أنت غير مسجل في مسلم أون لاين . للتسجيل الرجاء أضغط هنـا
 

الإعلانات النصية


الإهداءات

العودة   منتديات مسلم أون لاين العودة مسلم أون لاين الإســلامي العودة قسم الإســلامي العام

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  مشاركة رقم : 1  
قديم 02-25-2016
محمد فرج الأصفر
الصورة الرمزية محمد فرج الأصفر


رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Jul 2014
المشاركات : 2,043
بمعدل : 0.57 يوميا
معدل تقييم المستوى : 12
المستوى : محمد فرج الأصفر نشيط

محمد فرج الأصفر غير متواجد حالياً عرض البوم صور محمد فرج الأصفر



المنتدى : قسم الإســلامي العام
Exclusive قـوت القلـوب في محبة ربنا المعبـود ( 1 )


الحمد لله الذي نصب الكائنات على ربوبيته ووحدانيته، وأوجب الفوز بالنجاة لمن شهد له بالوحدانية شهادة لم يبغ لها عوجاً ، وجعل لمن لاذ به واتقاه من كل ضائقة مخرجاً، وأعقب من ضيق الشدائد وضنك الأوابد لمن توكل عليه فرجاً، وجعل قلوب أوليائة متنقلة من منازل عبوديته من الصبر والتوكل والإنابة والتفويض والمحبة والخوف والرجا. فسبحان من أفاض على خلقه النعمة، وكتب على نفسه الرحمة، وضمن الكتاب الذي كتبه، أن رحمته ومحبته تغلب غضبه .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له ولا سميَ له ولا كفو له ولا صاحبة له ولا ولد ولا شبيه له ولا يحصي أحد ثناء عليه بل هو كما أثنى على نفسه وفوق ما يثني عليه خلقه ، شهادة من أصبح قلبه بالإيمان بالله وأسمائه وصفاته مبتهجاَ،ولم يدع إلى شبه الجاحدين والمعطلين معرجاً ولا للملحدين نفقاً. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه وسفيره بينه وبين عباده ، أرسله رحمة للعالمين وقدوة للعاملين ومحجة للسالكين وقدوة للمحبين ، عليه وعلى آله وأصحابة ومن تبعه إلى يوم الدين أفضل الصلاة والتسليم .
أما بعــــــد
أعلموا رحمكم الله تعالى ، أن قوت القلوب ولب قوامها وثمارها وتقوها ونبض حياتها محبة الخالق عز وجل ، وصرف القلب له ذكراً وتسبيحاً وطاعة ولهفة ، طمعاً في رحمته والقرب إلى جنابه ، وانكسار القلب على أعتابه والسعادة في مناجاته في ظلمات الليل ، والخوف من خشيته في جنح النهار ،والشوق إلى لقائه في يوم الميعاد والنظر إلى وجه الكريم في الجنات.
القلب والفؤاد:
الفؤاد اسماً للقلب، يرادفه أو يختلف عنه قليلاً أو يتقاطعان، ويطلق القلب لغة على القلب المعنوي الذي سنذكره في الاصطلاح.
وقد يعبر بالقَلْب عن العَقْل ، كما في قوله تعالى : ﴿إِن في ذلك لَذِكْرى لمن كان له قَلْبٌ ﴾؛ أَي عَقْلٌ ، وقيل معناه : تَفَهُّمٌ وتَدَبُّرٌ.
وأصل القَلْبِ في اللغة : تَحْويلُ الشيءِ عن وجهه ، قَلَبه يَقْلِبُه قَلْباً ، قال تعالى:﴿ وقَلَّبُوا لك الأُمور ﴾، والجمع : قُلوب وأَقْلُب ، وقلب الشيء : تصريفه وصرفه عن وجه إلى وجه
والقلب اصطلاحاً: يأتي بمعانيه اللغوية ، فيطلق على تلك المضغة المعروفة ، ويطلق على ما يحصل من إدراك وتعقل في تلك المضغة ، وبهذا الاعتبار عُرِّف القلب بأنه: « لطيفة ربانية لها بهذا القلب الجسماني الصنوبري الشكل المودع في الجانب الأيسر من الصدر تعلق وتلك اللطيفة هي حقيقة الإنسان وهي المدرِك والعالِم من الإنسان والمخاطَب والمطالَب والمعاتَب ».
وقوله صلى الله عليه وسلم : « ألا وإن في الجسد مضغة القلب » يدل على أن القلب المعنوي هو في القلب المادي الجسمي المسمى بالمضغة
والفؤاد: والجمع أفئدة: يرى بعض اللغويين أن القلب والفؤاد بمعنى واحد ، ويرى بعضهم أن أحدهما أخص من الآخر،
أهمية القلب:
أعلموا بأن القلب هو وعاء لجوارح العبد ، فهو محل الإيمان والهداية والضلال والزيغ والانحراف والباطل والهوى والشهوات والوساوس ومحل حظ الشيطان ، كما أنه محل التعقل والفهم والعزيمة والإرادة والحق والحب والزينة والعواطف والمشاعر والأحاسيس والألفة والرقة واللين ،والأهم أنه محل نظر ربنا الرحيم الرحمن الكبير المتعال ، كما أن له أعمال كلف بها ويحاسب عليها منها النية والإنابة إلى الله والرجوع والتوبة والأوبة والتعظيم والخشوع والذل والخضوع
مفسدات القلب:
قال طبيب القلوب الإمام القيم ابن القيم في كتابه الماتع القيم مدارك السالكين : (وأما مفسدات القلب الخمسة ، كثرة الخلطة بالناس ، والتمنى ، والتعلق بغير الله ، والشبع ، والمنام) .
أولاً : كثرة الخلطة : فامتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم حتى يسود ، ويوجب له تشتتاً وتفرقاً ، وهماً وغماً ، وضعفاً ، وحملاً لما يعجز عن حمله من مؤنة قرناء السوء ، وإضاعة مصالحه ، والاشتغال عنها بهم وبأمورهم ، وكم جلبت خلطة الناس من نقمة ، ودفعت من نعمة ؟ وأنزلت من محنة ، وعطلت من منحة ، وأحلت من رزية ، وأوقعت في بلية ؟ وهل آفة الناس إلا الناس ؟ قال تعالى : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّ‌سُولِ سَبِيلًا ، يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ، لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ‌ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي) الفرقان : 27 ـ 29
وقال تعالى : (الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ) الزخرف : 67
والضابط النافع في أمر الخلطة ، أن يخالط الناس في الخير كالجمعة والجماعة، والأعياد والحج ،وتعلم العلم ،والجهاد والنصيحة ، ويعتزلهم في الشر وفضول المباحات ، فإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في الشر ، ولم يمكنه اعتزالهم ، فالحذر الحذر أن يوافقهم . وليصبر على أذاهم فالصبر على أذاهم خير وأحسن عاقبة ، وأحمد مآلاً . فإن أعجزته المقادير عن ذلك ، فليسُلَ قلبه من بينهم كسل الشعرة من العجين ، وليكن فيهم حاضراً غائباً ، قريباً بعيداً ، نائماً يقظان.
ثانياً: التمني : ركوب بحر التمني ، وهو بحر لا ساحل ، والبرحر الذي يركبه مفاليس العالم ، وقيل : إن التمني رأس أموال المفاليس ، وبضاعة ركابه مواعيد الشياطين ، وخيالات المحال والبهتان ، فلا تزال أمواج الأماني الكاذبة ، والخيالات الباطلة ، تتلاعب براكبه كما تتلاعب الكلاب بالجيفة ، وهي بضاعة كل نفس مهينة خسيسة سفلية ، ليست لها همة تنال بها الحقائق الخارجية. وصاحب الهمة العلية أمانيه حائمة حول العلم والإيمان ، والعمل الذي يقربه إلى الله ، ويُدنيه من جواره.
ثالثاً : التعلق بغير الله تبارك وتعالى : وهذا أعظم مفسداته على الإطلاق ، فليس عليه أضر من ذلك ، فأنه إذا تعلق بغي الله وكله الله إلى ما تعلق به ، وخذله من جهه ما تعلق به ، وفاته تحصيل مقصوده من الله عز وجل ، بتعلقه بغيره ، والتفاته إلى سواه ، فلا على نصيبه من الله حصل ، ولا إلى ما أمله ممن تعلق به وصل .
فأعظم الناس خذلاناً من تعلق بغي الله ، فإن ما فاته من مصالحه وسعادته وفلاحه ،
أعظم مما حصل مممن تعلق به ، وهو معرض للزوال والفوات ، ومثل المتعلق بغير الله : كمثل المستظل من الحر والبرد ببيت العنكبوت ، أوهن البيوت
قال تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ ﴾ البقرة: 165.
رابعاً : الشبع : والطعام المفسد له من ذلك نوعان: أحدهما ما يفسده لعينه وذاته كالمحرمات ، والثاني : ما يفسده بقدره : وتعدي حده ، كالإسراف في الحلال ، والشبع المفرط ، فإنه يثقله عن الطاعات ، ويشغله بمزاولة مؤنة البطنة ومحاولتها ، حتى يظفر بها ، فإذا ظفر بها شغله بمزاولة تصرفها ووقاية ضررها ، والتأذي بثقلها . ومن أكل كثيراً شرب كثيراً ، فنام كثيراً ، فخسر كثيراً .
وعن المقدام بن معدي كرب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن. بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة: فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه)) رواه الإمام أحمد والترمذى والنسائى وابن ماجه وقال الترمذي حديث حسن.
خامساً : كثرة النوم: فإنه يميت القلب ، ويثقل البدن ويضيع الوقت ، ويورث كثرة الغفلة والكسل . ومنه المكروه جداً ، ومنه الضار غير النافع للبدن . وأنفع النوم: ما كان عند شدة الحاجة إليه . ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره . ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه . وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه . وكثر ضرره . ولا يما وم العصر . والنوم أول النهار إلا لسهران .
ومن المكروه : النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس ، فإنه وقت غنيمة . ومفتاح أول النهار ، ووقت نزول الأرزاق ، وحصول القسم ، وحلول البركة ، ومنه ينشأ النهار.
ومن النوم الذي لا ينفع: النوم أول الليل ، عقيب غروب الشمس ، حتى تذهب فحمة العشاء .
وأعدل النوم وأنفعه : نوم نصف الليل الأول ، وسدسه الأخير ، وهو مقدار ثمان ساعات .وكما أن كثرة النوم مورثة للآفات ، فمدافعته وهجره ، مورث لآفات أخرى عظام:من سوء المزاج ويبسه ، وانحراف النفس ، وجفاف الرطوبات المعينة على الفهم والعمل ، ويورث أمراضاً متلفة لا ينتفع صاحبها بقلبه ولا بدنه معها.
واعلم أن القلب يسير إلى الله عز وجل ، والدار الآخرة ، ويكشف عن طريق الحق ونهجه ، وآفات النفس والعمل ، وقطاع الطريق بنوره وحياته وقوته ، وصحته وعزمه ، وسلامة سمعه وبصره ، وغيبة الشواغل والقواطع عنه.
وهذه الخمسة تطفئ نوره ، وتعور عين بصيرته ، وتوقف همته ، وتنكسه إلى ورائه ، ومن لا شعور له بهذا فميت القلب ، وما لجرح بميت إيلام ، فهي عائقة له عن نيل كماله ، قاطعه له عن الوصول إلى ما خلق له ، وجعل نعيمه وسعادته وابتهاجه ولذته في الوصول إليه.
فإنه لا نعيم له ولا لذة ، ولا ابتهاج ، ولا كمال ، إلا بمعرف الله ومحبته ، والطمأنينة بذكره ، والفرح بقربه ، والشوق إلى لقائه . فهذه جنته العاجلة ، كما أنه لا نعليم له في الآخرة ، ولا فوز إلا بجواره في دار النعيم في الجنة الآجلة ، فله جنتان . لا يدخل الثانية منهما إن لم يدخل الأولى) انتهى .
قال شيخ الإسلام: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة.
وقال بعض العارفين: إنه ليمر بالقلب أوقات ، أقول: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب.
وقال بعض المحبين : مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها ، قالوا : وما أطيب ما فيها ؟ قال : محبة الله ، والأنس به ، والشوق إلى لقائه ، والإقبال عليه ، والإعراض عما سواه ، وكل من له قلب حي يشهد هذا ويعرفه ذوقاً.
وللحديث بقية


  مشاركة رقم : 2  
قديم 12-20-2021
عابرة سبيل
الصورة الرمزية عابرة سبيل


رقم العضوية : 933
تاريخ التسجيل : Jul 2021
الدولة : الوطن العربي
المشاركات : 3,131
بمعدل : 3.21 يوميا
معدل تقييم المستوى : 6
المستوى : عابرة سبيل نشيط

عابرة سبيل غير متواجد حالياً عرض البوم صور عابرة سبيل



كاتب الموضوع : محمد فرج الأصفر المنتدى : قسم الإســلامي العام
افتراضي رد: قـوت القلـوب في محبة ربنا المعبـود ( 1 )



توقيع عابرة سبيل

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها



إضافة رد


مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
محبة, المعبـود, القلـوب, ربنا, قـوت

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الساعة الآن 01:57 PM.

Powered by vBulletin® Version v3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef
ما يطرح بالمنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها أو قائلها