[نعمة حكيم]

الاستقطابُ "الداعشيُّ" باتَ على أشُدِّه في مخيمَات تندُوف، في ظلِّ اليأسِ الذِي يلفُّ أفقَ الشباب "المحتجز"، مع محاولة حركاتٍ سلفيَّة متشددَة حشد أبناء المنطقة، كيْ ينضوُوا تحت لوَاء دولة "أبي بكر البغدادِي"، المعلن عنها في الموصل.

مصادرُ إعلاميَّة انفصاليَّة ذكرَتْ أنَّ تيارًا سلفيًّا تكفيريًّا؛ أضحَى ينشطُ بقوَّة في المساجد بمخيمات تندُوف، ويستغلُّ ترددَ فئة عريضة من الشباب لحشوِ دماغهم بأفكار متطرفَة، سيمَا أنهُم يمكثُون ما بينَ صلاتَي العصر والظهر بالمساجد، نظرًا إلى ارتفاع درجَة الحرارة خارجهَا.

التروِيج لأطرُوحَة "داعش" يجرِي حسب المصادر نفسها بدعوة، يصاحبهَا عرضُ مقاطع فيديُو لأفراد من تنظيم "الدولة الإسلاميَّة يقومُون بعمليَّات الذبح، التِي عرف بها "الدواعش" في العراق وسوريَا لإرهاب الخصُوم، خارجَ أيَّة رقابة من مسؤولي البوليساريُو.

التيَّار السلفِي التكفيرِي صارَ صوتهُ أعلَى في المخيمات، ويجذبُ إليه أتباعًا كثرًا، في الوقت الذِي يشتدُّ الخلافُ بداخله بين من يجنحُون إلى المهادنَة والاعتدال، وبينَ منْ يغالُون في تطرفهم، ويتحمسُون لـ"داعش"، سيما بعدمَا استطاع التنظِين أنْ يتقدم ميدانيًّا وتسيطر على أجزاء واسعة من العراق وسوريا، أمام محدوديَّة تأثير التحالف الدولِي الذِي تقوده الولايات المتحدَة ضدَّ معاقله.

وفيمَا كانت تقاريرٌ دوليَّة قدْ ربطت غير ما مرَّة بين تنظيم القاعدَة في بلاد المغرب الإسلامي والبوليساريُو، أوردت المصادر أنَّ قيادة الجبهَة تجدُ نفسها في ورطة كبيرة مع الاستقطاب "الداعشِي"، الذِي من شأنهِ أنْ يظهرَها معقلًا للتشدد وتصدير الإرهاب، غير القابل للاحتواء في ظل الظروف التِي تعيشها المخيمات.

جبهَة عبد العزيز بادرتْ، تبعًا لتفاقم الحالة التكفيريَّة، إلى إيفاد أحد مستشاريهَا نحو ولاية أدرار الجزائريَّة، بغرض التنسيق مع أئمتها وزواياها الصوفيَّة بغرض تكوِين أئمَّة المخيمات، ضمانًا لتأطير دينِي معتدل، في نطاقِ ما تسمِّيه بالإسلام التقليدِي.

ومن العوامل التِي تجعلُ تندُوف أرضًا خصبة لمشايعِي الفكر الداعشِي، حسب المصادر نفسها، كونُ الشباب في المخيمات متواضع التكوِين والمعرفة، بصورةٍ يسهلُ معهَا اختراقهُ واستمالتهُ إلى تنظِيم "الدولة الإسلاميَّة"، علمًا أنَّ تقريرًا استخباراتيًّا يابانيًّا، كانَ أدرج البوليساريُو، العام الماضِي، ضمن الحركات الإرهابيَّة، من أصل 42 حركة إرهابيَّة حول العالم.