[محمد فرج الأصفر]

بينما ينتشر تعدد الزوجات في العديد من دول العالم، تبعاً لأكثر من ديانة، فإنّ بعض المجتمعات القليلة لا تمانع في تعدد الأزواج للمرأة الواحدة، وتحض عليه لأسباب عديدة. ومنها طائفة لاما في نيبال بحسب موقع "كي بي آر" الإخباري. فهذه الطائفة تسمح للنساء بتزوج أكثر من رجل واحد، غالباً ما يكونون إخوة. ويقول كبار الطائفة، إنّ ذلك النظام التقليدي يعمل جيداً. فهو يوفر المال، ويجعل إدارة العائلة أسهل. تعيش الطائفة في هوملا بمقاطعة بارغاون. وتقول مايا لاما (29 عاماً) المتزوجة من الأخوين، لوبتوب ورايابونجوك لاما: "نحن فقراء، وقمنا بالأمر كسائر الذين يتبعون العادة. فمن الأسهل تربية الأطفال هكذا". من جهته، فإنّ والد زوجها الأصغر وجده وجده الأكبر كلهم اتبعوا التقليد. ويقول رايابونجوك: "عندما أذهب إلى العمل، يبقى أخي ويرعى المنزل. وعندما يذهب أتولى بنفسي رعاية العائلة". يقدّر عدد من يتبعون التقليد اليوم في المنطقة بمائة وخمسين عائلة. وتجمع السلطات المحلية البيانات والمعلومات حول هذه الممارسة. ويقول مفوض لجنة بارغاون لتنمية الريف، رام لال باندي، إنّ هذه "الممارسة تتراجع، لكنّها ما زالت موجودة. نعمل اليوم على إحصاء العائلات التي تتزوج فيها المرأة من رجلين، ونأمل في أن يساعدهم هذا في نيل الهوية الوطنية". وبالفعل، فإنّ هذه الممارسة تتراجع شيئاً فشيئاً، على الرغم من وجودها الحالي. ويتوقع كثيرون أن تنتهي يوماً ما. فزوج راجين لاما، مثلاً، لا يريدها أن تتخذ زوجاً ثانياً. لكن، وكنتيجة لذلك، فقد نبذته العائلة والطائفة بالكامل. وتقول الزوجة عن ذلك: "لن يسمح له بالحصول على أرض أو أيّ دعم من عائلته، ولا حتى ميراث". من جهتها، تشير مايا إلى أنّ "الأجداد اتبعوا هذا التقليد لأنّ الحياة كانت صعبة للغاية في مناطق جبال الهملايا، ومن كانوا يتبعونه كانوا أثرياء من مالكي الأراضي الذين لا يريدون أن تقسم أرضهم بين الأشقاء، كلّ إلى عائلته، فكانوا جميعاً يتزوجون امرأة واحدة، وتكون لديهم عائلة واحدة، ولا تُقسّم الأرض. فلولا ذاك لخرج كلّ منهم بقطعة أرض صغيرة وكانوا فقراء". لدى مايا ثلاث بنات، اثنتان من زوجها الأكبر وواحدة من الأصغر. وهي فقط المخوّلة بتحديد نسب المولود إلى أيّ زوج من زوجيها. هي لا تريد لبناتها أن يعدّدن الأزواج، وتعتقد أنّ هذا التقليد لن يستمر "بل سيتوقف عند جيلي