[محمد فرج الأصفر]

ثانياً: دليل المقاطعة من القرآن الكريم:

1ـ قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَتعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ والعدوان) المائدة: 2
أليس منع أموال المسلمين التي يحاربنا بها هذا الشقي من باب التعاون علىالبر والتقوى وتركها له من باب التعاون على الإثم والعدوان لانه يزداد بها غنى ويزيد في حربنا ويسخر من ديننا بأموالنا !!!.
2ـ وقال تعالى: (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ) التوبة:54
3ـ وقال تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءعَلَى الْكُفَّار رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ) الفتح: 29
قلــــت:
إن المؤمن القوي صاحب العقيدة الصحيحة لا يخاف ولا يداهن الكافرين ولاتأخذه في الله لومة لائم بل يكون شديد على الكافرين إذا أظهروا عداوتهم ومحاربتهم للمسلمين رحيم على إخوانه المسلمين. هذه هي صفة أصحاب النبي الأمين صلى الله عليه وسلم وصفة من تبعهم إلى يوم الدين . أما الخذلان لدين رب العالمين هي صفة المنافقين الخائبين الجاهلين بهذا الدين وصفات عباده الموحدين .
4ـ قال تعالى: (وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد ) التوبة: 5
قلت:
وهذه الآية الكريمه أصل في محاربة الكافرين(المحاربين) الذي يصدون عن سبيل الله ولم يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ولم يدفعوا الجزية لأنهم أهل حرب. وحصارهم واجب على الإمام كي يعودوا إلى السلم والإلتزام بالعهد مع المسلمين. وأقول لمن يتغنون وينقلون الكلام كحطاب ليل لا يعلمون مايسمعون وينقلون مالا يفهمون. أليس المقاطعة نوع من أنواع الحصار
الأقتصادي؟، وهذا ما يملكه المسلمون الأن بسبب ضعفهم وخذلانهم وتفرقهم وعدم إجتماعهم على إمام واحد وكلمة واحدة. بعد أن قعد القاعدون وتخلف المتخلفون عن رفع علم الجهاد بأنواعه ونصرة هذا الدين واتباعه.وهذا من باب قوله تعالى: { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } التغابن: 16.
5ـ وقال تعالى:( ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلاكتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين ) التوبة: 120
6ـ وقال تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون}سورة المائدة: 35
7ـ وقال تعالى: (انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوابِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌلَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) التوبة: 41
قلـــت:
إن في المقاطعة نيل من كل من يظهر العدواة والبغضاء للمسلمين ولكل منتسول له نفسه أن يستهزئ من شعائر المسلمين . بل إن المقاطعة فعل يردعلى متمردين بأموال المسلمين على هذا الدين وموطئ يغيظ الكافرين ويكتب الأجر بإذن الله لمن فعله من المسلمين، بل هو فرع من فروع الجهاد في سبيل الله ودفاعاً عن سنة سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم.
ثالثاً: دليل المقاطعة من السنة النبوية
1ـ عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (جاهدواالمشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم )رواه النسائي والبيهقي والدرامي وابن حبان وأحمد في مسنده وأبو يعلى والحديث صحيح بطرقه
قلت:
قوله جاهدوا المشركين: هذا أمر من الله على لسانه رسوله صلى الله عليه وسلم بالجهاد،وبدأ بالمال لأن الجهاد بالأموال من أعظم الجهاد، ولهذا قدمه على الجهاد بالنفس في الحديث وفي بعض الآيات والمال له تأثير على الكافرين ووقع في نفوسهم وقلوبهم والجهاد بالمال إما أن يكون بالإنفاق وبذله في سبيل الله وإما أن يكون بمنعه عن الكافرين والمقاطعة تدخل تحتهذا المنع.
2ـ أول سرية عسكرية في الإسلام للحصار الأقتصادي:
كانت الاستراتيجية العسكرية التي بدأها المسلمون هي ضرب المصالح الاقتصادية للطرف المعادي وهم قريش ، وكان أول تشريع للقتال يخص قريشاًوحدها كونهم بدأوا بالعدوان وأخرجوا المسلمين من ديارهم ، وكان ذلك عنطريق الإغارة على القوافل التجارية لقريش كنوع من استرداد جزء من الحق وكنوع من حق الرد الذي احتفظ به المسلمون فترة طويلة مداها ثماني سنوات منذ أن جهر الرسول بالدعوة وحتى شرع القتال.وكانت البداية بسرية عسكرية على قافلة لقريش قادها حمزة بن عبد المطلب عم الرسول الكريم وكانت تلك السرية تتألف من ثلاثين رجل تحمل لواءً أبيضاً والغاية عير لقريش كانت تحمل بضائع من الشام ، وكان ذلك في رمضان ، لم يحصل قتال فبعد أن اصطف الفريقان للقتال حجز بينهما رجل من كبار العرب اسمه مجدي بن عمرو فأطاعوه وانصرفوا .
3ـ اجلاء بني قينقاع من المدينة وكان بسبب الأعتداء على حرمة امرأة مسلمة:
ذكر ابن كثير وابن هشام أن امرأة من العرب جلست الى صائغ في سوق بنيقينقاع فجعلو يريدونها على كشف وجهها فأبت فعمد الصائغ الى طرف ثوبها فعقده الى ظهرها فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا عليها فصاحت، فوثب رجلمن المسلمين على الصائغ فقتله وكان يهوديا فشدت اليهود على المسلم فقتلوه( فحاصرهم المسلمون في حصونهم ) حتى نزلوا على حكم رسول الله صلى اللهعليه وسلم في رقابهم واموالهم ونسائهم وذراريهم.
قلت:
سبحان الله تم حصارهم وأخذ اموالهم بسبب عرض امرأة مسلمة واحده، وكم من أعراض هتكت للمسلمات في بلاد المسلمين على يد أهل الكفر عبدة الطاغوت والصليب !
ولم يتحرك لهم حاكم ولا محكوم من المسلمين . وكذلك كيف بمن دأب على الأستهزاء برموز الإسلام وحارب من أجل تعطيل المادة الثانية في الدستور ويصرف الأموال في كل حدب وصوب حتى تكون علمانية لا دينية
4ـ محاصرة النبي صلى الله عليه وسلم لبني ثقيف :
وقد ذكرها (البخاري ومسلم وتاريخ ثقيف وأنسابهم ). زحف رسول الله صلى الله عليه وسلم " على الطائفمن حنين، فسلك على نخلة اليمانية ثم على قرن ثم على المليح ثم على بحرةالرغاة من لية، فبنى بها مسجداً وصلى فيه.ثم أمر وهو بليه بحصن مالك بن عوف النضري فهدم. ثم نهض رسول الله "صلى الله عليه وسلم" من ليه حتىنزل قريباً من الطائف، فضرب عسكره فقتل به نفر من اصحاب بالنبل، وذلك لان المعسكر كان قريباً من حائط الطائف، فكانت النبل تنالهم، وعندما رأى الصحابة يصابون بالنبل أخر معسكره وعسكر عند مسجده الذي بالطائف، فحاصرهم بضعاً وعشرين ليلة، وقاتلهم قتالاً شديداً، وتراموا بالنبل، ورماهم رسول الله "صلى الله عليه وسلم" بالمنجنيق، وكان رمي ثقيف بالمنجنيق اول مااستعمله المسلمون في حروبهم.ودخل نفر من المسلمين يوماً من ايام الحصارتحت دبابة، ثم زحفوا بها الى جدار الطائف فنادي ثقيفاً ان أمنونا حتىنكلمكم، فامنوهم، وقد نزل في أثناء حصاره للطائف على عبيد من عبيد ثقيففأسلموا، فأعتقهم رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، وعندما أسلمت ثقيف تكلم نفر منهم في أولئك العبيد، فقال رسول الله "صلى الله عليه وسلم":"لا، أولئك عتقاء الله". انتهى
تابع في السلسلة رقم (3)

[عابرة سبيل]