أنت غير مسجل في مسلم أون لاين
. للتسجيل الرجاء أضغط
هنـا
الإعلانات النصية
فتح باب التقدم للمشرفين الجدد
إعلان نصي
إعلان نصي
إعلان نصي
الإهداءات
عرض الإهداءات
منتديات مسلم أون لاين
مسلم أون لاين العـــام
قسم الحوار والنقاش العــام
ان تضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى
اسم العضو
حفظ البيانات؟
كلمة المرور
منوعات
روابط إضافية
منتديات مسلم أون لاين
اجعلنا الرئيسية
اضفنا في مفضلتك
مشاركات اليوم
البحث
البحث في المنتدى
عرض المواضيع
عرض المشاركات
بحث بالكلمة الدلالية
البحث المتقدم
البحث في العناوين فقط
روابط بحث أخرى
البحث المتقدم
بحث في قائمة الأعضاء
مشاركات جديدة
مشاركات اليوم
مواضيع لم يرد عليها
الذهاب إلى الصفحة...
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
مشاركة رقم :
1
11-12-2017
رحيق مختوم
رقم العضوية : 67
تاريخ التسجيل : Oct 2015
الدولة : سوريا طرطوس
المشاركات : 119
بمعدل : 0.03 يوميا
معدل تقييم المستوى :
10
المستوى :
كاتب الموضوع :
رحيق مختوم
المنتدى :
قسم الحوار والنقاش العــام
رد: ان تضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى
فَلَوْ كَانَ الْإِسْلَامُ يَظْلِمُ الْمَرْاَةَ وَيَصُبُّ جَامَّ غَضَبِهِ عَلَى الْمَرْاَةِ كَمَا يَزْعُمُ هَذَا الْاَفَّاكُ الْاَثِيمُ عَلَى قَنَاةِ الْكَرْمَةِ: لِمَاذَا اِذاً يَسْعَى جَاهِداً لِلْحِفَاظِ عَلَى سُمْعَتِهَا وَلَوْ كَانَتْ كَاذِبَةً فِي شَهَادَتِهَا اَوْ نَاسِيَةً بَلْ وَلَوْ كَانَتْ زَانِيَةً عَاهِرَةً بَغِيّاً: لِمَاذَا فِي اَوَائِلِ سُورَةِ النُّورِ يَسْلُبُ جَمِيعَ الْحُقُوقِ الْمَدَنِيَّةِ عَنِ الشُّهُودِ الْأَرْبَعَةِ الرِّجَالِ وَيُضَيِّعُهَا لِمُجَرَّدِ اَنَّ وَاحِداً مِنْهُمْ فَقَطْ أَقْوَالُهُ غَيْرُ مُتَطَابِقَةٍ مَعَ اَقْوَالِ الثَّلَاثَةِ الْبَاقِينَ فِي اتِّهَامِهِمْ جَمِيعاً لِشَرَفِهَا بِالزِّنَى: لِمَاذَا يَاْمُرُ بِجَلْدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً: لِمَاذَا يَاْمُرُ بِعَدَمِ قَبُولِ شَهَادَاتِهِمْ فِي جَمِيعِ الْمُعَامَلَاتِ وَمِنْهَا الدَّيْنُ: لِمَاذَا اعْتَبَرَهَا شَهَادَاتِ زُورٍ كَاذِبَةٍ لِلْاَرْبَعَةِ جَمِيعِهِمْ: بَلْ لَوْ شَهِدَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ عَلَى عَقْدِ الزَّوَاجِ وَرَضِيَ الزَّوْجُ وَالزَّوْجَةُ بِشَهَادَتِهِ: فَاِنَّ الزَّوْجَ يُعَاشِرُ زَوْجَتَهُ هُنَا بِالزِّنَا فِي نَظَرِ الْإِسْلَامِ: فَلَوْ كَانَ الْاِسْلَامُ ايها الاخوة يُرِيدُ اَنْ يَظْلِمَ الْمَرْاَةَ لِمَاذَا لَمْ يُحَافِظْ عَلَى سُمْعَتِهِمْ وَعَلَى سُمْعَةِ شَهَادَاتِهِمْ وَلَوْ كَانُوا صَادِقِينَ فَشَذَّ عَنْ اَقْوَالِهِمْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ فَقَطْ غَيْرُ مُتَطَابِقٍ مَعَهُمْ فِي اَقْوَالِهِ: لِمَاذَا يُحَافِظُ الْإِسْلَامُ عَلَى سُمْعَتِهَا بَلْ عَلَى سُمْعَةِ شَهَادَتِهَا الزُّورِ أَيْضاً بِاعْتِبَارِهَا وَاهِمَةً لَاتَدْرِي مَاتَقُولُ وَلَوْ بِاَنْ يُقِيمَ شَهَادَةَ امْرَاَةٍ أُخْرَى مَقَامَ شَهَادَتِهَا الَّتِي كَادَتْ اَنْ تُضَيِّعَ الْحُقُوقَ لِلدَّائِنِ اَوِ لِلْمَدِينِ بَلْ رُبَّمَا لِكِلَيْهِمَا مَعاً: لِمَاذَا لَمْ يَقُلْ الْاِسْلَامُ بِحَقِّ الشُّهُودِ الْأَرْبَعَةِ (اَنْ يَضِلَّ اَحَدُهُمْ فَيُذَكِّرَ اَحَدُهُمُ الْآَخَرَ) وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنَّهُ رُبَّمَا كَانَ وَاهِماً اَوِ اخْتَلَطَ عَلَيْهِ مَارَاَى وَفِي أَيِّ وَقْتٍ رَآَهُ وَلَايَدْرِي مَايَقُولُ وَلَوْ عَزَلَهُ الْقَاضِي عَنِ الشُّهُودِ الثَّلَاثَةِ وَتَرَكَهُ مُدَّةَ رُبْعِ سَاعَةٍ فَقَطْ وَحْدَهُ فِي غُرْفَةٍ مَعْزُولَةٍ لَرُبَّمَا تَذَكَّرَ تَفَاصِيلَ عَمَلِيَّةِ الزِّنَى بِأَكْمَلِهَا وَتَطَابَقَتْ أَقْوَالُهُ مَعَ اَقْوَالِ اَقْرَانِهِ مِنَ الشُّهُودِ الثَّلَاثَةِ الْبَاقِينَ: فَلَوْ كَانَ الْإِسْلَامُ يُرِيدُ اَنْ يَظْلِمَ الْمَرْاَةَ وَيَنْتَقِصَ مِنْ قَدْرِهَا: لِمَاذَا احْتَقَرَ شَهَادَةَ الشُّهُودِ الْأَرْبَعَةِ الرِّجَالِ بِهَذَا الشَّكْلِ الشَّنِيعِ وَاتَّهَمَهُمْ بِالْكَذِبِ وَلَوْ كَانُوا صَادِقِينَ وَلَمْ يَسْمَحْ لَهُمْ بِالْخُرُوجِ مِنْ هَذَا الْمَاْزَقِ الَّذِي اَوْقَعُوا فِيهِ اَنْفُسَهُمْ: بَيْنَمَا نَجِدُ اَنَّهُ وَجَدَ لِلْمَرْاَةِ مَخْرَجاً شَرْعِيّاً وَلَوْ كَانَتْ شَاهِدَةَ زُورٍ كَاذِبَةٍ بِشَهَادَةِ امْرَاَةٍ أُخْرَى تُذَكِّرُهَا: بَل أَرَادَ اَن يَسْتُرَ عَلَيْهَا هُنَا أَيْضاً وَعَلَى زُورِهَا كَمَا سَتَرَ عَلَيْهَا هُنَاكَ مِنْ فَضِيحَةِ الزِّنَى بِتَجَاهُلِ شَهَادَةِ الشُّهُودِ الْأَرْبَعَةِ عَلَيْهَا وَتَاْدِيبِهِمْ بِالْجَلْدِ وَرَدِّ شَهَادَتِهِمْ فِي جَمِيعِ مَجَالَاتِ الْحَيَاةِ: وَكَمَا سَتَرَ عَلَيْهَا أَيْضاً عِنْدَ الْمُلَاعَنَةِ بِأَرْبَعِ شَهَادَاتٍ رُبَّمَا تَكُونُ شَهَادَاتِ زُورٍ كَاذِبَةً وَبِشَهَادَةٍ خَامِسَةٍ رُبَّمَا تَكُونُ شَهَادَةَ زُورٍ كَاذِبَةً أَيْضاً بِحَقِّ زَوْجِهَا الَّذِي رُبَّمَا يَتَّهِمُهَا صَادِقاً بِالْخِيَانَةِ الزَّوْجِيَّةِ: بَلْ اَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ: لَمْ يَسْمَحِ الْإِسْلَامُ عِنْدَ التَّدَايُنِ لِرَجُلٍ مَهْمَا كَانَ شَاْنُهُ اَنْ يَقُومَ مَقَامَ شَهَادَتِهَا وَشَهَادَةِ الرَّجُلِ الَّذِي مَعَهَا وَلَوْ عَثَرَ الْقَاضِي عَلَى اَنَّهَا اسْتَحَقَّتْ اِثْماً بِشَهَادَتِهَا الزُّورِ: فَيَكْفِي اَنْ تَقُومَ امْرَاَةٌ أُخْرَى بِشَهَادَتِهَا مَقَامَ شَهَادَةِ الْأُولَى: بَيْنَمَا نَجِدُ فِي دَعْوَةِ الزِّنَى الْمَرْفُوعَةِ اَمَامَ الْقَضَاءِ عَلَى الْمَرْاَةِ: اَنَّ الْإِسْلَامَ لَمْ يَاْذَنْ لِرَجُلٍ وَلَا لِامْرَاَةٍ اَنْ يَقُومَا مَقَامَ الشُّهُودِ الْأَرْبَعَةِ اِنْ لَمْ تَتَطَابَقْ اَقْوَالُهُمْ: بَلْ اِنَّ الْاِسْلَامَ يُحَافِظُ عَلَى كَرَامَةِ الْمَرْاَةِ اَمَامَ النَّاسِ وَلَوْ كَانَتْ خَائِنَةً لِزَوْجِهَا مِنْ اَجْلِ اَلَّا يُعَيِّرَ النَّاسُ اَوْلَادَهَا بِهَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ حِينَمَا يَكْبَرُونَ: وَلِذَلِكَ سَمَحَ لَهَا اَنْ تَسْحَقَ شَهَادَاتِ زَوْجِهَا الْخَمْسَةَ عَلَيْهَا سَحْقاً مُنْكراً وَاِنْ كَانَ اللهُ سَيَسْحَقُهَا فِي جَهَنَّمَ اِنْ لَمْ تَحْسُنْ تَوْبَتُهَا مِنْ هَذِهِ الْاَيْمَانِ الْفَاجِرَةِ الَّتِي شَهِدَتْهَا امْرَاَةُ فَاجِرَةٌ مَهْمَا يَكُنْ مِنْ اَمْرِهَا يَاْبَى الْاِسْلَامُ اِلَّا اَنْ يُحَافِظَ عَلَى كَرَامَتِهَا اَمَامَ النَّاسِ مَهْمَا كَانَ شَاْنُهَا حَقِيراً: وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ الْاِسْلَامَ يُشَجِّعُ عَلَى الزِّنَى وَعَلَى اِقَامَةِ مَرَاكِزَ لِلدَّعَارَةِ بَلْ لَابُدَّ مِنْ وَضْعِ هَذِهِ الْمَرَاكِزِ تَحْتَ الْمُرَاقَبَةِ مِنْ اَجْلِ عَدَمِ انْتِشَارِ الْاَمْرَاضِ الْجِنْسِيَّةِ الْخَطِيرَةِ بَيْنَ النَّاسِ: لَكِنْ عَلَى الشُّهُودِ الْاَرْبَعَةِ الَّذِينَ يُرَاقِبُونَ اَن يُدْرِكُوا جَيِّداً اَنَّ الْاِسْلَامَ يُرَكِّزُ عَلَى اصْطِيَادِهِمْ وَاحِداً بَعْدَ الْآَخَرِ لِيُوقِعَهُمْ فِي فَخِّ اَقْوَالِهِمْ غَيْرِ الْمُتَطَابِقَةِ اَكْثَرَ مِمَّا يُرَكّزُ عَلَى اصْطِيَادِ الزُّنَاةِ وَنَحْنُ نَجِدُ ذَلِكَ وَاضِحاً فِي اَنَاجِيلِ النَّصَارَى قَبْلَ اَنْ نَجِدَهُ فِي الْقُرْآَنِ فَقَدْ جَاؤُوا اِلَى الْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِامْرَاَةٍ عَاهِرَةٍ فَقَالَ مَنْ مِنْكُمْ لَمْ يَاْتِ بِخَطِيئَةٍ فَلْيَرْجُمْهَا بِحَجَرٍ: فَهَلْ نَفْهَمُ مِنْ هَذَا اَنَّ النَّصَارَى يُشَجِّعُونَ فِي دِينِهِمْ عَلَى الزِّنَى وَاِقَامَةِ اَمَاكِنَ لِلدَّعَارَةِ كَمَا يَتَّهِمُونَ الْاِسْلَامَ بِذَلِكَ: لَايَفْهَمُ ذَلِكَ اِلَّا صَلِيبِيٌّ غَبِيٌّ اَحْمَقُ اَيُّهَا الْاِخْوَة: نعم ايها الاخوة: وَأيْضاً نَجِدُ فِي مَوْضُوعِ الْوَصِيَّةِ فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ: اَنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يَسْمَحْ لِرَجُلٍ اَنْ يَقُومَ مَقَامَ رَجُلٍ آَخَرَ اِنْ لَمْ تَتَطَابَقْ أَقْوَالُهُ مَعَ اَقْوَالِ زَمِيلِهِ الرَّجُلِ: وَلَكِنَّهُ سَمَحَ لِلْمَرْاَةِ عِنْدَ شَهَادَتِهَا عَلَى التَّدَايُنِ اَنْ تَقُومَ مَقَامَ امْرَاَةٍ أُخْرَى فِي حَالِ عَدَمِ تَطَابُقِ اَقْوَالِهَا مَعَ اَقْوَالِ زَمِيلِهَا الرَّجُلِ: بِمَعْنَى اَنَّ الْإِسْلَامَ لَايُلْغِي شَهَادَةَ الرَّجُلِ اِذَا اجْتَمَعَتْ مَعَ شَهَادَةِ الْمَرْاَةِ وَلَوْ كَانَتْ غَيْرَ مُتَطَابِقَةٍ مَعَهَا: بَلْ وَلَوْ عُثِرَ عَلَى اَنَّهَا اسْتَحَقَّتْ اِثْماً بِشَهَادَةِ زُورٍ: وَلَكِنَّهُ غَالِباً يُلْغِي شَهَادَةَ الرَّجُلِ اِذَا اجْتَمَعَتْ مَعَ شَهَادَةِ رَجُلٍ مِثْلِهِ فِي حَالَةِ عَدَم ِالتَّطَابُقِ بَيْنَ شَهَادَتَيْهِمَا اِنْ لَمْ يَسْتَاْنِسْ بِهِمَا التَّحْقِيقُ: وَالْعَجِيبُ أَيُّهَا الْاِخْوَةُ: اَنَّهُ فِي حَالَةِ عَدَمِ التَّطَابُقِ بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَاَةٍ: فَاِنَّ الْإِسْلَامَ يَكْتَفِي بِامْرَاَةٍ وَاحِدَةٍ تَقُومُ مَقَامَ أُخْرَى: وَيُحَافِظُ عَلَى شَهَادَةِ الشَّاهِدِ الرَّجُلِ مَعَهُمَا: وَاَمَّا فِي حَالَةِ عَدَمِ التَّطَابُقِ بَيْنَ رُجُلٍ وَرَجُلٍ: فَاِنَّ الْإِسْلَامَ لَايَكْتَفِي بِرَجُلٍ وَاحِدٍ: بَلْ لَابُدَّ مِنْ رَجُلَيْنِ اثْنَيْنِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا: بَلْ لَايُحَافِظُ عَلَى شَهَادَةِ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: بَلْ يُلْغِيهَا جَمِيعاً: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ{فَاِنْ عُثِرَ عَلَى اَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا اِثْماً فَآَخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْاَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللهِ لَشَهَادَتُنَا اَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَااعْتَدَيْنَا اِنَّا اِذاً لَمِنَ الظَّالِمِين ذَلِكَ اَدْنَى اَنْ يَاْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا اَوْ يَخَافُوا اَنْ تُرَدَّ اَيْمَانٌ بَعْدَ اَيْمَانِهِمْ( نعم اخي: لَكِنْ قَدْ يَقُولُ قَائِل: لِمَاذَا لَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ بِحَقِّ الشَّهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ عِنْدَ التَّدَايُنِ (اَنْ يَضِلَّ اَحَدُهُمْ فَيُذَكِّرَ اَحَدُهُمُ الْآَخَرَ) وَلَكِنَّهُ قَالَ ذَلِكَ بِحَقِّ رَجُلٍ وَامْرَاَتَيْنِ: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: لِاَنَّ الْمَرْاَةَ غَالِباً لَاتَمْتَلِكُ الْجُرْاَةَ عَلَى الْكَذِبِ وَاَكْلِ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ كَمَا يَمْتَلِكُهَا الرَّجُلُ: وَلِذَلِكَ قَدَّمَ سُبْحَانَهُ السَّارِقَ عَلَى السَّارِقَةِ فِي قَطْعِ الْاَيْدِي لِمَاذَا: لِاَنَّ السَّرِقَةَ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ اَكْلِ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ: وَهِيَ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ الْكَذِبِ أَيْضاً: بِدَلِيلِ اَنَّهُمْ قَالُوا لِلسَّارِقِ اِحْلِفْ عَلَى كِتَابِ اللهِ اَنَّكَ لَمْ تَسْرِقْ: فَقَالَ قَدْ جَاءَنِي الْفَرَجُ بِالسَّرِقَةِ: وَالْآَنَ قَدْ جَاءَنِي أَيْضاً فَرَجٌ آَخَرُ بِالْكَذِبِ: وَلِذَلِكَ يُمْكِنُ اَنْ يَتَوَاطَاَ رَجُلَانِ شَاهِدَانِ عَلَى الْكَذِبِ: وَمِنَ الصُّعُوبَةِ بِمَكَانٍ اِنْ لَمْ يَكُنْ شِبْهَ مُسْتَحِيلٍ اَنْ يَتَوَاطَاَ رَجُلٌ مَعَ امْرَاتَانِ عَلَى الْكَذِبِ: وَمَعَ ذَلِكَ فَنَحْنُ لَانَسْتَبْعِدُ شَيْئاً: فَرُبَّمَا يَحْصَلُ هَذَا التَّوَاطُؤُ: وَرُبَّمَا لَايَحْصَلُ: وَلَكِنَّ الْإِسْلَامَ يُرِيدُ اَنْ يَلْفِتَ نَظَرَنَا قَائِلاً: فَعَلْتُ مَابِوُسْعِي مِنْ اَجْلِ ضَمَانِ حُقُوقِكُمْ وَحِمَايَتِهَا مِنَ التَّلَاعُبِ بِهَا وَالْبَاقِي عَلَى الله: وَلَكِنَّ اللهَ تَعَالَى أَيْضاً ايها الاخوة يُرِيدُ اَنْ يَلْفِتَ نَظَرَنَا قَائِلاً يَاعِبَادِي: لَاتَسْتَبْعِدُوا أَيَّ خَرْقٍ اَمْنِيٍّ لِتَشْرِيعَاتِي: وَلَاتُحْرِجُونِي اَمَامَ مَنْ اَعْطَيْتُهُمْ حُرِّيَّةَ الِاخْتِيَارِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ: فَلَنْ اَتَرَاجَعَ عَنْ هَذِهِ الْعَطِيَّةِ: وَحَاشَايَ وَجَلَّ جَلَالِي وَتَقَدَّسَتْ اَسْمَائِي وَصِفَاتِي: اَنْ أَكُونَ كَكَلْبٍ يَرْجِعُ فِي قَيْئِهِ: وَلَقَدْ أَعْطَيْتُ الدُّنْيَا بِحَلَالِهَا وَحَرَامِهَا لِمَنْ اُحِبُّ وَلِمَنْ لَااُحِبُّ: وَلَكِنِّي لَااُعْطِي الدِّينَ اِلَّا لِمَنْ اُحِبُّ: فَاِمَّا اَنْ يُحَافِظَ الْجِنَّةُ وَالنَّاسُ عَلَى الْاَمْنِ بِاِيمَانِهِمْ بِي وَبِتَشْرِيعَاتِي وَمَا اَحَطْتُّ بِهَا مِنْ اَسْوَارٍ مَنِيعَةٍ دُونَ أَيِّ خَرْقٍ شَيْطَانِيٍّ لَهَا: وَاِمَّا اَنْ يُضَيِّعُوا اِيمَانَهُمْ وَاَمْنَهُمْ فِي لَظَى نَارٍ مُحْرِقَةٍ أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا: فَلَاتَسْتَبْعِدُوا مِنْ عُشَّاقِ جَهَنَّمَ اَنْ يُحَاوِلُوا خَرْقاً اَمْنِيّاً لِاَطْرَافِ التَّدَايُنِ بِثَغْرَةٍ اَمْنِيَّةٍ يَتَسَلَّلُونَ مِنْهَا وَلَوْ اِلَى اَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ: فَلَمْ اَجْعَلْ ذَلِكَ مُسْتَحِيلاً حِينَمَا خَاطَبْتُكُمْ بِقَوْلِي {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْاِنْسِ اِنِ اسْتَطَعْتُمْ اَنْ تَنْفُذُوا مِنْ اَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَاتَنْفُذُونَ اِلَّا بِسُلْطَان{وَاِنْ كَانَ كَيْدُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ(بِمَعْنَى اَنَّ الْجِبَالَ تَكَادُ تَنْفَجِرُ اِلَى حُصَيَّاتٍ صَغِيرَةٍ تُصْبِحُ بَعْدَ ذَلِكَ هَبَاءً مَنْثُوراً زَائِلاً مِنْ شِدَّةِ غَيْظِهَا مِنْهُمْ وَهِيَ تَتَسَاءَلُ فِي نَفْسِهَا قَائِلَةً: لِمَاذَا هَذَا الْاِنْسَانُ قَبْلَ اَنْ يَحْمِلَ الْأَمَانَةَ كَانَ يَعْلَمُ جَيِّداً اَنَّهُ ضَعِيفٌ لَايَمْتَلِكُ الْقُوَّةَ الَّتِي اَمْتَلِكُهَا بَلْ اَنَا اَقْوَى مِنْهُ اَضْعَافاً مُضَاعَفَةً قُوَّةً وَصَلَابَةً وَمَعَ ذَلِكَ اَشْفَقْتُ عَلَى نَفْسِي اَنْ اَحْمِلَهَا: فَلِمَاذَا هُوَ حَمَلَهَا عَلَى الرَّغْمِ مِنْ ضَعْفِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ جَيِّداً اَنَّهُ لَيْسَ اَهْلاً لَهَا وَاَنَّهُ سَيَخُونُهَا: نعم اخي: لَكِنْ قَدْ يَقُولُ قَائِل: لِمَاذَا شَرَعَ اللهُ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ اَوْ رَجُلٍ وَامْرَاَتَيْنِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ بِوُجُودِ الدَّائِنِ وَالْمَدِينِ وَكَاتِبِ الْعَدْلِ: اَلَيْسَتْ شَهَادَةُ كَاتِبٍ بِالْعَدْلِ كَافِيَةً: اَلَيْسَ مَايَكْتُبُهُ وَيَحْفَظُهُ عَلَى أَجْهِزَةِ الْكُومْبْيُوتَرِ اَوْ عَلَى أَوْرَاقٍ رَسْمِيَّةٍ ثُبُوتِيَّةٍ تَوْثِيقِيَّةٍ كَافِياً: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: نَعَمْ هَذَا يَكْفِي: فَاِذَا كَانَ الدَّائِنُ وَالْمَدِينُ قَدْ خَانَتْهُمَا ذَاكِرَتُهُمَا: فَاِنَّ الْوَرَقَةَ وَالْقَلَمَ لَايَخُونَانِ: وَاِذَا خَانَتِ الْوَرَقَةُ وَخَانَ الْقَلَمُ: فَاِنَّ الْمَعْلُومَاتِ عَلَى الْحَاسُوبِ لَاتَخُونُ: وَاِذَا خَانَتْ هَذِهِ الْمَعْلُومَاتُ: فَاِنَّ كَاتِبَ الْعَدْلِ الَّذِي قَامَ بِتَسْجِيلِهَا رُبَّمَا سَجَّلَهَا مُتَسَرِّعاً وَلَمْ يُحِطْ بِهَا عِلْماً فَحَصَلَ مِنْهُ خَطَاٌ مَطْبَعِيٌّ فِي تَسْجِيلِهَا سَهْواً: فَاِذَا حَصَلَ هَذَا الْخَطَاُ عَمْداً: فَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّهُ قَدْ خَانَ الْأَمَانَةَ الَّتِي ائْتَمَنَهُ اللهُ عَلَيْهَا وَهِيَ اَمَانَةُ الْعَدْلِ فِي الْكِتَابَةِ مِنْ دُونِ زِيَادَةٍ اَوْ نُقْصَانٍ: وَرُبَّمَا يَكُونُ هَذَا الْكَاتِبُ سَاهِياً غَيْرَ مُتَعَمِّدٍ لِهَذَا الْخَطَاِ: وَرُبَّمَا يَكُونُ مُنْصِفاً عَادِلاً فِي كِتَابَتِهِ غَيْرَ خَائِنٍ: وَلَكِنَّ الْخَائِنَ الْحَقِيقِيَّ اللَّئِيمَ الَّذِي بَلَغَ قِمَّةَ الْخِيَانَةِ الْعُظْمَى وَاَعْلَى سَقْفٍ فِيهَا وَلَايَنْتَبِهُ اِلَيْهِ اَكْثَرُ النَّاسِ أَيُّهَا الْاِخْوَةُ: هُوَ الَّذِي يُخَوِّنُ الْأَمِينَ: وَيَاْتَمِنُ الْخَائِنَ: وَيَبِيعُ شَعْبَهُ بِوَطَنِيَّاتٍ وَقَوْمِيَّاتٍ زَائِفةٍ لَايُؤْمِنُ بِهَا هُوَ شَخْصِيّاً فِي قَرَارَةِ نَفْسِهِ بِحُجَّةِ اَنَّهُ يُرِيدُ اَنْ يُكَافِحَ الْاِرْهَابَ: وَهُوَ فِي الْحَقِيقَةِ لَايُرِيدُ اَنْ يُكَافِحَ اِلَّا مَنْ يَقِفُ فِي طَرِيقِهِ مِنْ هَؤُلَاءِ الْاَبْرِيَاءِ مِنْ اَجْلِ تَحْقِيقِ طُمُوحَاتِهِ وَمَصَالِحِهِ الْاَنَانِيَّةِ الشَّخْصِيَّةِ عَلَى حِسَابِ لُقْمَةِ الْعَيْشِ لِهَؤُلَاءِ الْاَبْرِيَاءِ الضُّعَفَاءِ: وَالتَّارِيخُ دَائِماً يُعِيدُ نَفْسَهُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ مَعَ هَؤُلَاءِ الظَّالِمِينَ مِنْ اَمْثَالِ نَابُلْيُونْ بُونَابَرْتَ الَّذِي تَخَلَّصَ مِنْ عَشْرَةِ آَلَافِ اَسِيرٍ فَلَسْطِينِيٍّ فِي عَكَّا بِحُجَّةِ اَنَّهُ لَايَسْتَطِيعُ اِطْعَامَهُمْ: فَلَوْ كُنْتَ حَقّاً اَيُّهَا الظَّالِمُ اللَّئِيمُ لَاتَسْتَطِيعُ اِطْعَامَهُمْ: فَلِمَاذَا تَتَخَلَّصُ مِنْهُمْ بِالْبَرَامِيلِ الْمُتَفَجِّرَةِ وَالْكِيمَاوِيِّ وَالْاَسْلِحَةِ الْبَرِّيَّةِ وَالْبَحْرِيَّةِ وَالْجَوِّيَّةِ: فَمَاذَا سَتَدْفَعُ مِنْ جَيْبِكَ لَوْ اَطْعَمْتَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شِقّاً صَغِيراً مِنْ تَمْرَةٍ عَمَلاً بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اِتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَة(نعم ايها الاخوة: وَلَكِنَّ الْمَصَالِحَ الْاَنَانِيَّةَ الشَّخْصِيَّةَ الضَّيِّقَةَ: تَاْبَى اِلَّا اَنْ تَفْرِضَ عَلَى هَؤُلَاءِ الْاَبْرِيَاءِ حِصَاراً بَرِّيّاً وَبَحْرِيّاً وَجَوِّيّاً وَلَوْ مَاتُوا جَمِيعاً مِنَ الْجُوعِ اَطْفَالاً وَرِجَالاً وَنِسَاءً وَشُيُوخاً؟ لِتَقُومَ الْمِيلِيشِيَاتُ الْخَائِنَةُ بِتَصْدِيرِ بِضَاعَتِهَا اِلَيْهِمْ وَبَيْعِهِمْ اِيَّاهَا بِاَغْلَى الْاَسْعَار: نعم اخي: وَلَكِنَّ الْاَغْنِيَاءَ الظَّالِمِينَ الَّذِينَ يَمْلِكُونَ مَايَكْفِيهِمْ مِنَ الْاَمْوَالِ: وَالْفُقَرَاءَ الْمُتَعَجْرِفِينَ الظَّالِمِينَ الَّذِينَ مَازَالُوا يَمْلِكُونَ مِنَ الْاَمْوَالِ مَالَايَكْفِيهِمْ: يُسَهِّلُونَ مَعاً عَمَلَ هَذِهِ الْمِيلِيشِيَاتِ فِي السُّوقِ السَّوْدَاءِ: وَيَشْتَرُونَ مِنْهُمْ بِالسِّعْرِ الَّذِي تَفْرِضُهُ الْمِيلِيشِيَاتُ الْخَائِنَةُ: فَلَايَنْخَفِضُ سِعْرُ رَبْطَةِ الْخُبْزِ اَبَداً؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَمُوتَ الْفُقَرَاءُ الْمُعْدَمُونَ مِنَ الْجُوعِ فِي هَذِهِ الْمَنَاطِقِ الْمُحَاصَرَةِ: فَلَا الْغَنِيُّ وَلَا الْفَقِيرُ فِي هَذِهِ الْمَنَاطِقِ الْمُحَاصَرَةِ سَيَنْجُو مِنْ عَذَابِ اللهِ اَبَداً{اَرَاَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَايَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ( وَلَايَكُونُ هَذَا الْحَضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ اِلَّا بِالضَّغْطِ عَلَى هَذِهِ الْمِيلِيشْيَاتِ عَدِيمَةِ الضَّمِيرِ وَعَدَمِ الشِّرَاءِ مِنْهَا اَبَداً حَتَّى تَنْخَفِضَ الْاَسْعَارُ وَلَوْ اَدَّى ذَلِكَ اِلَى مَوْتِ هَؤُلَاءِ الْخَوَنَةِ الْمِلِيشْيَوِيَّةِ مِنَ الْجُوعِ: فَاِمَّا اَنْ نَعِيشَ جَمِيعاً فُقَرَاءَ وَاَغْنِيَاءَ بِمَا يُرْضِي اللهَ وَنَتَقَاسَمَ لُقْمَةَ الْعَيْشِ فِيمَا بَيْنَنَا جَمِيعاً خَوَنَةً وَاُمَنَاءَ: وَاِمَّا اَنْ نَمُوتَ جَمِيعاً مِنَ الْجُوعِ: نعم ايها الاخوة المحاصرون: فَاِذَا رَفَضَتِ الْمِيلِشِيَاتُ الْخَائِنَةُ اَنْ تَتَقَاسَمَ لُقْمَةَ الْعَيْشِ مَعَكُمْ بِسِعْرٍ عَادِلٍ مَعْقُول: فَلَايَجُوزُ لَكُمْ شَرْعاً اَنْ تَشْتَرُوا مِنْهَا بِثَمَنٍ فَاحِشٍ اَبَداً لِمَاذَا؟ لِاَنَّكُمْ اِذَا اشْتَرَيْتُمْ مِنْهَا بِثَمَنٍ فَاحِشٍ: فَاَنْتُمْ مُشْتَرِكُونَ مَعَهَا فِي الْاِثْمِ وَالْعَذَابِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{ يَااَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اِنَّ كَثِيراً مِنَ الْاَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ(الرُّوسِ الْاُورْثُوذُكْسِ الْخَوَنَةِ وَالْكَاثُولِيكِ وَالْيَهُودِ وَالصَّفَوِيِّينَ وَاَذْنَابِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَعَ الْاَسَفِ{ لَيَاْكُلُونَ اَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَايُنْفِقُونَهَا(فِي هَذِهِ الْمَنَاطِقِ الْمُحَاصَرَةِ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَالْاَطْفَالِ وَالْاَبْرِيَاءِ{فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ اَلِيم يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ(وَجِبَاهُكُمْ وَجُنُوبُكُمْ وَظُهُورُكُمْ اَنْتُمْ اَيْضاً اَيُّهَا الْاِخْوَةُ فِي الْمَنَاطِقِ الْمُحَاصَرَةِ{هَذَا مَاكَنَزْتُمْ لِاَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَاكُنْتُمْ تَكْنِزُون(نعم ايها الاخوة: هَذَا هُوَ الْاِسْلَامُ: وَهَذَا هُوَ مُرَادُهُ: وَمَنْ قَالَ لَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنَّ الْفَقِيرَ اَعْفَاهُ اللهُ مِنْ حَضِّ الْاَغْنِيَاءِ عَلَى اِطْعَامِ فَقِير ٍمِثْلِهِ وَسَمَحَ لَهُ اَنْ يَحْسُدَهُ وَاَلَّا يُرِيدَ بِهِ الْخَيْرَ: نعم اخي: فَرُبَّمَا يُخَوِّنُ الدَّائِنُ الْمَدِينَ وَيَطْعَنُ ظُلْماً فِي كِتَابَةِ الْكَاتِبِ بِالْعَدْلِ وَيَتَّهِمُهُ بِالتَّزْوِيرِ: وَرُبَّمَا يُخَوِّنُ الْمَدِينُ الدَّائِنَ وَيَطْعَنُ أَيْضاً ظُلْماً فِي كِتَابَةِ الْكَاتِبِ بِالْعَدْلِ وَيَتَّهِمُهُ بِالتَّزْوِيرِ: وَرُبَّمَا يُخَوِّنُ الدَّائِنُ الْمَدِينَ اَوْ يُخَوِّنُ الْمَدِينُ الدَّائِنَ بِتَوَاطُؤٍ مَعَ الْكَاتِبِ الْخَائِنِ: وَرُبَّمَا يَتَوَاطَؤُ الدَّائِنُ وَالْمَدِينُ مَعاً بِالْخِيَانَةِ عَلَى الْكَاتِبِ بِالْعَدْلِ لِتَشْوِيهِ سُمْعَتِهِ اَوْ لِاَنَّهُ طَلَبَ مِنْهُمَا سَمْسَرَةً اَوْ اُجْرَةً عَلَى كِتَابَتِهِ يُرِيدَانِ التَّهَرُّبَ مِنْهَا: ولذلك جاء قوله تعالى{وَلَايُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَاشَهِيد( وَلِذَلِكَ اَيْضاً ايها الاخوة مِنْ اَجْلِ اَنْ يَقْطَعَ اللهُ الطَّرِيقَ عَلَى الْخِيَانَةِ وَالتَّخْوِينِ بِكَافَّةِ اَشْكَالِهِ وَاَشْكَالِهَا: اَمَرَ بِاِحْضَارِ الشُّهُودِ اِلَى حَلَبَةِ الْمُصَارَعَةِ: عَفْواً نَقْصُدُ اِلَى حَلَبَةِ الدَّيْنِ مِنْ اَجْلِ تَوْثِيقِ الْحَقِّ لِلدَّائِنِ وَالْمَدِينِ مَعاً بِمَزِيدٍ مِنَ الدَّعْمِ الْاِضَافِيِّ الْمُضَافِ اِلَى مَايَكْتُبُهُ كَاتِبُ الْعَدْلِ: نعم اخي: فَلَابُدَّ مِنْ اِحْضَارِ الشُّهُودِ: فَرُبَّمَا هَذِهِ الْأَوْرَاقُ الَّتِي كَتَبَهَا كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ سُرِقَتْ: اَوْ قَامَ اَحَدٌ مَا بِاِتْلَافِهَا: اَوْ جَاءَتْ عَلَيْهَا غَارَةٌ مِنَ الْبَحْرِيَّةِ الرُّوسِيَّةِ: اَوْ مِنَ الْبَرَامِيلِ الْمُتَفَجِّرَةِ وَاَحْرَقَتْهَا: اَوْ دَخَلَ فَيْرُوسٌ رُوسِيٌّ اَوْ اِيرَانِيٌّ اِلَى أَجْهِزَةِ الْكُومْبْيُوتَرِ وَالْحَاسُوبِ لِيُزَوِّرَ الِانْتِخَابَاتِ الْاَمْرِيكِيَّةِ: عَفْواً لِيُزَوِّرَ الْمُعَامَلَاتِ الْقَرْضِيَّةَ: فَاَتَى عَلَيْهَا وَاَتْلَفَهَا: وَلِذَلِكَ كَانَ لَابُدَّ مِنْ اِحْضَارِ شَاهِدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمُ الْمُسْلِمِينَ حَصْراً: اَوْ رَجُلٌ وَامْرَاَتَيْنِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ مِنْ دِينِكُمْ اَوْ مِنْ غَيْرِ دِينِكُمْ مِمَّنْ قَالَ اللهُ فِيهِمْ{وَمِنْ اَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ اِنْ تَاْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ اِلَيْكَ{وَمِنْ اَهْلِ الْكِتَابِ اُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُون(لَكِنْ مَاذَا لَوْ تَوَاطَاَ الشُّهُودُ مَعَ كَاتِبِ الْعَدْلِ اَوْ مَعَ الدَّائِنِ اَوْ مَعَ الْمَدِينِ مِنْ اَجْلِ تَحْقِيقِ مَصْلَحَةٍ مَا عَلَى حِسَابِ تَعَاسَةِ الطَّرَفِ الْآَخَرِ وَظُلْمِهِ: مَاذَا لَوْ حَصَلَتْ هَذِهِ الْخِيَانَةُ مِنَ الشُّهُودِ: مَاذَا لَوْ حَصَلَتْ خِيَانَةٌ مِنَ الْجَمِيعِ: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّنَا نَثِقُ اِلَى آَخِرِ لَحْظَةٍ بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ [لَاتَجْتَمِعُ اُمَّتِي عَلَى ضَلَالَةٍ( لَكِنْ اِنْ أَرَادَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اَنْ يَقْضِيَ اَمْراً كَانَ مَفْعُولاً فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْاَمْرِ شَيْءٌ( فِي اجْتِمَاعِهَا عَلَى هُدىً اَوْ ضَلَالَةٍ اَوْ فِي تَفَرُّقِهَا عَلَى هُدىً لِفَرِيقٍ وَعَلَى ضَلَالَةٍ لِلْفَرِيقِ الْآَخَرِ: نَعَمْ اَخِي: وَلَوْ أَرَادَ سُبْحَانَهُ أَيْضاً اَنْ يَقْضِيَ اَمْراً كَانَ مَفْعٌولاً فِي قَوْلِهِ{لَوْ اَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَااَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ(فَنَحْنُ هُنَا أَيْضاً لَيْسَ لَنَا مِنَ الْاَمْرِ شَيْءٌ اِلَّا اَنْ نَعْمَلَ بِالْقَاعِدَةِ الشَّرْعِيَّةِ الْمَعْرُوفَةِ ((نَحْكُمُ بِالظَّاهِرِ وَاللهُ يَتَوَلَّى السَّرَائِرَ)) لَكِنَّنَا نُدْرِكُ جَيِّداً اَنَّهُ سُبْحَانَهُ أَحَاطَ الدَّيْنَ بِهَالَةٍ كَبِيرَةٍ جِدّاً مِنَ الْوِقَايَةِ وَبِسُورٍ مَنِيعٍ مِنَ الصَّعْبِ اخْتِرَاقُهُ اِنْ لَمْ يَكُنْ شِبْهَ مُسْتَحِيل مِنْ اَجْلِ الْحِفَاظِ عَلَى حُقُوقِ النَّاسِ الَّذِينَ لَايَاْمَنُونَ بَعْضَهُمْ بَعْضاً: فَاِنْ اَمِنَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فَلَيْسُوا بِحَاجَةٍ اِلَى كِتَابَةِ الدَّيْنِ وَلَا اِلَى كَاتِبِ الْعَدْلِ وَلَا اِلَى شَاهِدَيْنِ وَلَا اِلَى اَنْ يُوَثِّقُوا حُقُوقَهُمْ بِمَزِيدٍ مِنَ الشُّهُودِ مِنْ رَجُلٍ وَلَاامْرَاَتَيْنِ وَلَا اِلَى الْمُسْلِمِينَ وَلَا اِلَى غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ لِيَشْهَدُوا لَهُمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى بَعْدَ كُلِّ هَذَا التَّفْصِيلِ فِي اُمُورِ التَّدَايُنِ{فَاِنْ اَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً(فَلَسْتُمْ بِحَاجَةٍ اِلَى ذَلِكَ التَّفْصِيلِ كُلِّهِ{فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ اَمَانَتَهُ(نعم ايها الاخوة: فَاِذَا كَانَ الْاِسْلَامُ يَثِقُ فِي اُنَاسٍ يَاْتَمِنُونَ بَعْضَهُمْ بَعْضاً رِجَالاً وَنِسَاءً وَلَايَنْتَقِصُ مِنْ قَدْرِهِمْ: فَكَيْفَ يَنْتَقِصُ مِنْ قَدْرِ الْمَرْاَةِ اِنْ كَانَتْ اَهْلاً لِلثِّقَةِ وَكَيْفَ يَظْلِمُهَا: وَلْنَفْرِضْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنَّ هَذِهِ الْمَرْاَةَ الَّتِي يَزْعُمُ الْاَفَّاكُ الْاَثِيمُ اَنَّ الْاِسْلَامَ يَظْلِمُهَا وَيَنْتَقِصُ مِنْ قَدْرِهَا هِيَ الَّتِي تُرِيدُ اَنْ تُقْرِضَ امْرَاَةً مِثْلَهَا اَوْ رَجُلاً اَوْ تَقْتَرِضَ مِنْهَا اَوْ مِنْ رَجُلٍ: وَلْنَفْرِضْ اَنَّهَا لَاتَاْمَنُ شَاهِدَيْنِ رَجُلَيْنِ عَلَى اَمْوَالِهَا لَيْسَ فِيهِمَا عُنْصُرٌ نِسَائِيٌّ وَاحِدٌ: وَلْنَفْرِضْ اَنَّهَا لَاتُرِيدُ مِنَ الرِّجَالِ اِلَّا رَجُلَيْنِ يَطَّلِعَانِ عَلَى خُصُوصِيَّاتِهَا فِي اَمْوَالِهَا وَهُمَا كَاتِبُ الْعَدْلِ وَالشَّاهِدُ الرَّجُلُ الَّذِي اَمَرَ اللهُ بِشَهَادَتِهِ مَعَ الْمَرْاَتَيْنِ: وَلْنَفْرِضْ اَنَّهَا تَخَافُ عَلَى اَمْوَالِهَا مِنَ الشُّهْرَةِ الَّتِي رُبَّمَا تَجْلِبُ الطَّمَعَ وَالسَّرِقَةَ اِلَى اَمْوَالِهَا اِذَا رَافَقَهَا الْحَسَدُ وَهِيَ تَعْلَمُ جَيِّداً اَنَّ الرَّجُلَ اَقْدَرُ عَلَى السَّرِقَةِ مِنَ الْمَرْاَةِ: فَاَيْنَ الْمُشْكِلَةُ بِوُجُودِ شَاهِدٍ وَاحِدٍ مِنَ الرِّجَالِ وَاثْنَتَيْنِ مِنْ هَذَا الْعُنْصُرِ النِّسَائِيِّ مِنْ بَنَاتِ جِنْسِهَا الَّتِي تَرْتَاحُ لِشَهَادَتِهِمَا اَكْثَرَ مِمَّا تَرْتَاحُ لِشَهَادَةِ الرَّجُلِ: بِالتَّاْكِيدِ سَتَكُونُ مَسْرُورَةً وَمُرْتَاحَةً وَمُطْمَئِنَّةً اَكْثَرَ عَلَى اَمْوَالِهَا الّتِي اقْتَرَضَتْهَا لِتَعُودَ بِهَا لَاحِقاً اِلَى صَاحِبَةِ الْحَقِّ دُونَ زِيَادَةٍ مُجْحِفَةٍ بِحَقّهَا: اَوْ عَلَى اَمْوَالِهَا الّتِي اَقْرَضَتْهَا لِتَعُودَ اِلَيْهَا دُونَ نُقْصَانٍ بَخْسٍ مُجْحِفٍ بِحَقِّهَا اَيْضاً: وَلْنَفْرِضْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنَّ هَاتَيْنِ الشَّاهِدتَيْنِ مِنْ بَنَاتِ جِنْسِهَا لَمْ تَضِلَّ اِحْدَاهُمَا: فَهَلْ اِحْدَاهُمَا هُنَا بِحَاجَةٍ اِلَى اَنْ تُذَكِّرَ الْاُخْرَى: طَبْعاً لَيْسَتْ بِحَاجَة: وَبِالتَّالِي فَاِنَّ الدَّائِنَتَيْنِ سَتَكُونَانِ مُطْمَئِنَّتَيْنِ عَلَى حُقُوقِهِمَا اَكْثَرَ وَاَكْثَرَ بِوُجُودِ شَاهِدَتَيْنِ اَقْوَالُهُمَا مُتَطَابِقَةٌ فِيمَا لَوْ فَكَّرَ الشَّاهِدُ الرَّجُلُ الَّذِي سَيَشْهَدُ مَعَهُمَا اَنْ يَلْعَبَ بِذَيْلِهِ وَيَشْهَدَ كَذِباً وَزُوراً اَوْ نَاسِياً غَيْرَ مُتَعَمِّدٍ لِلْكَذِبِ وَالزُّورِ اَوْ مَاتَ قَضَاءً وَقَدَراً: فَاِنْ ضَلَّتْ اِحْدَاهُمَا اَيْضاً فِي هَذِهِ الْحَالَةِ بِاِثْمٍ اَوْ بِغَيْرِ اِثْمٍ: فَمَا زَالَ اَمَامَ الْمَرْاَةِ الَّتِي اقْتَرَضَتْ اَوْ اَقْرَضَتْ كَرْتاً بَدِيلاً لَمْ يَحْتَرِقْ بَعْدُ وَهُوَ هَذِهِ الْمَرْاَةُ الَّتِي اَمَرَهَا اللهُ اَنْ تُذَكِّرَ الْاُخْرَى: فَاِنْ ضَلَّ الْجَمِيعُ بِاِثْمٍ اَوْ مِنْ غَيْرِ اِثْمٍ وَضَاعَتِ الْحُقُوقُ فَمَهْمَا سَقَطَتْ حُقُوقُ النَّاسِ بِالتَّقَادُمِ عِنْدَ النَّاسِ: فَاِنَّهَا لَاتَسْقُطُ عِنْدَ اللهِ اَبَداً: وَسَيَاْتِي بِهَا وَلَوْ مَرَّ عَلَى ضَيَاعِهَا مِئَاتٌ بَلْ آَلَافٌ بَلْ مَلَايِينٌ بَلْ مِلْيَارَاتٌ بَلْ بَلَايِينٌ مِنَ السِّنِينِ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَاتُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَاِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ اَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِين(سَوَاءٌ كَانَتْ هَذِهِ الْحُقُوقُ أَمْوَالاً اَوْ دِمَاءً اَوْ اَعْرَاضاً اَوْ تَكَالِيفَ شَرْعِيَّةٍ مِنْ اَرْكَانِ اِيمَانٍ اَوْ اِسْلَام(وَالْخُلَاصَةُ أَيُّهَا الْاِخْوَةُ وَالْاَخَوَاتُ: اَنَّ لَكِ الشَّرَفُ اُخْتِي: بَلْ وَصَلْتِ اِلَى قِمَّةِ الشَّرَفِ: حِينَمَا قَبِلَ اللهُ شَهَادَتَكِ فِي أَطْوَلِ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآَنِ وَهِيَ سُورَةُ الْبَقَرَةِ: ضِمْنَ أَطْوَلِ آَيَةٍ فِيهَا وَهِيَ آَيَةُ الْمُدَايَنَةِ: وَفِي سُورَةٍ فِيهَا اَفْضَلُ آَيَةٍ وَهِيَ آَيَةُ الْكُرْسِيِّ: نعم اختي: فَانْظُرِي كَيْفَ احْتَرَمَ الْإِسْلَامُ عَقْلَكِ وَلَوْ بِشَهَادَةٍ مُتَنَاقِضَةٍ مَعَ شَهَادَةِ الرَّجُلِ الَّذِي يَشْهَدُ مَعَكِ بِوُجُودِ امْرَاَةٍ تُذَكِّرُكِ: وَلَمْ يَتَّهِمْ عَقْلَكِ بِالتَّضْيِيعِ وَلَا الْخَبَلِ وَلَا الْمَعْتُوهَةِ الَّتِي لَاتَدْرِي مَاتَقُولُ اَوْ تَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ غَيْرِ مَسْؤُولٍ: مِمَّا يَدُلُّ عَلَى اَنَّهُ لَايَحِقُّ لِاَحَدٍ فِي الْمَحْكَمَةِ الشَّرْعِيَّةِ اَنْ يَطْعَنَ بِشَهَادَةِ اَحَدٍ مِنَ الشُّهُودِ الرِّجَالِ بِوُجُودِ امْرَاَتَيْنِ تُذَكِّرُ اِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى حِفَاظاً عَلَى الْحُقُوقِ: وَمِنْ بَابِ أَوْلَى حِفَاظاً عَلَى الدِّمَاءِ أَيْضاً: فَلَوْ شَهِدَ رَجُلَانِ عَلَى جَرِيمَةِ قَتْلٍ بِاَقْوَالٍ مُتَنَاقِضَةٍ: فَيَجُوزُ هُنَا لِلْمُسْتَشَارِينَ فِي الْمَحْكَمَةِ اَنْ يَطْعَنُوا بِشَهَادَةِ اَحَدِهِمَا اَوْ كِلَيْهِمَا مَعاً بِمَا يَخْدِمُ مَجْرَى التَّحْقِيقِ وَلَايُؤَثِّرُ عَلَيْهِ: لَكِنْ لَايَجُوزُ لَهُمْ شَرْعاً اَنْ يَطْعَنُوا بِشَهَادَةِ اَحَدٍ مِنَ الشُّهُودِ الرِّجَالِ بِوُجُودِ شَاهِدَتَيْنِ تُذَكِّرُ اِحْدَاهُمَا الْأَخْرَى وَلَوْ كَانَتْ اَقْوَالُ اِحْدَاهُمَا مُتَنَاقِضَةً مَعَ اَقْوَالِ الشَّاهِدِ الرَّجُلِ: نعم اختي: لَكِنْ لِمَاذَا لَمْ يَجْعَلِ الْإِسْلَامُ سَبِيلاً اِلَى الشَّاهِدِ الرَّجُلِ الَّذِي مَعَهَا لِيُذَكِّرَهَا اِذَا ضَلَّتْ: لِمَاذَا جَعَل هَذَا السَّبِيلَ لِامْرَاَةٍ مِثْلِهَا تُذَكِّرُهَا اِذَا ضَلَّتْ: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اُخْتِي: اَنَّ هَذَا اَكْبَرُ دَلِيلٍ عَلَى اَنَّ الْإِسْلَامَ لَمْ يَرْفَعْ مِنْ قَدْرِ الْمَرْاَةِ وَشَهَادَتِهَا هُنَا بِرَجُلٍ: وَاِنَّمَا رَفَعَ قَدْرَهَا وَجَعَلَ لِشَهَادَتِهَا قِيمَةً بِامْرَاَةٍ مِثْلِهَا: فَلَوْ كَانَ الْإِسْلَامُ يُرِيدُ اَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ قَدْرِ الْمَرْاَةِ كَمَا يَزْعُمُ الْجُرْثُومَةُ الدُّوْدْ اِدْوَارْدْ: لَجَعَلَ لِلرَّجُلِ سَبِيلاً اِلَى عَقْلِهَا مُتَسَلِّطاً عَلَيْهِ لِيُذَكِّرَهَا اِذَا ضَلَّتْ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ لِمَاذَا؟ لِيَلْفِتَ نَظَرَنَا اِلَى اَنَّ لِلْمَرْاَةَ كَيَانَهَا الْخَاصَّ وَشَخْصِيَّتَهَا الْمُخْتَلِفَةَ عَنْ شَخْصِيَّةِ الرَّجُلِ وَعَقْلَهَا الْمُسْتَقِلَّ عَنْ عَقْلِ الرَّجُلِ اِلَى دَرَجَةِ اَنَّ الْإِسْلَامَ يَاْبَى هُنَا اَنْ تُحَاكِيَ عَقْلَهَا بِعَقْلِ الرَّجُلِ وَاِنَّمَا بِعَقْلِ امْرَاَةٍ مِثْلِهَا: فَلَادَوَاءَ لِلْمَرْاَةِ اِلَّا امْرَاَةٌ مِثْلُهَا هُنَا: وَلَاتَفْهَمُ الْمَرْاَةَ اِلَّا امْرَاَةٌ مِثْلُهَا؟ وَلَعَنَ اللهُ الْمُتَرَجِّلَاتِ السُّحَاقِيَّاتِ مِنَ النِّسَاءِ اِنْ لَمْ يَتُبْنَ اِلَى اللهِ: لِيَلْفِتَ الْإِسْلَامُ نَظَرَكِ دَائِماً اُخْتِي اِلَى اَنَّهُ وَاِنْ جَعَلَ لِلرَّجُلِ سَبِيلاً اِلَى اَنْ يَتَسَلَّطَ عَلَى عَاطِفَتِكِ: فَاِنَّهُ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ هَذَا السَّبِيلَ اِلَّا مِنْ اَجْلِ اِقَامَتِكِ لِعَلَاقَةٍ مَشْرُوعَةٍ عَنْ طَرِيقِ زَوَاجٍ مَشْرُوعٍ مَعَهُ مِنْ اَجْلِ اسْتِمْرَارِ النَّسْلِ الْبَشَرِيِّ وَالذُّرِّيَّةِ: وَلَكِنَّ الْإِسْلَامَ مَعَ ذَلِكَ لَمْ يَجْعَلْ لِلرَّجُلِ سَبِيلاً اِلَى اَنْ يَتَسَلَّطَ عَلَى عَقْلِكِ: فَاِذَا غَلَبَتْكِ عَاطِفَتُكِ وَوَقَعْتِ مَعَهُ فِي الْفَاحِشَةِ: فَاَيْنَ كَانَ عَقْلُكِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلِ الْإِسْلَامُ لِلْعَاهِرِ الَّذِي مَارَسَهَا مَعَكِ سَبِيلاً لِلتَّسَلُّطِ عَلَيْهِ: فَلَاحُجَّةَ لَكِ عَلَى اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اِنْ لَمْ تَتُوبِي اِلَى الله: نعم اختي: لَكِنْ لِمَاذَا لَايَقْبَلُ الْإِسْلَامُ شَهَادَتَكِ عَلَى الزِّنَى وَلَا عَلَى عَقْدِ الزَّوَاجِ: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: مِنْ اَجْلِ اَلَّا يُحْرِجَكِ: وَحِفَاظاً عَلَى سُمْعَتِكِ كَامْرَاَةٍ: فَهَلْ مِنَ اللَّائِقِ اَنْ تَرَى الْمَرْاَةُ بِعَيْنَيْهَا رَجُلاً يَزْنِي مَعَ امْرَاَةٍ وَيُدْخِلُ عُضْوَهُ الذَّكَرِيَّ وَيُخْرِجُهُ بِاسْتِمْرَارٍ فِي فَرْجِهَا كَالْمِيلِ فِي الْمِكْحَلَةِ: وَهَلْ مِنَ اللَّائِقِ اَنْ تَقِفَ الْمَرْاَةُ فِي الْمَحْكَمَةِ: وَاَنْ تَشْهَدَ عَلَى تَفَاصِيلِ الْعَمَلِيَّةِ الْعَاهِرَةِ الْجِنْسِيَّةِ اَمَامَ الرِّجَال: نعم اختي: حَتَّى وَلَوْ كَانَتِ الْجَلْسَةُ سِرِّيَّةً وَمُغْلَقَةً فِي الْمَحْكَمَةِ: فَاَيُّ امْرَاَةٍ تَمْتَلِكُ الْجُرْاَةَ وَالْعَيْنَ الْقَوِيَّةَ لِتَشْهَدَ عَلَى الزِّنَى اَمَامَ الرَّجُلِ وَلَوْ كَانَ قَاضِياً اِلَّا اِذَا كَانَتْ جُرْاَةً وَقِحَةً وَعَيْناً وَقِحَةً وَشِرْشاً مِنَ الْحَيَاءِ قَدْ طَقَّ مِنْ رَاْسِهَا كَمَا يَقُولُ الْعَوَامُّ عِنْدَنَا: وَلِذَلِكَ عَفَاهَا الْإِسْلَامُ مِنْ هَذِهِ الشَّهَادَةِ؟ لِمَا فِيهَا مِنْ اِحْرَاجٍ كَبِيرٍ لِلْمَرْاَةِ اَمَامَ الرِّجَالِ وَمِنْ اَجْلِ الْحِفَاظِ عَلَى سُمْعَتِهَا أَيْضاً لِتَنْجُوَ مِنْ قَالَةِ السُّوءِ الَّذِينَ يَعْشَقُونَ الْفَضَائِحَ وَلَايَرْحَمُونَ الرَّجُلَ قَاذِفِينَ إِيَّاهُ بِاللِّوَاطِ فَكَيْفَ سَيَرْحَمُونَ الْمَرْاَةَ حَتَّى وَلَوْ نَجَتْ مِنِ اتِّهَامِهِمْ لَهَا بِالزِّنَا: فَهَلْ سَتَنْجُو مِنِ اتِّهَامِهِمْ لَهَا بِالْبَصْبَصَةِ الَّتِي تَرُوقُ لَهَا بِزَعْمِهِمْ وَالتَّحَسُّسِ وَالتَّجَسُّسِ وَالتَّتَبُّعِ لِعَوْرَاتِ النَّاس: نعم اختي: لَيْسَ ذَلِكَ كُلُّهُ حُلْواً بِحَقِّكِ وَلَا لَائِقاً اَبَداً: وَلِذَلِكَ عَفَاكِ الْإِسْلَامُ مِنْ هَذِهِ الشَّهَادَةِ: نعم اختي المسلمة: اَللهُ تَعَالَى جَعَلَ شَهَادَتَكِ فِي مَجَالِ الدَّيْنِ شَهَادَةَ اخْتِصَاصٍ لَا انْتِقَاص: اِلَّا اِذَا اَرَدْتِّ اَنْتِ لِنَفْسِكِ اَوْ لِدِينِكِ هَذَا الِانْتِقَاصَ بِشَهَادَةِ زُورٍ تَشْهَدِينَهَا عَلَى التَّدَايُنِ بِالدَّيْنِ: فَرُبَّمَا اسْتَشْهَدَ الْمُتَدَايِنَانِ عَلَى دَيْنِهِمَا بِيَهُودِيَّةٍ اَوْ مَسِيحِيَّةٍ اِلَى جَانِبِ شَهَادَتِكِ: وَرُبَّمَا طَعَنَتْ هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ اَوِ الْمَسِيحِيَّةُ بِشَهَادَتِكِ ظُلْماً: وَرُبَّمَا طَعَنَتْ بِهَا عَدْلاً: فَلَوْ طَعَنَتْ بِهَا عَدْلاً وَلَمْ تَتَرَاجَعِي عَنْهَا: فَاِنَّ مَشَايِخَ الضَّلَالِ مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ رَسَّخُوا فِي ذِهْنِهَا* (الَّذِي هُوَ فِي اَصْلِهِ رُومِيٌّ بِيزَنْطِيٌّ يَهُودِيٌّ بُطْرُسِيٌّ نِيقِيٌّ يَنْتَظِرُ الْإِسْلَامَ عَلَى غَلْطَةٍ وَلَوْ صَغِيرَةٍ لِيَتَّهِمَهُ بِالْخِيَانَةِ الْعُظْمَى وَالْهَرْطَقَةِ وَالتَّجْدِيفِ) *اَنَّ الْعَيْبَ فِي دِينِ الْاِسْلَامِ وَلَيْسَ فِي دِينِهَا: فَتَاْخُذُهَا الْحَمِيَّةُ عَلَى دِينِهَا عَلَى حِسَابِ سُمْعَةِ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ يَصُبُّ فِي مَصْلَحَةِ الدَّائِنِ وَالْمَدِينِ مَعاً: لَكِنْ سَتَرْتَفِعُ اَسْهُمُ دِينِهَا فِي نَظَرِ النَّاسِ: وَتَنْخَفِضُ اَسْهُمُ الْاِسْلَامِ كَمَا تَحَدَّثْنَا عَنْ ذَلِكَ فِي بِدَايَةِ الْمُشَارَكَةِ بِمَا يَكْفِي: وَلِذَلِكَ اَنْتِ هُنَا اُخْتِي الْمُسْلِمَةُ اَمَامَ مُفْتَرَقٍ مِنَ الطُّرُقِ: فَاِمَّا اَنْ تَبِيعِي سُمْعَةَ دِينِكِ وَاَسْهُمَهُ بِاِصْرَارِكِ عَلَى شَهَادَةِ الزُّورِ: وَاِمَّا اَنْ تَقْبَلِي الذِّكْرَى وَلَوْ مِنْ يَهُودِيَّةٍ اَوْ مَسِيحِيَّةٍ وَتَتَرَاجَعِي عَنْ شَهَادَتِكِ وَتَبْقَى كَفَّةُ الْإِسْلَامِ وَاَسْهُمُهُ مُتَاَرْجِحَةً فِي نَظَرِهِمْ مَعَ كَفَّةِ دِينِهِمْ وَاَسْهُمِهِ وَلَايَمُنُّونَ عَلَيْكِ بِدِينِهِمْ وَلَابِاَقْوَالِ مَشَايِخِ الضَّلَالِ مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ اَنَّ الْمُسْلِمِينَ شَوَّهُوا سُمْعَةَ دِينِهِمْ: نعم اختي: سَرَقَ اَحَدُ أَبْنَائِنَا النُّصَيْرِيِّينَ مَسْرُوقَاتٍ تُعَادِلُ قِيمَتُهَا مِلْيُونَ لَيْرَةٍ سُورِيَّةٍ: فَجَاؤُوا بِهِ اَمَامَ الْقَضَاءِ فِي طَرْطُوسَ: فَجَحَدَهَا وَاَنْكَرَهَا: فَوَضَعُوا اَمَامَهُ مُصْحَفاً وَقَالُوا لَهُ ضَعْ يَدَكَ عَلَى هَذَا الْمُصْحَفِ وَقُلْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ اُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ اَنِّي لَمْ اَفْعَلْ: فَاَطْرَقَ رَاْسَهُ فِي الْأَرْضِ وَقَالَ ثَلَاثَ مَرَّاتِ اُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ اَنِّي فَعَلْتُ: فَقَالُوا لَهُ لِمَاذَا تَرَاجَعْتَ عَنْ اِنْكَارِكَ: فَقَالَ لَااَبِيعُ ذَلِكَ الْكِتَابَ الَّذِي اَمَامِي بِكُنُوزِ الْأَرْضِ قَاطِبَةً: فَحَكَمُوا عَلَيْهِ بِالسِّجْنِ شَهْراً وَاحِداً فَقَطْ ثُمَّ اَخْرَجُوهُ وَعَفَوْا عَنْهُ وَلَمْ يَاْخُذُوا عَلَيْهِ أَيَّ تَعَهُّدٍ: نعم اختي المسلمة: فَاِنْ عُثِرَ عَلَى اَنَّ هَذِهِ الْيَهُودِيَّةَ اَوِ الْمَسِيحِيَّةَ اسْتَحَقَّتْ اِثْماً بِطَعْنِهَا ظُلْماً بِشَهَادَتِكِ: فَاَنْتِ تَقُومِينَ مَقَامَهَا فَتُقْسِمِينَ بِاللهِ وَاَنْتِ وَاضِعَةٌ يَدَكِ عَلَى الْمُصْحَفِ لَشَهَادَتُكِ اَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهَا وَمَااعْتَدَيْتِ اِنَّكِ اِذاً لِمَنَ الظَّالِمِين: نعم اختي اليهودية والمسيحية: وَاِنْ عُثِرَ عَلَى اَنَّ هَذِهِ الْمُسْلِمَةَ اسْتَحَقَّتْ اِثْماً بِطَعْنِهَا فِي شَهَادَتِكِ اَوْ بِاِصْرَارِهَا عَلَى شَهَادَةِ الزُّورِ: فَاَنْتِ هُنَا تَقُومِينَ مَقَامَهَا فَتُقْسِمِينَ بِاللهِ وَاَنْتِ وَاضِعَةٌ يَدَكِ عَلَى الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ اَنَّ شَهَادَتَكِ اَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهَا وَمَااعْتَدَيْتِ اِنَّكِ اِذاً مِنَ الظَّالِمِين: نعم اخي الدائن والمدين: نعم اخي كاتب العدل: نعم أيها الاخوة الشهود: وَاِنْ عُثِرَ عَلَى اَنَّ الْجَمِيعَ اسْتَحَقَّ اِثماً: فَيَحْكُمُ الْقَاضِي هُنَا بِنَاءً عَلَى شَهَادَةِ الشُّهُودِ وَلَوْ ضَاعَتِ الْحُقُوقُ: وَلَعَنَ اللهُ قَوْماً ضَاعَ الْحَقُّ بَيْنَهُمْ: فَاِذَا اَفْلَتَ الشُّهُودُ مِنْ قَبْضَةِ الْعَدَالَةِ: فَاِنَّهُمْ لَنْ يُفْلِتُوا مِنْ قَبْضَةِ اللهِ: كَمَا اَنَّ الْمُلَاعِنَةَ وَلَوْ اَفْلَتَتْ مِنْ قَبْضَةِ الْعَدَالَةِ: فَاِنَّهَا لَنْ تُفْلِتَ مِنْ قَبْضَةِ اللهِ وَلَوْ حَكَمَ الْقَاضِي لِمَصْلَحَتِهَا بِنَاءً عَلَى اَرْبَعِ شَهَادَاتٍ بِاللهِ تَشْهَدُهَا كَاذِبَةً عِنْدَ الْمُلَاعِنَةِ اَنَّ زَوْجَهَا كَاذِبٌ فِيمَا يَرْمِيهَا بِهِ مِنَ الْخِيَانَةِ الزَّوْجِيَّةِ: بَلْ وَلَوْ جَلَبَتْ غَضَبَ اللهِ عَلَيْهَا اِنْ كَانَ زَوْجُهَا صَادِقاً فِيمَا يَرْمِيهَا بِهِ مِنَ الْخِيَانَةِ الزَّوْجِيَّةِ فَحَكَمَ الْقَاضِي لِمَصْلَحَتِهَا مِنْ أَمْوَالِ زَوْجِهَا مِنْ نَفَقَةٍ اَوْ مَهْرٍ مُقَدَّمٍ اَوْ مُؤَخَّرٍ وَهِيَ تَعْلَمُ جَيِّداً اَنَّهَا سَتَاْكُلُهُ بِالْبَاطِلِ وَفَرَّقَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ زَوْجِهَا: فَهَذِهِ لَوْ فَازَتْ بِاَمْوَالِ الدُّنْيَا كُلِّهَا وَاَفْلَتَتْ مِنْ قَبْضَةِ الْعَدَالَةِ: فَاِنَّهَا لَنْ تُفْلِتَ مِنْ قَبْضَةِ اللهِ وَمَااَعَدَّهُ لَهَا مِنْ عَذَابٍ: وَاِنَّ دَقِيقَةً وَاحِدَةً فَقَطْ بَلْ ثَانِيَةً وَاحِدَةً فَقَطْ تَحْتَرِقُهَا فِي جَهَنَّمَ: كَفِيلَةٌ بِاَنْ تُنْسِيَهَا النَّعِيمَ الْحَرَامَ الَّذِي تَمَتَّعَتْ بِهِ مَعَ هَذِهِ الْأَمْوَالِ الْحَرَامِ: بَلْ هِيَ كَفِيلَةٌ أَيْضاً اَنْ تُنْسِيَهَا حَلِيبَ أُمِّهَا الَّذِي رَضِعَتْهُ: اِلَّا اِذَا تَابَتْ فَاَمْرُهَا اِلَى اللهِ الَّذِي يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ: لَكِنْ عَلَيْهَا اَنْ تُعِيدَ الْحُقُوقَ اِلَى زَوْجِهَا السَّابِقِ لِيَقْبَلَ اللهُ تَوْبَتَهَا: نعم اخي: لَكِنْ مَاهُوَ دَلِيلُنَا الشَّرْعِيُّ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ الشَّهَادَةِ عَلَى الْمُتَدَايِنَيْنِ وَكَاتِبِ الْعَدْلِ بِغَيْرِ الْمُسْلِمِينَ: نعم اخي: رَسُولُ اللهِ عليه الصلاة والسلام: مَاتَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ: مِمَّا يَدُلُّ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ التَّدَايُنِ مِنْ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ: فَاِذَا اَقْرَضَ يَهُودِيُّ مُسْلِماً قَرْضاً: وَطَلَبَ الْيَهُودِيُّ شَهِيدَيْنِ عَلَى دَيْنِهِ مِنَ الْمُسْلِمِ: فَاِنَّ الْإِسْلَامَ لَايُلْزِمُ الْيَهُودِيَّ اَنْ يَسْتَشْهِدَ عَلَى دَيْنِهِ مَنْ لَايَرْضَى مِنَ الشُّهَدَاءِ: وَاِذَا اَقْرَضَ مُسْلِمٌ يَهُودِيّاً قَرْضاً: فَاِنَّ الْإِسْلَامَ هُنَا أَيْضاً لَايُلْزِمُ الْمُسْلِمَ اَنْ يَسْتَشْهِدَ عَلَى دَيْنِهِ مِنْ لَايَرْضَى مِنَ الشُّهَدَاءِ: فَلَابُدَّ مِنَ الشُّهُودِ هُنَا وَفِي الْحَالَتَيْنِ اَنْ يَكُونُوا مُنَاصَفَةً بَيْنَ الْمُسْلِمِ وَبَيْنَ الْيَهُودِيِّ: فَاِنْ كَانَا رَجُلَيْنِ: فَرَجُلٌ مُسْلِمٌ وَرَجُلٌ غَيْرُ مُسْلِمٍ: وَاِنْ كَانَا رَجُلاً وَامْرَاَتَيْنِ: فَرَجُلٌ مُسْلِمٌ: وَامْرَاَةٌ يَهُودِيَّةٌ: وَامْرَاَةٌ مَسِيحِيَّةٌ: اَوْ رَجُلٌ يَهُودِيٌّ: وَامْرَاَةٌ مُسْلِمَةٌ: وَامْرَاَةٌ مَسِيحِيَّةٌ: اَوْ رَجُلٌ مَسِيحِيٌّ: وَامْرَاَةٌ مُسْلِمَةٌ: وَامْرَاَةٌ يَهُودِيَّةٌ لِمَاذَا؟ حَتَّى تَجْتَمِعَ الْأَدْيَانُ الثَّلَاثَةُ عَلَى مَائِدَةِ الدَّيْنِ لِيُعِينُوا بَعْضَهُمْ بَعْضاً بِالْقَرْضِ الْحَسَنِ غَيْرِ الرَّبَوِيِّ: نعم أيها الاخوة: لَكِنْ اِنْ قَالَتِ الْمَرْاَةُ الْيَهُودِيَّةُ لِلْمَرْاَةِ الْمَسِيحِيَّةِ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ: فَقَالَتِ الْمَرْاَةُ الْمَسِيحِيَّةُ لِلْمَرْاَةِ الْيَهُودِيَّةِ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ: فَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ كِلْتَيْهِمَا سَتَطْعَنُ بِشَهَادَةِ الْأُخْرَى: فَلَابُدَّ هُنَا مَنَ الِاسْتِعَانَةِ بِامْرَاَةٍ مُسْلِمَةٍ مِنْ اَجْلِ عَزْلِ اِحْدَاهُمَا عَنِ الشَّهَادَةِ وَوَضْعِ الْمَرْاَةِ الْمُسْلِمَةِ مَكَانَهَا لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْمُسْلِمِينَ لَايَقُولُونَ عَنِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اَنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ: بَلْ يَقُولُونَ لَهُمْ اَصْلٌ مِنْ دِينٍ سَمَاوِيٍّ: وَلِذَلِكَ اَبَاحَ الْإِسْلَامُ زَوَاجَ الْمُسْلِمِ مِنَ الْكِتَابِيَّةِ؟ لِاَنَّ كِتَابَهَا لَهُ اَصْلٌ مِنْ دِينٍ سَمَاوِيٍّ نَزَلَ عَلَى مُوسَى وَعِيسَى وَلَوْ اَنَّنَا لَانَرَى اَثَراً لِلتَّوْحِيدِ فِيهِ وَلَا أَصْلاً لَهُ: وَسُبْحَانَ الله: فَاِنَّنَا اِلَى الْآَنَ لَانَدْرِي اَيُّهَا الْاِخْوَةُ مَاهُوَ السِّرُّ الْعَجِيبُ الْغَرِيبُ مِنْ اِبَاحَةِ زَوَاجِ الْمُسْلِمِ بِالْكِتَابِيَّةِ: رُبَّمَا وَاللهُ اَعْلَمُ مِنْ اَجْلِ إِيصَالِ كَلِمَةِ التَّوْحِيدِ اِلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى عَنْ طَرِيقِ الْاُلْفَةِ: وَرُبَّمَا لَاتَحْصَلُ هَذِهِ الْاُلْفَةُ اِلَّا بِالْمُصَاهَرَةِ: وَقَدْ اَخْبَرَنَا مَنْ نَثِقُ بِهِ: اَنَّ امْرَاَةً مَسِيحِيَّةً اُورْثُوذُكْسِيَّةً طَرْطُوسِيَّةً تَفْكِيرُهَا بِيزَنْطِيٌّ مُتَحَجِّرٌ: وَمَعَ ذَلِكَ فَهِيَ الْآَنَ وَاقِعَةٌ فِي غَرَامِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ: اِلَى دَرَجَةِ اَنَّهَا تَغَارُ عَلَيْهِ مِنْ نَسْمَةِ الْهَوَاءِ: وَتُرَاقِبُ تَحَرُّكَاتِهِ عَنْ كَثَبٍ عَلَى الْوُاتْسْ اَبْ وَالْفَايْسْبُوكْ: فَاِذَا أَرْسَلَتْ اِلَيْهِ امْرَاَةٌ مَا(وَلَوْ مُسْلِمَة) رَسْماً عَلَى شَكْلِ قُبْلَةٍ عَلَى الْوُاتْسِ اَوِ الْفَايْسِ: يُجَنُّ جُنُونُهَا وَتَكَادُ تَفْقِدُ عَقْلَهَا:فَانْظُرْ رَعَاكَ اللهُ اِلَى اَعَاجِيبِ الدُّنْيَا السَّبْعِ: نعم اخي: فَبَعَثْنَا اِلَيْهَا بِرِسَالَةٍ عَبْرَ الْوُاتْسِ قَائِلِينَ: لِمَاذَا تَبْحَثِينَ فِي خُصُوصِيَّاتِ هَذَا الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ اِلَى هَذِهِ الدَّرَجَةِ: هَلْ اَنْتِ مَهْوُوسَةٌ بِحُبِّهِ: فَقَالَتْ اَنَا امْرَاَةٌ تَبْحَثُ عَنِ الْحُبِّ الْحَقِيقِيِّ وَرُبَّمَا اَجِدُهُ عِنْدَ الْمُسْلِمِين: فَبَعَثْنَا اِلَيْهَا بِرِسَالَةٍ اُخْرَى: اَيْنَ تَبْحَثِينَ عَنِ الْحُبِّ الْحَقِيقِيِّ يَامِسْكِينَة: وَاَنْتِ يَوْماً بَعْدَ يَوْمٍ فِي صُعُودٍ مُسْتَمِرٍّ نَحْوَ الْهَاوِيَةِ اِلَى طُيُورِ الْجَحِيمِ اَوَّلاً لِتَلْتَقِطَكِ بِمَنَاقِيرِهَا: وَرُبَّمَا لَنْ تَصْمُدِي وَقْتاً طَوِيلاً فِي رِحْلَتِكِ مَعَهَا: وَرُبَّمَا هِيَ اَيْضاً لَنْ تَصْمُدَ اَمَامَ رِيحٍ عَاتِيَةٍ تَضْرِبُ مَنَاقِيرَهَا وَتَجْعَلُكِ تَسْقُطِينَ مِنْهَا اِلَى الْهَاوِيَةِ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ لَنْ تَسْتَطِيعِي فِيهِ اَنْ تَلْتَقِطِي اَنْفَاسَكِ لِتَبْحَثِي عَنِ الْحُبِّ الْحَقِيقِيِّ{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَاَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ اَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيق(فَاَيْنَ تَبْحَثِينَ عَنِ الْحُبِّ الْحَقِيقِيِّ اَيَّتُهَا الْمَعْتُوهَة: هَلْ تَبْحَثِينَ عَنْهُ فِي قَعْرِ الْجَحِيم: لِمَاذَا تَبْحَثِينَ عَنْهُ وَهُوَ اَقْرَبُ اِلَيْكِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد: اِنَّهُ اللهُ الْوَاحِدُ الْاَحَدُ الَّذِي لَاشَرِيكَ لَهُ: هُنَا سَتَجِدِينَ الْحُبَّ الْحَقِيقِيَّ: اِنَّهُ مَوْجُودٌ فِي قَلْبِكِ الَّذِي لَايَتَّسِعُ لِاِلَهٍ غَيْرِهِ: وَمَهْمَا بَحَثْتِ عَنِ الْحُبِّ الْحَقِيقِيِّ فِي قَلْبِكِ: فَلَنْ تَجِدِيهِ اِلَّا اِذَا اَخْرَجْتِ مِنْهُ جَمِيعَ الْآَلِهَةِ الْمُزَيَّفَةِ وَلَمْ تُبْقِي مِنْهَا اِلَّا عُبُودِيَّتَهَا لِلهِ رَبَّ الْعَالَمِين وَمَا اَرْسَلَهَا اللهُ بِهِ مِنَ التَّوْحِيدِ: فَمَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَطِيعُ اَنْ يُلْقِيَ فِي قَلْبِ مَخْلُوقٍ خَلَقَهُ اللهُ حُبّاً حَقِيقِيّاً لَكِ اِلَّا هُوَ مَالِكُ الْقُلُوبِ الَّتِي خَلَقَهَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: فَاِنْ اَحْبَبْتِ مَعَهُ غَيْرَهُ اَنْ يَكُونَ شَرِيكاً لَهُ وَلَمْ تَسْتَطِيعِي اَنْ تَفْصِلِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ فِي الْاُلُوهِيَّةِ: وَلَمْ يَرُقْ لَكِ اَلَّا يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ اَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ: فَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّكِ تُحِبِّينَ اللهَ حُبّاً مُزَيَّفاً وَلَاتُحِبِّينَهُ حُبّاً حَقِيقِيّاً بِسَبَبِ بَقَاءِ هَذِهِ الْآَلِهَةِ الْمُزَيَّفَةِ فِي قَلْبِكِ: وَبِالنَّتِيجَةِ فَاِنَّ اللهَ تَعَالَى لَنْ يَرْزُقَكِ اِلَّا حُبّاً مُزَيَّفاً مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ وَعِبَادِهِ وَلَنْ يَرْزُقَكِ حُبّاً حَقِيقِيّاً مَهْمَا بَحَثْتِ عَنْهُ: وَلَقَدْ كَانَتِ الْفَنَّانَةُ صَبَاح اَشْطَرَ مِنْكِ: وَلَكِنَّهَا اَصَرَّتْ عَلَى عَنَادِهَا بِحُبٍّ مُزَيَّفٍ لِآَلِهَةٍ مُزَيَّفَةٍ كَالْمَسِيحِ وَاُمِّهِ: فَرَزَقَهَا اللهُ التَّعَاسَةَ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْآَخِرَةِ جَزَاءً وِفَاقاً مَعَ فَادِي لُبْنَانَ وَغَيْرِهِ: نعم اختي: وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ الْإِسْلَامَ احْتَرَمَ عَقْلَكِ حَتَّى وَلَوْ شَطَّ فِي الشَّهَادَةِ: وَلَكِنَّهُ لَمْ يَحْتَرِمْ عُقُولَ أَرْبَعَةٍ مِنَ الرِّجَالِ الصَّادِقِينَ فِيمَا رَاَوْا مِنْ فَرْجِ الرَّجُلِ فِي فَرْجِ الْمَرْاَةِ كَالْمِيلِ فِي الْمِكْحَلَةِ؟ بِسَبَبِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فَقَطْ شَطَّ فِي أَقْوَالِهِ وَلَمْ تَتَطَابَقْ أَقْوَالُهُ مَعَ اَقْوَالِ الثَّلَاثَةِ الْبَاقِينَ: وَرُبَّمَا لَوْ تَرَكَهُ الْقَاضِي فَتْرَةً مِنَ الزَّمَنِ لَتَذَكَّرَ الزِّنَى بِتَفَاصِيلِهِ وَلَمْ يَشْطُطْ وَاهْتَدَى اِلَى سَوَاءِ السَّبِيلِ: وَلَكِنَّ الْإِسْلَامَ مَعَ ذَلِكَ حَرَمَهُ مِنْ هَذِهِ الْفُرْصَةِ الذَّهَبِيَّةِ وَلَمْ يَسْمَحْ لَهُ اَنْ يَنْجُوَ بِنَفْسِهِ وَبِزُمَلَائِهِ مِنْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً حَتْمِيَّةً لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ: بَلْ زِيَادَةً عَلَى هَذَا التَّنْكِيلِ أَيْضاً: رَدَّ الشَّهَادَةَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ اِلَى الْاَبَدِ فِي قَوْلٍ مَاْثُورٍ لِبَعْضِ عُلَمَاءِ التَّفْسِيرِ: وَعَلَى الْقَوْلِ الْآَخَرِ اَنَّهَا تَعُودُ كَمَا كَانَتْ شَهَادَةً مَقْبُولَةً بَيْنَ النَّاسِ اِنْ حَسُنَتْ تَوْبَتُهُمْ وَحَسُنَ اِسْلَامُهُمْ: وَمَعَ ذَلِكَ وَفِي كُلِّ الْأَحْوَالِ: لَمْ يَجْعَلِ الْإِسْلَامُ لَهُمْ سَبِيلاً لِلنَّجَاةِ مِنْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً: وَلَمْ يَجْعَلْ سَبِيلاً لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ اَنْ يُذَكِّرَ الْآَخَرَ اِنْ لَمْ يَتَطَابَقُوا فِي اَقْوَالِهِمْ: بَلْ لَمْ يَجْعَلْ سَبِيلاً لِثَلَاثَةٍ مُجْتَمِعِينَ اَنْ يُذَكِّرُوا رَابِعاً لَمْ تَتَطَابَقْ أَقْوَالُهُ مَعَ اَقْوَالِهِمْ وَلَوْ كَانُوا صَادِقِينَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ(أَيْ عَلَى الْبِغَاءِ وَهُوَ الزِّنَى{ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاِذْ لَمْ يَاْتُوا بِالشُّهَدَاءِ(ذَوِي الْاَقْوَالِ الْمُتَطَابِقَةِ{ فَاُولَئِكَ عِنْدَ اللهِ هُمُ الْكَاذِبُون( وَلَكِنَّهُ فِي مَجَالِ الدَّيْنِ جَعَلَ سَبِيلاً لِوَاحِدَةٍ اَنْ تُذَكِّرَ الْأُخْرَى اِنْ لَمْ تَتَطَابَقْ اَقْوَالُهَا مَعَ اَقْوَالِ الرَّجُلِ الَّذِي شَهِدَ مَعَهَا: مِمَّا يَدُلُّ عَلَى اَنَّ الْإِسْلَامَ يُعْطِي لِمِصْدَاقِيَّةِ الْمَرْاَةِ فِي شَهَادَتِهَا قَدْراً يَفُوقُ الْمِصْدَاقِيَّةَ الَّتِي يُعْطِيهَا لِلرَّجُلِ فِي شَهَادَتِهِ: بِشَهَادَتِهَا عَلَى مَاهُوَ اَعْظَمُ شَهَادَةً عِنْدَ اللهِ وَهُوَ الدَّيْنُ الَّذِي بِشَهَادَتِهَا عَلَيْهِ تَحْفَظُ كَرَامَةَ النَّاسِ فِي أَمْوَالِهِمْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ امْتِهَانَ كَرَامَةِ النَّاسِ وَاحْتِقَارَهَا فِي أَمْوَالِهِمْ اَعْظَمُ جُرْماً عِنْدَ اللهِ مِنِ احْتِقَارِهَا فِي اَعْرَاضِهِمْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ غَفَرَ لِامْرَاَةٍ بَغِيٍّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ عَاهِرَةٍ وَمُسْتَهْتِرَةٍ فِي كَرَامَتِهَا وَمُحْتَقِرَةٍ لِكَرَامَتِهَا فِي عِرْضِهَا وَ مُحْتَقِرَةٍ لِكَرَامَةِ النَّاسِ فِي اَعْرَاضِهِمْ بِسَبَبِ كَلْبٍ سَقَتْهُ كَانَ يَلْحَسُ التُّرَابَ مِنْ شِدَّةِ الْعَطَشِ: وَلَمْ يَغْفِرْ سُبْحَانَهُ الدَّيْنَ وَلَوْ لِاِنْسَانٍ يَمْتَلِكُ اَكْبَرَ جَمْعِيَّةٍ فِي الْعَالَمِ مِنْ اَجْلِ الرِّفْقِ بِالْحَيَوَانِ حَتَّى وَلَوْ مَاتَ شَهِيداً فِي سَبِيل ِاللهِ: اِلَّا شَهِيدَ الْبَحْرِ: فَهُوَ الْوَحِيدُ الْمَحْظُوظُ بَيْنَ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً: فَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَهُ مَاتَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَاتَاَخَّرَ بِمَا فِي ذَلِكَ الدَّيْنَ أَيْضاً: بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ سَيَغْفِرُ لَهُ الدَّيْنَ أَيْضاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ لَوْ كَانَ يُقَاتِلُ فِي الْبَرِّ: فَاِنَّهُ يَسْتَطِيعُ اَنْ يَتَحَاشَى وُحُوشَ الْبَرِّ اِلَّا مَنْ يُقَاتِلُهُ مِنَ الْبَشَرِ مِنْ هَؤُلَاءِ الْوُحُوشِ: وَلَكِنَّهُ لَوْ كَانَ يُقَاتِلُ فِي الْبَحْرِ: فَاِنَّهُ وَلَوِ اسْتَطَاعَ اَنْ يَتَحَاشَى وُحُوشَ الْبَحْرِ مِنَ الْبَشَرِ: فَاِنَّهُ لَوْ سَقَطَ فِي الْبَحْرِ: فَاِنَّهُ غَالِباً لَنْ يَسْتَطِيعَ اَنْ يَتَحَاشَى وُحُوشَ الْبَحْرِ مِنَ الْأَسْمَاكِ الْوَحْشِيَّةِ: نعم أيها الاخوة: وَالشَّعْبُ السُّورِيُّ أَيْضاً اِنِ اسْتَطَاعَ اَنْ يَتَحَاشَى الضَّرَبَاتِ الَّتِي تَاْتِيهِ بَرّاً وَجَوّاً وَالْحِصَارَ الْمَفْرُوضَ عَلَيْهِ مِنَ الْبَرِّ وَالْجَوِّ: فَاِنَّهُ لَنْ يَسْتَطِيعَ بِحَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ اَنْ يَتَحَاشَى الْحِصَارَ الْبَحْرِيَّ الْمَفْرُوضَ عَلَيْهِ بِضَرَبَاتِهِ الْبَحْرِيَّةِ الْيَوْمِيَّةِ عَلَى الْمَشَافِي وَالْمَرْضَى بِغَيْرِ رَحْمَة: اِلَّا بِفَضْلِ شَهِيدِ الْبَحْرِ الَّذِي يَجْعَلُ هَذِهِ الْقَاذِفَاتِ الْبَحْرِيَّةَ اَثَراً بَعْدَ عَيْنٍ اِلَى الْجَحِيمِ فِي قَعْرِ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ: وَلِذَلِكَ يَغْفِرُ اللهُ الدَّيْنَ لِشَهِيدِ الْبَحْرِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الشَّعْبَ السُّورِيَّ سَيَبْقَى اِلَى الْاَبَدِ مَدِيناً لَهُ وَلِقِتَالِهِ الْبُطُولِيِّ ضِدَّ الْمُعْتَدِينَ الْجُبَنَاءِ فِي الْبَحْرِ: بِالْمُحَافَظَةِ عَلَى حَيَاةِ اَطْفَالِهِ وَحَيَاةِ مَرْضَاهُ وَحَيَاةِ ضُعَفَائِهِ: وَلِذَلِكَ غَفَرَ اللهُ الدَّيْنَ لِشَهِيدِ الْبَحْرِ لِمَاذَا؟ مِنْ اَجْلِ التَّشْجِيعِ وَالتَّحْرِيضِ عَلَى خَوْضِ الْمَعَارِكِ وَلَوْ فِي قَاعِ الْبِحَارِ وَالْمُحِيطَاتِ: وَلِذَلِكَ قَدَّمَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ السِّبَاحَةَ عَلَى الرِّمَايَةِ وَرُكُوبِ الْخَيْلِ مِنْ اَجْلِ تَعْلِيمِهَا جَمِيعاً لِلْأَوْلَادِ: وَاِلَّا فَاِنَّهُ يَخَافُ عَلَيْهِمْ مِنْ رُكُوبِ الْبَحْرِ اِنْ لَمْ يَكُونُوا مُتَعَلِّمِينَ: وَلَيْسَ بِمَعْنَى اَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يُشَجِّعُهُمْ عَلَى التَّقَاعُسِ وَالتَّخَاذُلِ وَالْجُبْنِ وَالْخَوْفِ مِنْ رُكُوبِ الْبَحْرِ وَاَنْ يَتْرُكُوا الْبَحْرَ لِاَعْدَائِهِمْ يَتَحَكَّمُونَ بِهِ وَبِهِمْ مِنْ خِلَالِ تَوْجِيهِ ضَرَبَاتٍ غَادِرَةٍ مِنْهُ اِلَيْهِمْ: وَاِلَّا فَمَا مَعْنَى قَوْلُهُ تَعَالَى{وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَاْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا(فَهَاهُوَ الْقُرْآَنُ يُشَجِّعُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْغَطْسِ فِي أَعْمَاقِ الْبِحَارِ لِيَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ اَوْسِمَةً مِنَ الشَّرَفِ يَلْبَسُونَهَا مِنْ خِلَالِ تَدْمِيرِ هَذِهِ الْغَوَّاصَاتِ الَّتِي هِيَ مَرْكَزُ عَمَلٍ عَسْكَرِيٍّ بَحْرِيٍّ يُشْرِفُ عَلَى جَمِيعِ الْعَمَلِيَّاتِ الْعَسْكَرِيَّةِ الْبَرِيَّةِ مِنْ مُنْطَلَقٍ بَحْرِيٍّ بَلْ هِيَ مُدِيرُ هَذِهِ الْعَمَلِيَّاتِ جَمِيعِهَا: وَاِنَّكَ اَخِي لَتَعْجَبُ اَشَدَّ الْعَجَبِ مِنْ هَؤُلَاءِ الدَّوَاعِشِ الْخَوَنَةِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ إِقَامَةَ دَوْلَةٍ إِسْلَامِيَّةٍ: وَلَايَمْلِكُونَ اَيَّةَ أَوْرَاقٍ بَرِّيَّةٍ اَوْ جَوِّيَّةٍ اَوْ بَحْرِيَّةٍ يَضْغَطُونَ بِهَا عَلَى أَعْدَاءِ هَذِهِ الدَّوْلَةِ: وَهُمْ يُوَلُّونَ الْاَدْبَارَ هَارِبِينَ كَمَا تَهْرُبُ الضَّفَادِعُ: وَيَالَيْتَهَا تَهُرُبُ اِلَى الْبِحَارِ: بَلْ تَهْرُبُ اِلَى الْمُسْتَنْقَعَاتِ الْقَذِرَةِ: فَاَيُّ دَوْلَةٍ إِسْلَامِيَّةٍ تُرِيدُونَ اِقَامَتَهَا أَيُّهَا الْمَجَانِين: لَابُدَّ اَنَّكُمْ تَحْلُمُون؟ لِاَنَّهَا لَنْ تَقُومَ اِلَّا عَلَى اَنْقَاضِ عِظَامِكُمْ أَيُّهَا الْجُبَنَاءُ: وَاَنْتُمْ مَازِلْتُمْ اِلَى الْآَنَ تَخَافُونَ رُكُوبَ الْبَحْرِ: وَلَقَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يَصْعَدُ عَلَى قِمَّةِ الْجَبَلِ: وَيَرْمِي بِمِنْدِيلٍ يَسْتَعْمِلُهُ مِنْ اَجْلِ تَجْفِيفِ عَرَقِهِ عَلَى وَجْهِهِ: فَيَهْوِي آَلَافٌ مُؤَلَّفَةٌ مِنْ جُنُودِهِ صَرْعَى مَيِّتِينَ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَلْتَقِطُوهُ لَهُ؟ لِيُجَفِّفَ دُمُوعَهُ: وَاَمَّا اَنْتُمْ فَقَدْ جَعَلْتُمْ مِنَ الْبَغْدَادِيِّ مَهْزَلَةَ التَّارِيخِ: فَهَلْ يَتَجَرَّاُ الْبَغْدَادِيُّ عَلَى رُكُوبِ الْبَحْرِ مُنْتَقِلاً مِنْ شَاطِئٍ فِي طَرْطُوسَ اِلَى جَزِيرَةِ اَرْوَادَ وَهُوَ الْآَنَ يُقِيمُ عِنْدَنَا مُعَزَّزاً مُكَرَّماً: نَتَحَدَّاكُمْ اَنْ تَفْعَلُوا اَنْتُمْ وَقَائِدُكُمْ: بَلْ اَنْتُمْ وَقَائِدُكُمْ مِنْ اَشْبَاهِ الرِّجَالِ وَلَسْتُمْ رِجَالاً: بَلْ اَنْتُمْ تَسْتَحِقُّونَ اَنْ تُنْكَحُوا كَمَا يُنْكَحُ النِّسَاء: لَقَدْ عَرَضْنَا عَلَى قَائِدِكُمْ اَنْ يَذْهَبَ مَعَنَا فِي نُزْهَةٍ قَصِيرَةٍ؟ لِنَسْتَمْتِعَ مَعاً بِتَدْخِينِ الْمُعَسَّلِ فِي النَّارْجِيلَةِ فِي اَحْلَى جَلْسَةٍ مُتَنَكِّرِينَ عَلَى شَاطِىءِ جَزِيرَةِ اَرْوَادَ: لَكِنَّهُ اعْتَذَرَ وَقَالَ اِنَّ رَسُولَ اللهِ كَانَ يَخَافُ عَلَى اُمَّتِهِ مِنْ رُكُوبِ الْبَحْرِ: فَاَيُّ قَائِدٍ هَذَا هُوَ قَائِدُكُمْ: بِئْسَ الْقَائِدُ هُوَ: وَبِئْسَ الْجُنُودُ اَنْتُمْ: وَلَوْ اَنَّهُمْ يَسْمَحُونَ لَنَا بِاِهَانَتِهِ: لَاَهَنَّاهُ عَلَى مَرْاَى مِنْ جَمِيعِ اَهْلِ طَرْطُوسَ وَاَرْوَاد{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلبُون( وترقبوا ايها الاخوة في مشاركة قادمة رد مشايخنا المعارضين على الشبهة التي اثارتها قناة الكرمة المسيحية حول قوله تعالى{للذكر مثل حظ الانثيين( والله ورسوله اعلم: وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
[/color][/size][/font][/center]
رحيق مختوم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى رحيق مختوم
البحث عن المشاركات التي كتبها رحيق مختوم
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
مواقع النشر (المفضلة)
Facebook
Twitter
Linkedin
Google
الكلمات الدلالية (Tags)
الاخرى
,
احداهما
,
فتذكر
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1
( الأعضاء 0 والزوار 1)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق
انواع عرض الموضوع
الانتقال إلى العرض العادي
العرض المتطور
الانتقال إلى العرض الشجري
تعليمات المشاركة
لا تستطيع
إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع
الرد على المواضيع
لا تستطيع
إرفاق ملفات
لا تستطيع
تعديل مشاركاتك
الابتسامات
متاحة
كود [IMG]
متاحة
كود HTML
معطلة
رجاءً إختر واحد:
لوحة تحكم العضو
الرسائل الخاصة
الاشتراكات
المتواجدون الآن
البحث في المنتدى
الصفحة الرئيسية للمنتدى
----------------------------------
مسلم أون لاين العـــام
قسم الترحيب والإجتماعيات
قسم إستطلاعــات الــراي
قسم الحوار والنقاش العــام
قسم الأشخاص ذوي الإعاقة
قسم الصور والخلفيات النادرة
مسلم أون لاين الأخباري
قسم الأخبار السياسية
قسم الأخبار الأقتصادية
قسم الأخبار الإجتماعية
قسم الأخبار الرياضية
مسلم أون لاين الإســلامي
يا باغي الخير أقبل (القسم الرمضاني)
قسم الحــج والعمــرة
قسم الإســلامي العام
قسم العلوم الإسلامية
القرأن الكريم وعلومه
الحديث الشريف وعلومه
التوحيد والعقيدة الإسلامية
الفقه الإسلامــي وأصوله
السيرة والتاريخ الإسلامي
أعلام أهل السنة والجماعة
الفتاوى الشرعية
قسم الصوتيــات والمرئيــات
تسجيلات القرأن الكريم
الصوتيات الإسلامـية
المرئيات الإسلامـية
الإبتهالات والأناشيد الإسلامـية
قسم الكتب والإسطوانات
قسم العلوم المتخصصة
الإعجاز في القرآن والسنة
الرقية الشرعية
العلاج بالأعشاب والطب البديل
قسم حوار الأديان
الحوار مع الشيعة
الرد على إفتراءات النصارى
الرد على الفرق الضالة
شبهات حول القرأن والسنة
مسلم أون لاين للأسرة والمجتمع
قسم الاسرة والحياة الزوجية
قسم واحة حــواء
صحة وعناية حــواء
الملابس والإكسيسورات
الديكور والأثاث والأعمال اليدوية
فنون المطبخ والمأكولات
قسم واحـــة ادم
قسم الأمومة والطفولة
مسلم أون لاين الثقافــي
قسم السياحة حول العالم
قسم التاريخ والحضارات
قسم مــــا وراء الطبيعة
قسم بنـــك المعلومــات
مسلم أون لاين للتدريب والتعليم
قسم التنمية البشرية وتطوير الذات
قسم الإرشاد والصحة النفسية
قسم التسويق والتجارة الإلكترونية
قسم الكورسـات المحلية والدولـية
قسم الوظائف الخالــــية
قسم الأكاديمية التعليمية
المرحلة الإبتدائية
المرحلة الإعدادية
المرحلة الثانوية
مسلم أون لاين للتكنولوجيـــا
قسم البرامج وملحقاتها
قسم برامج المكفوفين
قسم الجــوال وملحقاته
قسم الجرافيك وملحقاته
قسم تطوير المواقع والمنتديات
قسم الإستايلات والمجــــالات
مسلم أون لاين للغـــات
قسم اللغة العــربــية
English Forum
مسلم أون لاين الإداري
قسم الاقتراحات والشكاوى
قسم تحت النظر
قسم المواضيع المحذوفة والمكرره والمخالفة
الساعة الآن
08:01 PM
.
Powered by vBulletin® Version v3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
ما يطرح بالمنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها أو قائلها
الاتصال بنا
-
شبكة مسلم أون لاين
-
الأرشيف
-
تصميم -
آليكسا