[نعمة حكيم]

قبل الفتاوى التي أصدرها علماء مصريون، والتي تقول إن احتفال المغرب بعيد الأضحى بشكل متأخر عن غالبية الدول الأخرى، باطل وغير جائز شرعاً، كان المشروع الإسلامي لرصد الأهلة قد أكدّ على في موقعه الرسمي أن يوم الجمعة 26 شتنبر كان هو فاتح شهر ذي الحجة، وأن الأحد 05 أكتوبر هو أول أيام عيد الأضحى المبارك، وذلك بالنسبة لـ"الدول التي تشترط رؤية الهلال بما لا يتعارض مع معطيات العلم".

وقد أشار المشروع الإسلامي لرصد الأهلة أنه بالنسبة للدول التي لا تشترط رؤية الهلال وتكتفي بالحسابات الفلكية أو تكتفي بوجود القمر في السماء حتى وإن لم يُر الهلال، فقد شهدت بداية ذي الحجة يوم الخميس 25 شتنبر. أما بخصوص تلك الدول التي تبدأ شهر ذي الحجة بناءً على رؤيتها المحلية وليس على رؤية غيرها، ومنها المملكة المغربية، فإعلان بداية شهر ذي الحجة كان يوم الجمعة 26 شتنبر. وهو ما يثبت صحة احتفال المغرب بعيد الأضحى يوم الأحد خلافاً للفتاوى المصرية الأخيرة.

وأضاف هذا التنظيم الفلكي أن أول أيام عيد الأضحى كان يوم السبت 04 أكتوبر لمن يكتفي بالحسابات الفلكية التي لا تشترط الرؤية البصرية أو بالنسبة للدول التي لا تدقق كثيرا بشهادة الشهود إن غاب القمر بعد الشمس، بينما كان يوم العيد يوم الأحد بالنسبة للدول التي تتحقق من الشهود جيداً ولا تقبل الرؤية بالعين أو بالتلسكوب، وهذه الدول قليلة حسب تأكيدات بيان هذا المرصد.

وفصّل التنظيم الفلكي في هذه المسألة، حيث أشار إلى أن المغرب لم يشهد رؤية الهلال يوم 25 شتنبر، خلافاً للسعودية التي شهدت رؤية الهلال. فقد ذكر عضو التنظيم بالمغرب، الدكتور الحسن طالبي من مدينة بنسليمان، أن السماء كانت غائمة جزئياً والحالة الجوية كانت صافية، ولم تتم رؤية الهلال بالعين المجردة، دون استعانة بالمنظار أو المرقب أو كاميرا مخصصة لهذا الغرض.

أما في السعودية التي شهدت الهلال يوم 25 شتنبر، فقد ذكر عضو التنظيم الفلكي فيها أن السماء كانت صافية وكان هناك ضباب ولم تتم رؤية الهلال بالعين المجردة ولا بالمنظار، إلا أنه تمكّن من رؤية الهلال بالمرقب، بينما لم يتم تحرّي الهلال باستخدام " السي سي دي كاميرا".

وليس المغرب هو الوحيد الذي أعلن عضو المشروع الفلكي فيه بأنه لم يرَ الهلال يوم 25 شتنبر، فالشيء نفسه تكرّر في بلدان أخرى كبنغلاديش وليبيا، وهي دول تعتمد على رؤية الهلال بالعين المجرّدة وليس باستخدام آليات معينة.

وقد سبق لرئيس هذا التنظيم الفلكي، المهندس محمد شوكت عودة، أن نصح في برنامج "بلا حدود" على قناة الجزيرة بالاقتداء بالنموذج المغربي الذي وصفه بأفضل دولة عربية إسلامية ترصد الهلال، بحيث أنها تقوم بعملية الرصد انطلاقاً من مئتي موقع من طرف لجان رسمية. كما أضاف في لقاء آخر مع الجزيرة أن المشروع الفلكي سبق له أن قيّم نسبة الخطأ في مراقبة الهلال بالمغرب في الفترة ما بين 1984 و 2007، ولم يجد ولو خطأ واحداً.

ويُعتبر المشروع الإسلامي لرصد الأهلة من أهم التنظيمات الفلكية بالعالم الإسلامي. تأسس سنة 1998، ويجمع المئات من الراصدين والمهتمين من أزيد من 55 دولة، فضلاً عن نشره مجموعة من الأبحاث الفلكية. ومن جملة أهدافه رصد الأهلة شهريا وجمع البيانات المتعلقة بالرصد من طرف المشاركين في المشروع.

وكان عالمان مصريان، هما عيد يوسف، أمين عام الفتوى بالجامع الأزهر، ومحمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، قد قالا إن احتفال المغرب يوم الأحد بأول أيام عيد الأضحى غير جائز شرعاً، لأنه يخالف ما اعتاده المسلمون ويخرق الإجماع وليس له أي سند شرعي. بينما قال عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر، إن تخلف بعض الدول عن متابعة السعودية في الإعلان عن أوّل أيام شهر ذي الحجة يعود إلى بعض الأمور السياسية الخاصة بها.

[محمد فرج الأصفر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيراً

واسمحي لي أن أعلق على هذا الموضوع وخبر أخر قد أوردته أنا في نفس المسألة:

أولا:
الأصل في الرؤية للهلال ليس المرصد والمنظار ، بل هي من العوامل المساعدة عند عدم الرؤية بالعين المجردة ، ولكن الأصل هو الرؤية بالعين المجردة

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (إذا رأيتموه فصوموا ، وإذا رأيتموه فأفطروا ، فإن غُـمّ عليكم فاقدروا له) .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غبي عليكم ، فأكملوا عِدة شعبان ثلاثين ).

وفي رواية البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وفيه : (فإن غُـمّ عليكـم فصوموا ثلاثين يوما).

فلا عِبرة بمعرفة منازل القمر ، أو الحساب الفلكي .

إذ المعتبر شرعاً ما كان مُعتبراً في زمن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
والمعتبر كما في الأحاديث المتقدمة هو الرؤية أو إكمال العِـدّة .
والله عز وجل لا يكلف العباد إلا ما يُطيقون .
ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رسالة حول الحساب الفلكي ياليت أن يقرائها كل من يدلوا بدلوه في هذا الموضوع.

ثاينا:
هل موطن الخلاف كان في تعين عيد الأضحي والاحتفال به في المغرب بخلاف سائر الدول العربية . أما أن الخلاف هو كيف أهل المغرب يخالفون

المسلمون في (وقفة عرفة ) بحجة اختلاف المطالع وأن أهل المغرب على حق في الرؤية بخلاف باقي الدول

إن موطن الخلاف بأن المغاربة خالفوا المسلمون في( يوم عرفة )وهذا لم يكن من قبل ولم يذكر فيه خلاف في كتب الفقهاء ومعنى ذلك

بأنه أمر محدث ومخالف لجموع المسلمين . وهذه بدعة منكرة .

ثالثا:

إن الخلاف بين العلماء في مسألة اختلاف المطالع لا حرج فيها وقد وردت الفتاوى الخاصة بهذا الأمر وكتب الفقهاء بأن لا يجوز أن تخالف رؤية بلدك في الصوم والفطر

وتتبع رؤية بلد أخر ، بل يجب أن تصوم وتفطر على رؤية بلدك المقيم فيها

ولكن المسألة هنا تختلف وهو مخالفة المسلمون (الوقوف بعرفة ) فهذا أمر لم يتكلم عنه الفقهاء قديماً لانه كما قلت لم يحدث.

رابعاً :

يجب علينا أن ننتصر للحق وليس لموطني وبلدي وقول علماء خالفوا الإجماع مهما كانوا هم ومهما قالوا . فلا يجوز شق عصا المسلمون بمخالفتهم في هذا اليوم.

هذا والله أعلى وأعلم

[نعمة حكيم]

السلام عليكم شيخنا الفاضل وشكرا لك اضافتك في الموضوع
زادك الله علما وفهما وحكمة