهَا اَكْبَرُ مِنْ حَاجَةِ الْمَدِينِ وَالدَّائِنِ اِلَى شَهَادَتِهَا وَشَهَادَةِ الْاُخْرَى الَّتِي تُذَكِّرُهَا لِمَاذَا؟ بِسَبَبِ الْقُصُورِ الْعَقْلِيِّ الَّذِي يُعَانِي مِنْهُ اَطْفَالُهَا؟ لِاَنَّهُمْ لَمْ يَكْتَمِلْ نُمُوُّ عُقُولِهِمْ بَعْدُ؟ فَهُمْ فِي حَاجَةٍ دَائِمَةٍ مُسْتَمِرَّةٍ اِلَى اَنْ تُذَكِّرَهُمْ بِقَوْلِهَا: يَاابْنَتِي: يَابُنَيَّ: اِيَّاكَ اَنْ تَقْتَرِبَ مِنَ الْكَهْرَبَاءِ فَتُصْعَقَ: اِيَّاكَ اَنْ تَقْتَرِبَ مِنْ حَوْضِ الْمَاءِ فِي حَدِيقَةِ بَيْتِنَا فَتَغْرَقَ: اِيَّاكَ اَنْ تَخْرُجَ اِلَى الشَّارِعِ لِتَلْعَبَ مَعَ اَوْلَادِ الْجِيرَانِ فَتَاْتِي سَيَارَةٌ فَتُدْهَسَ: اِلَى آَخِرِ مَاهُنَالِكَ مِنَ الْاَخْطَارِ الْمُحْدِقَةِ بِالْاَطْفَالِ: فَهَؤُلَاءِ الْاَطْفَالُ يَاْخُذُونَ مَسَاحَةً كَبِيرَةً مِنْ عَقْلِهَا وَتَفْكِيرِهَا حِينَمَا تَشْهَدُ عَلَى التَّدَايُنِ: بَلْ يَبْقَى فِكْرُهَا مَشْغُولاً عَلَى اَوْلَادِهَا دَاخِلَ الْبَيْتِ وَلَوْ غَادَرَتْهُ لِمُدَّةٍ قَصِيرَةٍ اِلَى خَارِجِ الْبَيْتِ وَعَادَتْ اِلَيْهِ مُسْرِعَةً: فَكَيْفَ تَسْتَطِيعُ اَنْ تَتَذَكَّرَ شَهَادَتَهَا عَلَى التَّدَايُنِ مَنْ يَطِيرُ صَوَابُهَا بِاسْتِمْرَارٍ وَيَبْقَى بَالُهَا بِاسْتِمْرَارٍ اَيْضاً مَشْغُولاً عَلَى اَطْفَالِهَا: نعم ايها الاخوة: شَاهِدٌ وَاحِدٌ فَقَطْ يَكْفِي مِنْ اَجْلِ رُؤْيَةِ هِلَالِ رَمَضَانَ وَالدُّخُولِ فِي عِبَادَةِ الصَّوْمِ: وَنَحْنُ نَقُولُ لَكُمْ اَيْضاً اَنَّ شَاهِداً وَاحِداً فَقَطْ يَكْفِي مِنْ اَجْلِ الشَّهَادَةِ عَلَى التَّدَايُنِ: وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَكْتَفِ الْقُرْآَنُ بِهَذَا الشَّاهِدِ الرَّجُلِ: بَلْ جَلَبَ مَعَهُ اَيْضاً شَاهِدَتَيْنِ امْرَاَتَيْنِ تُذَكِّرُ اِحْدَاهُمَا الْاُخْرَى لِمَاذَا؟ لِاَنَّ هَذَا الشَّاهِدَ الرَّجُلَ رُبَّمَا يَتَعَرَّضُ لِلْمَوْتِ قَضَاءً وَقَدَراً: بَلْ رُبَّمَا يَتَعَرَّضُ لِلْقَتْلِ: بَلْ رُبَّمَا تَدْهَسُهُ سَيَّارَةٌ: فَلَايَبْقَى اِلَّا امْرَاتَانِ تُذَكِّرُ اِحْدَاهُمَا الْاُخْرَى: وَاَنْتُمْ تَعْلَمُونَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنَّ النَّاسَ فِي الْمَاضِي وَالْحَاضِرِ وَالْمُسْتَقْبَلِ: لَايَرْضَوْنَ بِشَاهِدٍ وَاحِدٍ فِي تَعَامُلَاتِهِمْ: بَلْ لَابُدَّ مِنْ شَاهِدَيْنِ: وَحَتَّى عَقْدُ الزَّوَاجِ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ لَايَعْتَرِفُ بِهِ النَّاسُ جَمِيعاً وَ لَا بِمَشْرُوعِيَّتِهِ اِلَّا بِوُجُودِ شَاهِدَيْنِ عَدْلَيْنِ مُتَطَابِقَيْنِ فِي اَقْوَالِهِمَا: وَاِلَّا فَاِنَّ الْاِسْلَامَ يَرْفُضُ شَهَادَتَهُمَا اِنْ لَمْ يَكُونَا مُتَطَابِقَيْنِ فِي اَقْوَالِهِمَا: وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ الْاِسْلَامَ رَضِيَ عِنْدَ التَّدَايُنِ بِشَهَادَةِ امْرَاَتَيْنِ تُذَكِّرُ اِحْدَاهُمَا الْاُخْرَى وَلَوْ لَمْ تَكُونَا مُتَطَابِقَتَيْنِ فِي اَقْوَالِهِمَا: وَلِذَلِكَ لَابُدَّ اَنْ نَفْهَمَ مِنْ هَذَا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: اَنَّ الْاِسْلَامَ جَاءَ عِنْدَ التَّدَايُنِ بِشَاهِدَيْنِ رَجُلَيْنِ احْتِيَاطاً فِي قَوْلِهِ{وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ(فَاِنْ خِفْتُمْ مِنْ مَوْتِ كَاتِبِ الْعَدْلِ: اَوْ مِنْ مَوْتِ الدَّائِنِ: اَوْ مِنْ مَوْتِ الْمَدِينِ: اَوْ مِنْ مَوْتِ اَحَدِ الشَّاهِدَيْنِ: فَالرَّجُلُ الْآَخَرُ الَّذِي مَازَالَ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ يَشْهَدُ وَتَكْفِي شَهَادَتُهُ مُجْتَمِعَةً مَعَ شَهَادَةِ كَاتِبٍ بِالْعَدْلِ وَمَعَ شَهَادَةِ الدَّائِنِ وَشَهَادَةِ الْمَدِينِ اِنْ بَقُوا اَحْيَاءَ مُوَثَّقَةً بِالْقَسَمِ عَلَى كِتَابِ اللهِ لِلْجَمِيعِ: وَاِنْ خِفْتُمْ مِنْ مَوْتِ كِلَيْهِمَا اَوْ مِنْ مَوْتِ الْاَكْثَرِيَّةِ مِنْهُمْ وَاَرَدْتُّمُ الِاحْتِيَاطَ لِاَمْوَالِكُمْ اَكْثَرَ مِنْ اَجْلِ حِمَايَةِ حُقُوقِكُمْ{فَرَجُلٌ وَامْرَاَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ(هَلْ فَهِمْتُمُ الْفِكْرَةَ اَيُّهَا الْاِخْوَة: فَاَيْنَ نَجِدُ هُنَا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنَّ الْاِسْلَامَ يَنْتَقِصُ مِنْ قَدْرِ الْمَرْاَةِ كَمَا يَزْعُمُ هَذَا الْاَفَّاكُ الْاَثِيمُ عَلَى قَنَاةِ الْكَرْمَةِ: فَاِنْ خِفْتُمْ مِنْ مَوْتِ الرَّجُلِ الشَّاهِدِ: فَمَازَالَ اَمَامَكُمُ امْرَاتَانِ تُذَكِّرُ اِحْدَاهُمَا الْاُخْرَى مُجْتَمِعَتَيْنِ بِشَهَادَتِهِمَا مَعَ شَهَادَةِ كَاتِبِ الْعَدْلِ وَشَهَادَةِ الدَّائِنِ وَشَهَادَةِ الْمَدِينِ: شَهَادَةً غَيْرَ قَابِلَةٍ لِلطَّعْنِ بِشَرْط: اَنْ تَكُونَ مُوَثَّقَةً بِالْقَسَمِ عَلَى كِتَابِ اللهِ لِلْجَمِيعِ: وَاِنْ خِفْتُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ مِنْ مَوْتِ اِحْدَاهُمَا: فَاَسْرِعُوا اِلَيْهَا فَرُبَّمَا تَجِدُونَهَا عَلَى فِرَاشِ الْمَوْتِ تَحْتَضِرُ وَقَدْ غَلَبَتْهَا سَكَرَاتُ الْمَوْتِ وَهِيَ لَاتَدْرِي مَاتَقُولُ ثُمَّ مَاتَتْ: فَتَاْتِي الْاُخْرَى اِلَى قَبْرِهَا وَتَقُولُ لَهَا: يَااَمَةَ اللهِ تَذَكَّرِي الْعَهْدَ الَّذِي فَارَقْتِنَا عَلَيْهِ: وَهُوَ شَهَادَةُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ: وَاَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ: وَاعْلَمِي اَنَّكِ مُقِيمَةٌ فِي هَذَا الْبَرْزَخِ اِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ: وَاعْلَمِي اَنَّكِ سَتُسْاَلِينَ فِي هَذَا الْقَبْرِ مَنْ رَبُّكِ: وَمَاهُوَ دِينُكِ: وَمَاذَا تَقُولِينَ فِي الرَّجُلِ الَّذِي بُعِثَ فِي آَخِرِ الزَّمَانِ: وَاعْلَمِي اَنَّ اللهَ سَيَغْفِرُ لَكِ الذُّنُوبَ جَمِيعاً اِلَّا الدَّيْنَ: وَلَنْ يَغْفِرَ لَكِ شَهَادَتَكَ عَلَى الدَّيْنِ اِلَّا بِوُجُودِ امْرَاَةٍ اُخْرَى مِثْلِي تُذَكِّرُكِ: نعم ايها الاخوة: فَاِذَا كَانَ الْمَيِّتُ الَّذِي لَايَسْمَعُ اِلَّا مَايُسْمِعُهُ اللهُ بِحَاجَةٍ اِلَى مَنْ يُذَكِّرُهُ رَجُلاً كَانَ اَوِ امْرَاَةً: فَكَيْفَ لَاتَكُونُ الْمَرْاَةُ الَّتِي مَازَالَتْ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ بِحَاجَةٍ اِلَى امْرَاَةٍ مِثْلِهَا حَيَّةٍ تُذَكِّرُهَا : بَلْ اِنَّ الْحَيَّ مِنَّا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ بِحَاجَةٍ اِلَى الْمَيِّتِ لِيُذَكِّرَهُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يُوصِيكُمُ اللهُ فِي اَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْاُنْثَيَيْنِ(فَاِنَّ الْخِطَابَ فِي هَذِهِ الْآَيَةِ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ وَاِنْ كَانَ ظَاهِرُهُ يُوحِي اَنَّهُ مُوَجَّهٌ اِلَى الْاَحْيَاءِ الْمَسْؤُولِينَ عَنْ تَقْسِيمِ التَّرِكَةِ مُتَجَاهِلاً للْمَيِّتَ الذي لَايَسْتَطِيعُ اَنْ يَقُومَ مِنْ قَبْرِهِ مِنْ اَجْلِ هَذَا الْغَرَضِ: اِلَّا اَنَّ هَذِهِ الْآَيَةَ تُوحِي اَيْضاً بِمَا لَايَدَعُ مَجَالاً لِلشَّكِّ اَنَّ خِطَابَهَا مُوَجَّهٌ اَيْضاً اِلَى هَذَا الْمَيِّتِ بِاَنْ يَفْعَلَ الْمُسْتَحِيلَ اَوْ يَفْعَلَ شِبْهَ الْمُسْتَحِيلِ وَلَوْ بِاَنْ يَقُومَ مِنْ قَبْرِهِ مِنْ اَجْلِ تَقْسِيمِ التَّرِكَةِ اِنْ لَمْ يَسْتَجِبِ الْوَرَثَةُ لِوَصِيَّةِ اللهِ فِي الْمِيرَاث: لَكِنْ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى اَنَّهُ لَمْ يَجْعَلْ سَبِيلاً مِنَ الْاِثْمِ وَالْخَطَايَا وَالذُّنُوبِ وَالكَبَائِرِ وَالْمُوبِقَاتِ عَلَى هَذَا الْمَيِّتِ اِنْ كَانَ قَدْ اَوْصَى بِتَقْسِيمِ التَّرِكَةِ حَسَبَ الشَّرِيعَةِ الْاِسْلَامِيَّةِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَاِنَّمَا اِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ(وَاِلَّا فَعَلَيْهِ اَنْ يَتَحَمَّلَ الْعَوَاقِبَ الْوَخِيمَةَ هُوَ وَوَرَثَتُهُ اِنْ لَمْ يَقْسِمْ هَذَا الْمِيرَاثَ عَلَى مُرَادِ الْقُرْآَن ِفِي سُورَةِ النِّسَاء: وَهَذِهِ الْعَوَاقِبُ الْوَخِيمَةُ اَيُّهَا الْاِخْوَة: مَوْجُودَةٌ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ اَيْضاً فِي خِتَامِ آَيَاتِ الْمَوَارِيثِ وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ(فِي تَقْسِيمِ التَّرِكَةِ وَالْمِيرَاثِ{يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِين( لَكِنْ مَا بَالُ هَذَا الْاَفَّاكِ الْاَثِيمِ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ يَزْعُمُ اَنَّ الْاِسْلَامَ ظَلَمَ الْمَرْاَةَ وَحَطَّ مِنْ قِيمَتِهَا وَانْتَقَصَ مِنْ قَدْرِهَا: فَلَوْ كَانَ الْاِسْلَامُ يُرِيدُ اَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ قَدْرِ الْمَرْاَةِ: لِمَاذَا جَعَلَ الْوَلَايَةَ لِهَذِهِ الْمَرْاَةِ عَلَى امْرَاَةٍ مِثْلِهَا: بَلْ جَعَلَهَا اَيْضاً وَلِيَّةً عَلَى الرَّجُلِ لِتُذَكِّرَهُ بِتَقْوَى اللهِ آَمِرَةً اِيَّاهُ بِالْمَعْرُوفِ وَنَاهِيَةً لَهُ عَنِ الْمُنْكَرِ: بَلْ جَعَلَ الْوَلَايَةَ لِاُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَلَى اِمَامِ زَمَانِهَا عَلِيٍّ سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهَا: بَلْ جَعَلَ الْوَلَايَةَ لِاَدْنَى امْرَاَةٍ مُسْلِمَةٍ مَهْمَا قَلَّ شَاْنُهَا عَلَى عَلِيٍّ سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِمَا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ التَّوْبَةِ{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ اَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ{اَلنَّبِيُّ اَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ اَنْفُسِهِمْ وَاَزْوَاجُهُ اُمَّهَاتُهُمْ(وَاللهُ تَعَالَى جَعَلَ الْجَنَّةَ تَحْتَ اَقْدَامِ الْاُمَّهَاتِ وَلَمْ يَجْعَلْهَا تَحْتَ قَدَمِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَهْمَا كَانَ مِنَ الْمُبَشَّرِينَ بِهَا: نعم ايها الاخوة: لَكِنْ مَاذَا لَوْ مَاتَ جَمِيعُ الشُّهُودِ: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّهُ لَايَبْقَى لِلشَّهَادَةِ عَلَى التَّدَايُنِ اِلَّا شَهَادَةُ كَاتِبٍ بِالْعَدْلِ وَشَهَادَةُ الدَّائِنِ وَشَهَادَةُ الْمَدِينِ وَلَوْ شَهِدَا عَلَى نَفْسَيْهِمَا مِنْ اَجْلِ مَصْلَحَتِهِمَا فَاِنَّ ذَلِكَ لَايَجُوزُ شَرْعاً اِلَّا عِنْدَ الضَّرُورَةِ بِتَوْثِيقِ شَهَادَتِهِمَا بِالْقَسَمِ عَلَى كِتَابِ اللهِ بِدَلِيلِ اَنَّهُ يَجُوزُ لِلْمُلَاعِنَةِ لِتُهْمَةِ زَوْجِهَا لَهَا بِالْخِيَانَةِ الزَّوْجِيَّةِ اَنْ تَشْهَدَ لِمَصْلَحَتِهَا مِنْ اَجْلِ اَنْ تَنْجُوَ مِنْ عَذَابِ الرَّجْمِ وَلَوْ كَانَتْ خَائِنَةً بَلْ وَلَوْ لَمْ تُوَثِّقْ شَهَادَتَهَا بِالْقَسَمِ عَلَى كِتَابِ اللهِ: لَكِنْ عَلَيْهَا اَنْ تَتَحَمَّلَ الْعَوَاقِبَ الْوَخِيمَةَ عَلَى نَفْسِهَا فِي الْآَخِرَةِ: نعم ايها الاخوة: فَلَوْ كَانَ الْاِسْلَامُ يُرِيدُ اَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ قَدْرِ الْمَرْاَةِ اَوْ يَظْلِمَهَا كَمَا يَزْعُمُ هَذَا النَّاقُوسُ الْبُوقُ الصَّلِيبِيُّ: لِمَاذَا اِذاً فِي بَعْضِ الْمَجَالَاتِ اَوِ الْمُعَامَلَاتِ تُقْبَلُ شَهَادَةُ الْمَرْاَةِ فِيهَا مُنْفَرِدَةً غَيْرَ مَحْجُوبَةٍ نُقْصَاناً وَلَاحِرْمَاناً: ونقول لك اخي: اِنَّ الْاِسْلَامَ بِحَاجَةٍ اِلَى شَهَادَةِ الْمَرْاَةِ مُنْفَرِدَةً وَلَايُرِيدُ شَهَادَةَ الرَّجُلِ؟ مِنْ اَجْلِ الْعَوْرَاتِ الَّتِي لَايُرِيدُ الْاِسْلَامُ لِلرِّجَالِ الْاَجَانِبِ اَنْ يَطَّلِعُوا عَلَيْهَا: وَلِذَلِكَ لَايَقْبَلُ شَهَادَةَ الرَّجُلِ: بَلْ لَابُدَّ مِنْ شَهَادَةِ الْمَرْاَةِ هُنَا مُنْفَرِدَةً عَلَى الْمَرْاَةِ مِثْلِهَا اِلَّا فِي قَضِيَّةِ الزِّنَى كَمَا سَيَاْتِي: نعم اخي: اَيْضاً شَرَعَ الْاِسْلَامُ شَهَادَةَ الْقَابِلَةِ الْقَانُونِيَّةِ مُنْفَرِدَةً عَلَى مِيلَادِ الْمَوْلُودِ الَّذِي اَنْجَبَتْهُ بِوِلَادَةٍ طَبِيعِيَّةٍ: بَلْ رُبَّمَا لَاتَنْفَعُ شَهَادَةُ الرَّجُلِ فِي هَذَا الْمَجَالِ: فَرُبَّمَا اَنْجَبَتْ اُمُّهُمْ عِدَّةَ تَوَائِمَ وَمَازَالَتْ فِي حَالَةٍ مُزْرِيَةٍ مِنَ النِّفَاسِ الْخَطِيرِ وَلَاتَعِي مَايَجْرِي حَوْلَهَا: فَلَابُدَّ مِنْ شَهَادَتِهَا مُنْفَرِدَةً عَلَى عَدَدِهِمْ: وَرُبَّمَا لَاتَنْفَعُ شَهَادَةُ اَبِيهِمْ وَلَااُمِّهِمْ عَلَى عَدَدِهِمْ: فَرُبَّمَا قَامَ اَبُوهُمْ بِتَسْلِيمِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ خِلْسَةً اِلَى زَوْجَتِهِ الْأُخْرَى الَّتِي لَاتُنْجِبُ: وَرُبَّمَا سَاءَتْ حَالَةُ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَنَقَلُوهُ اِلَى الْمَشْفَى ثُمَّ تَحَسَّنَتْ حَالَتُهُ وَلَكِنَّهُمْ قَامُوا بِالْعَبَثِ فِي الْحَاضِنَاتِ سَهْواً وَوَضَعُوا طِفْلاً آَخَرَ مَكَانَهُ عَنْ طَرِيقِ الْخَطَاِ وَسَلَّمُوهُ اِلَى اُمٍّ لَيْسَتْ اُمَّهُ وَاَخَذُوا مِنْهَا طِفْلَهَا وَسَلَّمُوهُ اِلَى اُمٍّ اُخْرَى لَيْسَتْ اُمّاً لَهُ أَيْضاً: فَلَابُدَّ مِنْ شَهَادَتِهَا مُنْفَرِدَةً فِي هَذِهِ الْحَالَةِ وَلَاتَنْفَعُ شَهَادَةُ الرَّجُلِ: فَرُبَّمَا كَانَتْ فِي مُخَيِّلَةِ هَذِهِ الْقَابِلَةِ الَّتِي اَنْجَبَتْهُ مِنْ اُمِّهِ شَامَةً اَوْ عَلَامَةً تَسْتَطِيعُ بِهَا تَمْيِيزَهُ عَنْ غَيْرِهِ مِنَ الْأَطْفَالِ: نعم اخي: وَمَازِلْنَا نُدَنْدِنُ حَوْلَ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَنْ تَضِلَّ اِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ اِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى( نعم اخي: لَكِنْ لِمَاذَا جَعَلَ اللهُ شَهَادَةَ امْرَاَتَيْنِ فِي الْآَيَةِ تَعْدِلُ شَهَادَةَ رَجُلٍ: لِمَاذَا اَخَّرَهُنَّ دَرَجَة: لِمَاذَا جَعَلَ لِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةً فِي النَّفَقَةِ وَفِي الْمِيرَاثِ وَهُنَا اَيْضاً فِي الشَّهَادَة: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: لِاَنَّ الرَّجُلَ اَقْدَرُ عَلَى أَدَاءِ هَذِهِ الشَّهَادَةِ مِنَ الْمَرْاَةِ لِمَاذَا؟ نَرْجُو مِنْكُمْ اَوّلاً اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: اَنْ تُتَابِعُوا الْفِيلْمَ الْعَرَبِيَّ الَّذِي تُحَاكِي فِيهِ نَجْلَاء فَتْحِي دَوْرَ الزَّوْجَةِ الَّتِي اَرَادَتْ اَنْ تُثْبِتَ لِزَوْجِهَا اَنَّهَا لَاتَقِلُّ عَنْهُ شَاْناً فِي الْعَمَلِ دَاخِلَ الْمَنْزِلَ وَخَارِجَهُ اَيْضاً: بَلْ اَرَادَتْ اَنْ تُثْبِتَ لِزَوْجِهَا مَحْمُود يَاسِين اَنَّهَا تَسْتَطِيعُ اَنْ تَتَفَوَّقَ عَلَيْهِ بِحَمْلِ ثَلَاثِ بَطِّيخَاتٍ فَوْقَ رَاْسِهَا: وَلَكِنَّهَا اَخِيراً فِي بَيْتِ نَبِيلَة عْبِيد الَّذِي كَانَ يَاْوِي اِلَيْهِ زَوْجُهَا وَهُوَ عَلَى فِرَاش ِالْمَوْتِ: نَدِمَتْ نَدَماً شَدِيداً وَلَكِنْ بَعْدَ فَوَاتِ الْاَوَانِ: وَاَثْبَتَتْ اَمَامَهُ فَشَلَهَا فَشَلاً ذَرِيعاً: وَلَكِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ حَمِدَ اللهَ وَاَثْنَى عَلَيْهِ وَسَامَحَهَا مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ؟ لِاَنَّهَا وَعَلَى الرَّغْمِ مِنِ اسْتِهْتَارِهَا فِي وَاجِبَاتِهَا تِجَاهَ زَوْجِهَا: فَاِنَّهَا مَازَالَتْ تُحِبُّهُ وَلَوْ شَفَقَةً عَلَيْهِ:فَنَرْجُو اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنْ تُتَابِعُوا هَذَا الْفِيلْمَ: فَاِنَّهُ يُجِيبُ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ تَسَاؤُلَاتِكُمْ: وَاَنْ تَغُضُّوا اَبْصَارَكُمْ قَدْرَ الْاِمْكَانِ عَمَّا حَرَّمَ اللهُ مِنَ النَّظَرِ الَّذِي لَايَحِلُّ لَكُمْ: نعم اخي: اَللهُ تَعَالَى خَلَقَ الرَّجُلَ: وَجَعَلَ فِي قَلْبِهِ الْعَقْلَ وَالْعَاطِفَةَ يَتَصَارَعَانِ: وَغَالِباً مَا يَنْتَصِرُ الْعَقْلُ عِنْدَ الرَّجُلِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ أَوْلَادَهُ الصِّغَارَ مَازَالُوا يُعَانُونَ مِنْ قُصُورٍ عَقْلِيٍّ وَلَمْ يَكْتَمِلْ نُمُوُّ عَقْلِهِمْ بَعْدُ وَلِذَلِكَ هُمْ بِحَاجَةٍ اِلَى رَجَاحَةِ عَقْلِ اَبِيهِمْ اَكْثَرَ مِنْ حَاجَتِهِمْ اِلَى رَجَاحَةِ عَقْلِ اُمِّهِمْ: نعم اخي: اَللهُ تَعَالَى خَلَقَ الْمَرْاَةَ: وَجَعَلَ فِي قَلْبِهَا الْعَقْلَ وَالْعَاطِفَةَ يَتَصَارَعَانِ: وَغَالِباً مَا تَنْتَصِرُ الْعَاطِفَةُ عِنْدَ الْمَرْاَةِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْأَوْلَادَ الرُّضَّعَ حَدِيثِي الْوِلَادَةِ بِحَاجَةٍ اِلَى عَاطِفَتِهَا اَكْثَرَ مِنْ حَاجَتِهِمْ اِلَى عَاطِفَةِ اَبِيهِمْ مِنْ اَجْلِ حَنَانِهَا وَحَنَانِ صَدْرِهَا لِيَلْتَقِمُوا حَلِيباً مِنْ ثَدْيَيْهَا لَايَسْتَطِيعُونَ الْعَيْشَ بِدُونِهِ غَالِباً: فَهَلْ يَدُرُّ الْحَلِيبُ مِنْ صَدْرِ الرَّجُلِ مَهْمَا كَانَ حَنُوناً عَلَى اَوْلَادِهِ: وَكَيْفَ سَيَدُرُّ هَذَا الْحَلِيبُ مِنْ صَدْرِهَا مِنْ دُونِ عَاطِفَةٍ وَحَنَانٍ يَجْعَلُهَا تَضُمُّهُمْ اِلَيْهِ وَتَسْهَرُ عَلَى رَاحَتِهِمْ: نعم اخي: فَالْعَاطِفَةُ غَالِباً مَا تَغْلِبُ الْعَقْلَ عِنْدَ الْمَرْاَةِ: وَالْعَقْلُ غَالِباً مَايَغْلِبُ الْعَاطِفَةَ عِنْدَ الرَّجُلِ: نعم اخي: وَالْعَقْلُ يُعْطِي إِشَارَاتٍ لِلْمُخِّ وَمَرْكَزُهُ الْقَلْبُ فِي الصَّدْرِ وَلَيْسَ مَرْكَزُهُ فِي الرَّاْسِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَمْ لَهُمْ قُلُوبٌ لَايَعْقِلُونَ بِهَا(نعم اخي: وَالْمَرْاَةُ فِي الْأَصْلِ خَلَقَهَا اللهُ مِنْ اَجْلِ تَدْبِيرِ أُمُورِ الْبَيْتِ وَالْمَنْزِلِ وَالْأَطْفَالِ وَالزَّوْجِ: وَالْاُمٌّ مَدْرَسَةٌ اِذَا اَعْدَدْتَّهَا اَعْدَدْتَّ شَعْباً طَيِّبَ الْأَعْرَاقِ: نعم اخي: وَالْعَمَلُ فِي الْمَنْزِلِ يُغَطِّي عَلَى مَسَاحَةٍ كَبِيرَةٍ مِنْ عَقْلِ الْمَرْاَةِ وَيَاْخُذُ بِتَلَابِيبِهِ وَيُغَيِّبُهُ: نعم اخي: فَهَذَا التَّعَبُ الْجَسَدِيُّ وَالتَّعَبُ الْفِكْرِيُّ أَيْضاً يَحْجُبُ عَنْهَا مَسَاحَةً كَبِيرَةً مِنَ التَّفْكِيرِ الْمُرَكَّزِ فِيمَا تَوَرَّطَتْ بِهِ مِنْ مُعَامَلَاتٍ خَارِجَ الْمَنْزِلِ وَمِنْهَا الشَّهَادَةُ عَلَى الدَّيْنِ الَّتِي تَنْسَاهَا: فَتَاْتِي الْمَرْاَةُ الْأُخْرَى الَّتِي اَمَرَ اللهُ بِشَهَادَتِهَا أَيْضاً مُجْتَمِعَةً مَعَ شَهَادَةِ الْأُولَى فَتُذَكِّرَهَا مَانَسِيَتْهُ: وَنَحْنُ نَرِيدُ اَنْ نَقُولَ لِهَذَا النَّاقُوسِ الصَّلِيبِيِّ اَنْ تُعْمِلَ عَقْلَكَ قَلِيلاً: فَاَيْنَ الْمُشْكِلَةُ فِي تَشْرِيعِ الْقُرْآَن ِلِامْرَاَةٍ اَنْ تُذَكِّرَ الْاُخْرَى: وَاَيْنَ الْغَرَابَةُ وَالدَّهْشَةُ وَاَنْتُمْ تَقُولُونَ عَنِ الْمَرْاَةِ فِي اَنَاجِيلِكُمْ اَنَّهَا شَيْطَان: فَكَيْفَ لَايَتَسَلَّطُ الشَّيْطَانُ عَلَى عَقْلِ الْمَرْاَةِ وَيَجْعَلُهَا تَنْسَى: فَاِذَا نَسِيَتْ وَلَمْ تُذَكِّرْهَا امْرَاَةٌ اُخْرَى: فَرُبَّمَا يُؤَدِّي ذَلِكَ اِلَى الظُّلْمِ فِي التَّدَايُنِ: فَاِمَّا اَنْ يُظْلَمَ الْمُقْرِضُ بِبَخْسِ حَقِّهِ: وَاِمَّا اَنْ يُظْلَمَ الْمُقْرَضُ بِزِيَادَةٍ عَلَى الْحَقِّ الَّذِي عَلَيْهِ لِصَالِحِ الْمُقْرِضِ: وَاِمَّا اَنْ يُظْلَمَ كَاتِبُ الْعَدْلِ بِالْقَدْحِ فِي كِتَابَتِهِ: وَاِمَّا اَنْ يُظْلَمَ الرَّجُلُ الشَّاهِدُ الَّذِي مَعَهُمَا بِالْقَدْحِ فِي شَهَادَتِهِ اِنْ لَمْ تَتَطَابَقْ اَقْوُالُهُ مَعَ اَقْوَالِهِمَا: فَلَوْ كَانَ الْاِسْلَامُ يُرِيدُ اَنْ يَظْلِمَ الْمَرْاَةَ وَيَنْتَقِصَ مِنْ قَدْرِهَا: لَجَعَلَ لِلشَّيْطَانِ سَبِيلاً عَلَى عَقْلِهَا فَقَطْ دُونَ عَقْلِ الرَّجُلِ: وَلَكِنَّنَا لَوْ بَحَثْنَا فِي الْقُرْآَن ِكُلِّهِ مِنْ اَوَّلِهِ اِلَى آَخِرِهِ: مَاوَجَدْنَا اَنَّهُ جَعَلَ لِلشَّيْطَانِ سَبِيلاً عَلَى عَقْلِهَا وَحْدَهَا فَقَطْ: وَنَتَحَدَّاكَ اَنْ تَجِدَ آَيَةً فِي الْقُرْآَنِ الْكَرِيمِ تَقُولُ عَنِ الْمَرْاَةِ اَنَّهَا شَيْطَانٌ كَمَا تَقُولُ اَنَاجِيلُكُمْ عَنْهَا: بَلْ نَتَحَدَّاكَ اَنْ تَجِدَ آَيَةً تَجْعَلُ الشَّيْطَانَ مُتَسَلِّطاً عَلَيْهَا وَعَلَى عَقْلِهَا وَحْدَهَا مِنْ مِثْلِ قَوْلِهِ تَعَالَى (فَوَسْوَسَ لَهَا)نعم ايها الاخوة: لَنْ تَجِدُوا(فَوَسْوَسَ لَهَا)فِي الْقُرْآَن ِاَبَداً: وَلَكِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ{فَوَسْوَسَ لَهُمَا{فَوَسْوَسَ لَهُ(لِمَاذَا فَوَسْوَسَ لَهُ وَحْدَهُ: فَلَوْ كَانَ الْقُرْآَنُ ايها الاخوة يُرِيدُ اَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ عَقْلِ الْمَرْاَةِ مَاقَالَ اَبَداً{فَوَسْوَسَ لَهُ(اَيْ لِلرَّجُلِ وَحْدَهُ: وَلَكِنَّهُ قَالَهَا لِيُشِيرَ اِلَى اَنَّ الشَّيْطَانَ لَايَسْتَطِيعُ اَنْ يَتَسَلَّطَ عَلَى عَقْلِ الْمَرْاَةِ بِوُجُودِ امْرَاَةٍ مِثْلِهَا تُذَكِّرُهَا اَنْ تَشْهَدَ بِالْحَقِّ خَوْفاً مِنْ وَضْعِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ اَوْ لَهُ مِنْ اَطْرَافِ التَّدَايُنِ فِي السِّجْنِ: وَلَكِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ ذَلِكَ يَسْتَطِيعُ اَنْ يَتَسَلَّطَ عَلَى عَقْلِ الرَّجُلِ بِاَقْوَى مِمَّا يَتَسَلَّطُ بِهِ عَلَى عَقْلِ الْمَرْاَةِ اِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ اَحَدٌ يُذَكِّرُهُ مِمَّا تَسَبَّبَ فِي ظُلْمِ رَجُلٍ لَيْسَ رَجُلاً عَادِيّاً مِنْ عَامَّةِ النَّاسِ وَلَكِنَّهُ نَبِيٌّ مِنَ الْاَنْبِيَاءِ وَمُعَانَاتِهِ فَتْرَةً طَوِيلَةً فِي السِّجْنِ وَقَهْرِهِ وَحِرْمَانِهِ مِنْ اَنْفَاسِ الْحُرِّيَّةِ وَهَوَائِهَا الطَّلِيقِ وَبَقَائِهِ مُخْتَنِقاً دَاخِلَ السِّجْنِ اِلَّا مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ بِضْعَ سِنِينَ حِينَمَا{قَالَ لِلَّذِي ظَنَّ اَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَاَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِين(فَاِذَا كَانَ رَفِيقُ السِّجْنِ الرَّجُلُ الَّذِي اَخَذَ الْبِشَارَةَ مِنْ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِاَنَّهُ سَيُصْبِحُ حُرّاً طَلِيقاً وَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً: وَمَعَ ذَلِكَ فَهُوَ بِحَاجَةٍ اِلَى مَنْ يُذَكِّرُهُ مِنَ الرِّجَالِ بِمُعَانَاةِ يُوسُفَ: فَكَيْفَ لَاتَكُونُ الْمَرْاَةُ بِحَاجَةٍ اِلَى امْرَاَةٍ مِثْلِهَا تُذَكِّرُهَا بِلَوْعَةِ اَطْرَافِ التَّدَايُنِ عَلَى حُقُوقِهِمْ دُونَ زِيَادَةٍ وَلَانُقْصَان: بَلْ اِنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ كَادَ اَنْ يَمُوتَ مِنَ التَّعَبِ وَالْجُوعِ بِسَبَبِ نِسْيَانِ فَتَاهُ غَدَاءَهُ حِينَمَا قَالَ لَهُ{اَرَاَيْتَ اِذْ اَوَيْنَا اِلَى الصَّخْرَةِ فَاِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَااَنْسَانِيهُ اِلَّا الشَّيْطَانُ اَنْ اَذْكُرَهُ( بَلْ اِنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ بِذَاتِهِ كَانَ بِحَاجَةٍ اِلَى مَنْ يُذَكِّرُهُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ كَانَ يَسْتَبِقُ فِيهَا الْاُمُورَ مَعَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ الَّذِي اَخَذَ عَلَيْهِ عَهْداً اَلَّا يَسْتَبِقَ الْاَمْرَ اِلَى الْحَدِيثِ عَنْهُ{حَتَّى اُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً(لِيُعَلِّمَهُ اَنْ يَلْتَمِسَ لَهُ اَعْذَاراً: وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَلْتَمِسْ لَهُ مُوسَى عُذْراً وَاحِداً فِي كُلِّ مَرَّةٍ يَنْطَلِقَانِ فِيهَا وَلِذَلِكَ فَارَقَهُ بِمَعْرُوفٍ وَاِحْسَانٍ: وَيَالَيْتَنَا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ نَلْتَمِسُ لِبَعْضِنَا فِي هَذِهِ الْاَيَّامِ وَلَوْ عُذْراً وَاحِداً مِنَ السَّبْعِينَ عُذْراً الَّتِي اَرْشَدَنَا اِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ عليه الصلاة والسلام: وَيَالَيْتَنَا اَيْضاً اَيُّهَا الْاِخْوَةُ لَانَحْقِدُ عَلَى مَنْ لَمْ يَلْتَمِسْ لَنَا شَيْئاً مِنْ هَذِهِ الْاَعْذَارِ فَرُبَّمَا يَكُونُ مُتَسَرِّعاً يَسْتَبِقُ الْاُمُورَ كَمَا كَانَ هَذَا الطَّبْعُ غَالِباً عَلَى مُوسَى: فَاِنْ لَمْ نَلْتَمِسْ لَهُ عُذْراً فِي هَذَا التَّسَرُّعِ وَاسْتِبَاقِ الْاُمُورِ فَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّنَا لَانَلْتَمِسُ الْعُذْرَ الَّذِي الْتَمَسَهُ الْخَضِرُ لِمُوسَى فِي قَوْلِهِ{وَكَيْفَ تَصْبِرُعَلَى مَالَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً( وَلِذَلِكَ كَانَ مِيشِيل عون حَكِيماً فِي الْتِمَاسِ الْعُذْرِ لِلْحَرِيرِي فِي تَسَرُّعِهِ وَاسْتِبَاقِهِ لِلْاُمُورِ وَعَدَمِ اِحَاطَتِهِ خُبْراً فِي رِئَاسَةِ الْحُكُومَةِ: فَلَايُمْكِنُ بِنَاءُ دَوْلَةٍ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا اَرْجَعَتْهَا اِسْرَائِيلُ عِشْرِينَ سَنَةً اِلَى الْوَرَاءِ: وَاِنَّمَا يَحْتَاجُ بِنَاؤُهَا اِلَى الصَّبْرِ وَالتَّاَنِّي وَالتَّفَهُّمِ لِلطَّرَفِ الْآَخَرِ الَّذِي سَيُشَارِكُنَا فِي بِنَائِهَا وَاِعَادَةِ اِعْمَارِهَا مِنْ جَدِيدٍ: لَا اِلَى عَزْلِ هَذَا الطَّرَفِ بِحُجَّةِ تَبَعِيَّتِهِ لِاِيرَانَ: فَاِيرَانُ مَثَلاً تُعَادِي الْيَهُودَ وَلَاتُرِيدُ التَّبَعِيَّةَ لَهُمْ: بَلْ لَاتُرِيدُ مِنْ اَحَدٍ مِنَ الدُّوَلِ الْعَرَبِيَّةِ اَنْ يَتَوَرَّطَ فِي التَّبَعِيَّةِ لَهُمْ: لَكِنْ هَلْ هَذَا يُعْطِيهَا الْحَقَّ بِعَزْلِ يَهُودِ اَصْفَهَانَ عَنِ الْجِنْسِيَّةِ الْاِيرَانِيَّة: نُرِيدُ جَوَاباً مَنْطِقِيّاً عَلَى هَذَا الَّذِي قُلْنَاهُ مِنْ آَلِ سُعُودَ: وَنَحْنُ مَعَ فَائِقِ الِاحْتِرَامِ لَكُمْ نَتَقَبَّلُ اَيَّ نَقْدِ بَنَّاءٍ: فَاِذَا كَانَ لِيَهُودِ اَصْفَهَانَ الْحَقُّ فِي التَّمَتُّعِ بِالْجِنْسِيَّةِ الْاِيرَانِيَّةِ: فَاِنَّ لِاِيرَانَ الْحَقَّ اَيْضاً فِي التَّمَتُّعِ بِالْجِنْسِيَّةِ الْعَرَبِيَّةِ وَالْاِسْرَائِيلِيَّةِ دُونَ عَزْلِهَا فِي الْمُجْتَمَعَيْنِ مَعاً: نعم ايها الاخوة: لَكِنْ قَدْ يَقُولُ قَائِلٌ: مَابَالُ الْمَرْاَةِ الْأُخْرَى الَّتِي اَمَرَ اللهُ بِشَهَادَتِهَا: فَهِيَ أَيْضاً رُبَّمَا لَدَيْهَا الْتِزَامَاتٌ وَمَسْؤُولِيَّاتٌ كَبِيرَةٌ دَاخِلَ الْبَيْتِ وَرُبَّمَا خَارِجَهُ أَيْضاً بِمَا يُغَطِّي عَلَى مَسَاحَةٍ كَبِيرَةٍ مِنْ عَقْلِهَا: وَهِيَ أَيْضاً تَضِلُّ وَتَنْسَى: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّنَا اَخِي لَانَدْرِي مَاهُوَ هَذَا السِّرُّ الْعَجِيبُ وَالْغَرِيبُ فِي قَوْلِهِ عليه الصلاة والسلام [لَاتَجْتَمِعُ اُمَّتِي عَلَى ضَلَالَة( حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ هَذِهِ الضَّلَالَةُ عَلَى مُسْتَوَى امْرَاَةٍ تَضِلُّ وَبِحَاجَةٍ اِلَى امْرَاَةٍ أُخْرَى لِتُذَكِّرَهَا: فَلَاتَجْتَمِعُ هُنَا أَيْضاً امْرَاَتَانِ مِنْ اُمَّةِ مُحَمَّدٍ عَلَى ضَلَالَة: نعم اخي: وَالنِّسْيَانُ الَّذِي خَلَقَهُ اللهُ فِي النَّفْسِ الْبَشَرِيَّةِ مِنْ اَجْلِ اَلَّا يَنْفَجِرَ الدِّمَاغُ: لَايَطْغَى عَلَى جَمِيعِ الرِّجَالِ: وَلَايَطْغَى أَيْضاً عَلَى جَمِيعِ النِّسَاءِ: بَلْ رُبَّمَا يَنْسَى الرَّجُلُ وَلَاتَنْسَى الْمَرْاَةُ: وَرُبَّمَا تَنْسَى الْمَرْاَةُ وَلَاتَنْسَى الْأُخْرَى: فَمَثَلاً تَقُولُ اُمُّ كُلْثُومَ فِي اَحَدِ اَغَانِيهَا (نِسِيتِ النُّومْ وِاَحْلَامُو: نِسِيتْ لَيَالِيهْ وِاَيَّامُو: بِعِيدْ عَنَّكْ حَيَاتِي عَذابْ( فَهُنَا جَاءَ النِّسْيَانُ بِمَعْنَى التَّجَاهُلِ وَلَمْ يَاْتِ بِمَعْنَاهُ الْحَقِيقِيٍّ لِاَنَّهَا لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَبْقَى صَاحِيَةً وَلَا اَنْ تَتَحَكَّمَ بِنَوْمِهَا بَلْ سَيَاْتِيهَا النَّوْمُ رَغْماً عَنْهَا مَهْمَا حَاوَلَتْ اَنْ تَتَجَاهَلَهُ اَوْ تَنْسَاهُ بِمَعْنَى اَنَّهَا تَتَجَاهَلُ النَّوْمَ وَلَايَاْتِيهَا النَّوْمُ اِلَّا قَلِيلاً فَمِثْلُ هَذِهِ ايها الاخوة حِينَمَا تَشْهَدُ عَلَى التَّدَايُنِ تَبْقَى بِشَهَادَتِهَا صَاحِيَةً فَهَذِهِ رُبَّمَا تَكُونُ ذَاكِرَتُهَا قَوِيَّةً لَكِنَّ نَوْمَهَا الْقَلِيلَ وَرُبَّمَا سَهَرُهَا عَلَى طِفْلِهَا الرَّضِيعِ وَلوْعَتُهَا عَلَى بُعْدِ زَوْجِهَا عَنْهَا رُبَّمَا تُنْسِيهَا مِقْدَارَ الْمَبْلَغِ الَّذِي شَهِدَتْ عَلَيْهِ وَتَارِيخَ الدَّيْنِ وَتَارِيخَ الْوَفَاءِ وَاسْتِحْقَاقَ السَّدَادِ فَتَاْتِي الْمَرْاَةُ الْأُخْرَى لِتُذَكِّرَهَا مِنْ أَمْثَالِ مَيَّادَة الْحِنَّاوِي الَّتِي تَقُولُ فِي اَحَدِ اَغَانِيهَا(وِنْتَ مَكْتُوبْلَكْ يَابَخْتَكْ آَهْ يَابَخْتَكْ نِعْمِةِ النِّسْيَاااااانْ( فَهُنَا جَاءَ النِّسْيَانُ بِمَعْنَاهُ الْحَقِيقِيِّ لَا بِمَعْنَى التَّجَاهُلِ: بِمَعْنَى اَنَّ زَوْجَهَا يَنْسَى لَوْعَتَهُ عَلَيْهَا وَلَوْعَتَهَا عَلَيْهِ اِنْ كَانَ صَادِقاً اَوْ كَاذِباً: وَلَكِنَّهَا لَاتَنْسَى لَوْعَتَهَا عَلَيْهِ وَلَا لَوْعَتَهُ عَلَيْهَا وَلَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَتَجَاهَلَهَا: فَكَيْفَ سَتَنْسَى لَوْعَةَ الدَّائِنِ عَلَى دَيْنِهِ وَاَمْوَالِهِ وَحُقُوقِهِ وَتَفَاصِيلِ دَيْنِهِ:نعم اخي: أَحْيَاناً تَسْتَمِعُ اِلَى امْرَاَةٍ عَجُوزٍ طَاعِنَةٍ فِي السِّنِّ: فَتَرْوِي لَكَ بِاَدَقِّ التَّفَاصِيلِ مَاحَدَثَ مَعَهَا مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَة: وَاَحْيَاناً تَسْتَمِعُ اِلَى عَجُوزٍ أُخْرَى شَمْطَاءَ خَرْقَاءَ مُخَرِّفَةٍ مَعْتُوهَةٍ لَاتَدْرِي مَاذَا قَدَّمْتَ لَهَا مِنْ طَعَامٍ وَشَرَابٍ وَاَكَلَتْهُ مُنْذُ سَاعَة وَنَسْاَلُ اللهَ اَنْ يَكُونَ فِي عَوْنِهَا وَفِي عَوْنِ مَنْ يَخْدِمُهَا وَيُشْرِفُ عَلَيْهَا: مِمَّا يَدُلُّ عَلَى اَنَّ النِّسَاءَ لَسْنَ عَلَى دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ قُوَّةِ التَّذَكُّرِ وَالْاِدْرَاكِ: اَضِفْ اِلَى ذَلِكَ اَخِي: اَنَّ الْمَرْاَةَ يَطِيرُ لُبُّ عَقْلِهَا بِاللْكُوَافِّيرْ: وَالْمَنَاكِيرْ: وَالْبِيدِيكِيرْ: اِلَى مَا هُنَالِكَ مِنْ اَكْلِ الْهَوَى وَالْحَرِيرْ: وَالتَّزَيُّنِ لِزَوْجِهَا مِنْ اَجْلِ تَحْرِيكِ بُرْغِي سَاعَتِهِ بِعِطْرٍ سَاحِرٍ اَخَّاذٍ تَفُوحُ مِنْهُ رَائِحَةُ الْعَبِير: لِيَقُومَ مُنْتَصِباً رَاغِباً بِنِكَاحِهَا مِنْ حَيْثُ اَمَرَهُ اللهُ الْعَلِيُّ الْقَدِير: فَاَنَّى لَهَا اَنْ تُحَرِّكَ سَاكِناً مِنْ عَقْلِهَا مِنْ اَجْلِ اَنْ تَتَذَكَّرَ مَاقَامَتْ بِهِ مِنْ شَهَادَةٍ عَلَى التَّدَايُنِ مِنْ اَمْوَالٍ اَوْ بَقَرٍ اَوْ بَعِير: بَلْ كُلُّ هَمِّهَا مَحْصُورٌ فِي تَحْرِيكِ شَهْوَةِ زَوْجِهَا لِيَقُومَ بِعَمَلِ اللَّازِمِ مِنَ النِّكَاحِ وَالتَّصْفِيقِ وَالصَّفِير: مِنْ اَجْلِ اِرْضَائِهَا فِي لَيْلَةٍ هِيَ اَطْيَبُ عِنْدَهَا مِنْ اَمْوَالِ الدُّنْيَا وَلَوْ كَانَتْ مُعَطَّرَةً بِرَائِحَةِ الْمِسْكِ وَالْعَنْبَرِ وَالْكِيرْ: لِتَذُوقَ عُسَيْلَتَهُ وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَهَا مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً خَلَقَهُ اَحْسَنُ الْخَالِقِينَ الَّذِي اَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ بِاِتْقَانٍ وَتَدْبِير(وَاَلْفَ صَحَّةٍ عَلَى قَلْبِهِ وَقَلْبِهَا اِنْ كَانَ ذَلِكَ بِالْحَلَالِ الْفَاضِلِ الْبَشِيرِ: بُعْداً عَنِ الْحَرَامِ الْفَاحِشِ النَّذِيرِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَاتَقْرَبُوا الزِّنَى اِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلَا) وَلِذَلِكَ شَرَعَ سُبْحَانَهُ ايها الاخوة لِاُخْرَى اَنْ تُذَكِّرَهَا:نعم اخي: وَالْعَوَامُّ عِنْدَنَا فِي طَرْطُوسَ يَقُولُونَ عَلَى مُسْتَوَى الرَّجُلِ(اِذَا قَامَ اَيْرُهُ خَفَّ عَقْلُهُ(فَكَيْفَ عَلَى مُسْتَوَى الْمَرْاَةِ اِذَا تَوَقَّدَتْ شَهْوَتُهَا: هَلْ تَتَوَقَّعُ مِنْهَا اَخِي اَنْ يَبْقَى عَقْلُهَا صَاحِياً اَوْ مُرَكَّزاً عَلَى مَاقَامَتْ بِهِ مِنْ شَهَادَة: نعم اخي: لَكِنْ مَامَعْنَى اَنْ تَضِلَّ اِحْدَاهُمَا: وَالْجَوَابُ اَنَّهَا بِمَعْنَى تَنْسَى: فَتَاْتِي الْأُخْرَى لِتُذَكِّرَهَا: أَيْ لِتُذَكِّرَهَا مَانَسِيَتْ: وَهَذِهِ الَّتِي تَنْسَى ايها الاخوة لَاتَسْتَحِقُّ اِثْماً: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عليه الصلاة والسلام[رُفِعَ عَنْ اُمَّتِي الْخَطَاُ وَالنِّسْيَانُ وَمَااسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ( نعم اخي: لَكِنْ اِنْ أَرَادَ سُبْحَانَهُ (تَضِلَّ) بِمَعْنَى اَنَّهَا تَكْتُمُ الشَّهَادَةَ اَوْ تُزَوِّرُهَا بِالزُّورِ وَالْمُنْكَرِ مِنَ الْقَوْلِ: فَهَذِهِ اسْتَحَقَّتْ اِثْماً: فَتَاْتِي الْأُخْرَى لِتُذَكِّرَهَا: أَيْ لِتُذَكِّرَهَا بِتَقْوَى اللهِ: نعم أيها الاخوة: فَلَوْ كَانَ الْإِسْلَامُ هُنَا يُرِيدُ اَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ قَدْرِ الْمَرْاَةِ: لَاَلْغَى شَهَادَةَ الرَّجُلِ الَّذِي يَشْهَدُ مَعَهُمَا وَقَدَحَ فِيهَا وَطَعَنَ أَيْضاً؟ بِسَبَبِ ضَلَالِ اِحْدَاهُمَا فِي شَهَادَتِهَا وَعَدَمِ تَطَابُقِ اَقْوَالِهَا مَعَ أَقْوَالِهِ: وَلَكِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ احْتَرَمَ عَقْلَ الْأُخْرَى: وَرَفَعَ مِنْ قَدْرِهَا: بَلْ رَفَعَ مِنْ قَدْرِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ الَّذِي يَشْهَدُ مَعَهُمَا وَلَمْ يُلْغِهَا: وَاِنْ كَادَتِ الْمَرْاَةُ الْاُولَى اَنْ تُضَيِّعَ حُقُوقَ النَّاسِ بِشَهَادَتِهَا الْخَاطِئَةِ سَوَاءٌ كَانَتْ مُتَعَمِّدَةً لِلْكَذِبِ وَالزُّورِ اَوْ غَيْرَ مُتَعَمِّدَةٍ وَنَاسِيَة:
رحيق مختوم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى رحيق مختوم
البحث عن المشاركات التي كتبها رحيق مختوم
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
مواقع النشر (المفضلة)
Facebook
Twitter
Linkedin
Google
الكلمات الدلالية (Tags)
الاخرى
,
احداهما
,
فتذكر
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1
( الأعضاء 0 والزوار 1)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق
انواع عرض الموضوع
الانتقال إلى العرض العادي
الانتقال إلى العرض المتطور
العرض الشجري
تعليمات المشاركة
لا تستطيع
إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع
الرد على المواضيع
لا تستطيع
إرفاق ملفات
لا تستطيع
تعديل مشاركاتك
الابتسامات
متاحة
كود [IMG]
متاحة
كود HTML
معطلة
رجاءً إختر واحد:
لوحة تحكم العضو
الرسائل الخاصة
الاشتراكات
المتواجدون الآن
البحث في المنتدى
الصفحة الرئيسية للمنتدى
----------------------------------
مسلم أون لاين العـــام
قسم الترحيب والإجتماعيات
قسم إستطلاعــات الــراي
قسم الحوار والنقاش العــام
قسم الأشخاص ذوي الإعاقة
قسم الصور والخلفيات النادرة
مسلم أون لاين الأخباري
قسم الأخبار السياسية
قسم الأخبار الأقتصادية
قسم الأخبار الإجتماعية
قسم الأخبار الرياضية
مسلم أون لاين الإســلامي
يا باغي الخير أقبل (القسم الرمضاني)
قسم الحــج والعمــرة
قسم الإســلامي العام
قسم العلوم الإسلامية
القرأن الكريم وعلومه
الحديث الشريف وعلومه
التوحيد والعقيدة الإسلامية
الفقه الإسلامــي وأصوله
السيرة والتاريخ الإسلامي
أعلام أهل السنة والجماعة
الفتاوى الشرعية
قسم الصوتيــات والمرئيــات
تسجيلات القرأن الكريم
الصوتيات الإسلامـية
المرئيات الإسلامـية
الإبتهالات والأناشيد الإسلامـية
قسم الكتب والإسطوانات
قسم العلوم المتخصصة
الإعجاز في القرآن والسنة
الرقية الشرعية
العلاج بالأعشاب والطب البديل
قسم حوار الأديان
الحوار مع الشيعة
الرد على إفتراءات النصارى
الرد على الفرق الضالة
شبهات حول القرأن والسنة
مسلم أون لاين للأسرة والمجتمع
قسم الاسرة والحياة الزوجية
قسم واحة حــواء
صحة وعناية حــواء
الملابس والإكسيسورات
الديكور والأثاث والأعمال اليدوية
فنون المطبخ والمأكولات
قسم واحـــة ادم
قسم الأمومة والطفولة
مسلم أون لاين الثقافــي
قسم السياحة حول العالم
قسم التاريخ والحضارات
قسم مــــا وراء الطبيعة
قسم بنـــك المعلومــات
مسلم أون لاين للتدريب والتعليم
قسم التنمية البشرية وتطوير الذات
قسم الإرشاد والصحة النفسية
قسم التسويق والتجارة الإلكترونية
قسم الكورسـات المحلية والدولـية
قسم الوظائف الخالــــية
قسم الأكاديمية التعليمية
المرحلة الإبتدائية
المرحلة الإعدادية
المرحلة الثانوية
مسلم أون لاين للتكنولوجيـــا
قسم البرامج وملحقاتها
قسم برامج المكفوفين
قسم الجــوال وملحقاته
قسم الجرافيك وملحقاته
قسم تطوير المواقع والمنتديات
قسم الإستايلات والمجــــالات
مسلم أون لاين للغـــات
قسم اللغة العــربــية
English Forum
مسلم أون لاين الإداري
قسم الاقتراحات والشكاوى
قسم تحت النظر
قسم المواضيع المحذوفة والمكرره والمخالفة
الساعة الآن
05:06 AM
.
Powered by vBulletin® Version v3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
ما يطرح بالمنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها أو قائلها
الاتصال بنا
-
شبكة مسلم أون لاين
-
الأرشيف
-
تصميم -
آليكسا